تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم... - ابن عثيمينالشيخ : وفي هذا دليل على فائدة عظيمة، وهي أن صلاة الجماعة في قيام رمضان مشروعة بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وليست ببدعة، ولهذا من تخلف عنها مدعيا أنها...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد ...)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وفي هذا دليل على فائدة عظيمة، وهي أن صلاة الجماعة في قيام رمضان مشروعة بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وليست ببدعة، ولهذا من تخلف عنها مدعيا أنها بدعة ومنكرا على عمر بن الخطاب رضي الله عنها حينما قال : " نعمت البدعة هذه " وأقره رضي الله عنه على ذلك ولكن هذا المسكين الجاهل قال لا ليس بسنة أصلي بالبيت، فيقال هي سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم كان خاف ان تفرض عليهم فتركها وبعد أن توفي عليه الصلاة والسلام زال هذا الخوف لأنه انقطع الوحي وبقي الناس في عهد أبي بكر يصلون أوزاعا، الرجل مع الرجل، والرجلين مع الرجل، ولم يكن إلا سنتان فقط، وفي هذا عهد عمر في أول خلافته رضي الله عنه كان الناس على هذا، ثم أمر تميما الداري وأبي بن كعب أن يقوما بالناس بإحدى عشرة ركعة كما ثبت ذلك في * موطأ الإمام المالك * بأصح إسناد أنه أمر تميما الداري وأبي بن كعب أن يصليا بالناس بإحدى عشرة ركعة، وأما حديث يزيد بن رومان أن الناس في عهد عمر يصلون 23 ركعة فهذا لا يعارض قول عمر أو أمر عمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما بالناس بإحدى عشرة، لأن هذا من قوله، وحديث يزيد بن رومان من فعل الناس في عهده وبينهما فرق، ثم هل يمكن أن نستدل بفعل الناس في عهد عمر أو غيره من الخلفاء ؟ قد ينازع في هذا منازع، ويقول لا نستدل بذلك إلا إذا اطلع عليه عمر وأقره، أما في عهد الرسول فإن ما فعل في عهده فهو حجة، لأن الله يعلم وينزل ما شاء أن ينزل إذا كان الأمر ليس محبوبا إلى الله.
على كل حال حديث يزيد بن رومان ليس فيه تصريح بنسبته إلى عمر، وأيضا هو منقطع، فكان الثابت عن عمر أنه أمر أن يصلى بإحدى عشرة ركعة وقال نعمت البدعة هذه، وهي بدعة نسبية أي بالنسبة لترك الناس لها ما بين زمن الرسول وزمن عمر، وهذا واضح.
على كل حال الحديث دليل على أن صلاة الجماعة في قيام الليل في شهر رمضان من السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيه أيضا أن الناس إذا لزموا الشيء في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فقد يكون سببا لفرضه، لأن قبولهم إياه والتزامهم إياه وحرصهم عليه يشبه النذر من بعض الوجوه، وحينئذ يفرض عليهم، فخاف النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وترك القيام.
وفيه دليل على ترك الفاضل إلى المفضول خوفا من مفسدة تقع والله أعلم.
نعم، استدل بهذا الحديث الإمام مالك رحمه الله على أنه لا يشترط في صلاة الجماعة نية الإمام إمامته، لأن هؤلاء الصحابة أتوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وصلوا بصلاته دون أن يكون هناك سابق علم، ولكن هذا يحتاج إلى تأمل.

Webiste