تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيف يكون العزاء على الميت ؟ - ابن عثيمينالسائل : كيف يكون العزاء على الميت؟الشيخ : العزاء على الميت هو أن يُذكر للإنسان المصاب بالميت ما يكون به تقوية له على الصبر وتحمّل المصيبة وأحسن ما يُعز...
العالم
طريقة البحث
كيف يكون العزاء على الميت ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : كيف يكون العزاء على الميت؟

الشيخ : العزاء على الميت هو أن يُذكر للإنسان المصاب بالميت ما يكون به تقوية له على الصبر وتحمّل المصيبة وأحسن ما يُعزى به ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام لإحدى بناته حين أصيب طفل لها فقال عليه الصلاة والسلام لرسول أرسلته إلى رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، مرها فلتصبر ولتحتسب هذا أحسن ما يُعزى به المصاب وإن عزاه بغير ذلك من العبارات التي تُفيد تصبير الرجل على المصيبة وتحميله للصبر عليها فإن ذلك لا بأس به لكن المحافظة على ما جاءت به السنّة أولى من غيرها.
ثم إن العزاء ليس بالأمر الذي يُعتبر شيئا لازما بحيث تفتح له الأبواب وتشعل له الأضواء وتقام له الكراسي وتصنع له الأطعمة فإن هذا كله من البدع المحدثة التي يُنهى عنها لأن الصحابة رضي الله عنهم " كانوا يعدون صنع الطعام والاجتماع عليه عند أهل الميت من النياحة " والنياحة محرّمة بل من كبائر الذنوب لذلك نرى أن التعزية المشروعة أنك متى وجدت المصاب في البيت أو في السوق أو في المسجد إذا كان من أهل السوق والمسجد ورأيته محزونا أن تصبّره وأن تقول له اصبر واحتسب فلله ما أخذ، وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى وما كان فلن يتغير عما كان وهذه الدنيا كل راحل عنها وما أشبه ذلك من الكلمات التي تجعله يتحمل هذه المصيبة.
وأما ما أشرت إليه مما يفعله بعض الناس في العزاء ويقيمونه كأنما يقيمون ليالي العرس فإن هذا بدعة منكرة لاسيما أنه يحصل أحيانا اجتماع مختلط وأحيانا يحصل اجتماع على قارئ يؤاجرونه أن يقرأ على روح الميت زعموا وهو في الحقيقة لا ينتفع الميت بقراءته لأن هذا القارئ غالبا إنما يقرأ للفلوس ومن قرأ للفلوس فلا ثواب له لأن ما يراد به وجه الله، إذا أريدت به الدنيا فإنه باطل قال الله تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
فنصيحتي لإخواني الذين اعتادوا هذه العادة السيئة أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يُغلقوا أبوابهم وألا يفتحوا لأحد كما أنصح إخواني الذين يأتون من بعيد يتوافدون على أهل الميت لإقامة العزاء كما زعموا أنصحهم ألا يُحرّكوا ساكنا وأن يبقوا في بلادهم وأن يتصلوا على المصابين بالهاتف ويعزّوهم أو يكتبوا لهم رسائل يعزونهم بها وأما هذه الوفود الجياشة التي تأتي من كل مكان فهي في الحقيقة تعب بدني ومالي وديني لأنه اجتماع على غير أمر مشروع بل على أمر محدث فهل كان الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه والتابعون لهم بإحسان هل كانوا يُقيمون مثل هذا العزاء؟ هذه سيرهم بين أيدينا لم يكونوا يفعلون ذلك أبدا وإنما هذا أمر محدث، ولا يبعد أن يكون سببه استعمار النصارى لبعض البلاد الإسلامية فإن النصارى وغيرهم من الكفار يرون أن هذه المصائب مصائب مادية محضة فيريدون أن يسلوا أنفسهم بمثل هذه الاجتماعات عن التفكير فيها لكن المؤمن لا يتسلى بمثل هذه الأمور، المؤمن يتسلى بإيمانه يتسلى بتوكله على الله واعتماده عليه يتسلى برضاه بقضائه وقدره يتسلى بأمور معنوية روحية ليست مادية محضة كما يفعل الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم لكن تلقفها بعض الناس وأخذوا بها ثم صارت عادة ونسأل الله لنا ولإخواننا أن يهدينا صراطه المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

السائل : ءامين بارك الله فيكم على هذا التوجيه المبارك. هذا المستمع ع ع ج يقول.

Webiste