لقد علمت بأن الذي يصلي وحده خلف الصف مع الجماعة لا يجوز. و لكن كيف يكون إذا كان المصلي خلف صف الجماعة و معه شخص لم يبلغ الحلم ( أي أنه غير بالغ ) فهل يجوز ذلك أم ماذا يفعل المصلي في هذا الوقت ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : لقد علمت بأن الذي يصلي وحده خلف الصف مع الجماعة لا يجوز ولكن كيف يكون إذا كان المصلي خلف صف الجماعة ومعه شخص لم يبلغ الحلم أي أنه غير بالغ، هل يجوز ذلك ماذا يفعل المصلي في هذا الوقت مأجورين؟
الشيخ : صلاة المنفرد خلف الصف في صلاة الجماعة تنقسم إلى قسمين، قسم صحيح وقسم غير صحيح.
أما القسم الصحيح فهو ما إذا وجد الصف تاما فإنه في هذه الحال يجوز أن يصلي وحده وذلك لأنه إذا لم يصلي وحده فاتته الجماعة، إذا لم يأتيه أحد يقوم معه قبل أن تفوت الجماعة وهو إذا لم يصلي وحده فإما أن يجذب أحدا من الصف الذي أمامه وإما أن يتقدّم فيقف مع الإمام وكلا ذلك غير مشروع.
أما سحبه أحدا من الصف المتقدّم فإنه لا يجوز وذلك لأن فيه جناية على المسحوب ونقلا له من المكان الفاضل إلى المكان المفضول ثم إنه قد يُشوّش عليه صلاته فإن بعض الناس يكون سريع التأثر فيشوّش عليه تشويشا بالغا ثم إنه يفتح فرجة في الصف فيقطع صفا بعد صلته ثم إنه يوجب أن يتحرّك الصف من اليمين أو من الشمال أو من اليمين والشمال لسد هذه الفرجة، فهذه أربع مفاسد في جذب من يجذبه إليه.
وأما تقدّمه مع الإمام فهذا إن لم يأتي من القبلة إذا كان في قبلة المسجد باب لزم أن يتخلل الصفوف فيؤذي أهل الصفوف وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يتخطى رقاب الناس في يوم الجمعة فقال: اجلس فقد ءاذيت ثم إذا تقدّم وصلى مع الإمام خالف في ذلك السنّة فإن السنّة أن يكون الإمام وحده في مكانه لأنه إمام فإذا قام معه ءاخر صار الأخر كأنه إمام ثاني ولا يرد على هذا أن أبا بكر رضي الله عنه حين شرع يُصلي في الناس ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فصف إلى يسار أبي بكر لا يرد على هذا لأن أبا بكر قد شرع في الصلاة ولا يُمكنه أن يتأخر لأن الصف متراص فلم يبقى إلا أن يبقى في مكانه ثم إذا تقدّم وصفّ مع الإمام ثم جاء ءاخر بعده.
السائل : نعم.
الشيخ : ووجد الصف تاما فقلنا: تقدّم فصاروا اثنين مع الإمام ثم جاء ثالث وقلنا: تقدّم لزم من ذلك أن يكون صف تام مع الإمام وما وراء الناس ليس فيه أحد لذلك نقول: إذا جاء الإنسان ووجد الصف تاما فلا حرج عليه أن يقف وحده ويُصلي وحده وقد قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وقال: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا .
وأما إذا قام معه صبي مميّز وصلى معه فالصواب أن ذلك جائز وأن مصافة الصبي كمصافة البالغ لأن أنس بن مالك رضي الله عنه صف مع يتيم خلف رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم في صلاة النفل والأصل أن ما ثبت في صلاة النفل ثبت في صلاة الفرض إلا بدليل ولأن هذا الصبي عاقل تصح منه الصلاة فصلاته صحيحة فيكون هذا البالغ لم يقُم وحده خلف الصف بل معه من تصح صلاته فالصواب أن مصافّة الصبي في الفريضة والنافلة سواء وأنها جائزة ويزول بها الانفراد. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. نختم هذا اللقاء بسؤال ثاني للسائل فايد محمد من الدمام يقول.
الشيخ : صلاة المنفرد خلف الصف في صلاة الجماعة تنقسم إلى قسمين، قسم صحيح وقسم غير صحيح.
أما القسم الصحيح فهو ما إذا وجد الصف تاما فإنه في هذه الحال يجوز أن يصلي وحده وذلك لأنه إذا لم يصلي وحده فاتته الجماعة، إذا لم يأتيه أحد يقوم معه قبل أن تفوت الجماعة وهو إذا لم يصلي وحده فإما أن يجذب أحدا من الصف الذي أمامه وإما أن يتقدّم فيقف مع الإمام وكلا ذلك غير مشروع.
أما سحبه أحدا من الصف المتقدّم فإنه لا يجوز وذلك لأن فيه جناية على المسحوب ونقلا له من المكان الفاضل إلى المكان المفضول ثم إنه قد يُشوّش عليه صلاته فإن بعض الناس يكون سريع التأثر فيشوّش عليه تشويشا بالغا ثم إنه يفتح فرجة في الصف فيقطع صفا بعد صلته ثم إنه يوجب أن يتحرّك الصف من اليمين أو من الشمال أو من اليمين والشمال لسد هذه الفرجة، فهذه أربع مفاسد في جذب من يجذبه إليه.
وأما تقدّمه مع الإمام فهذا إن لم يأتي من القبلة إذا كان في قبلة المسجد باب لزم أن يتخلل الصفوف فيؤذي أهل الصفوف وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يتخطى رقاب الناس في يوم الجمعة فقال: اجلس فقد ءاذيت ثم إذا تقدّم وصلى مع الإمام خالف في ذلك السنّة فإن السنّة أن يكون الإمام وحده في مكانه لأنه إمام فإذا قام معه ءاخر صار الأخر كأنه إمام ثاني ولا يرد على هذا أن أبا بكر رضي الله عنه حين شرع يُصلي في الناس ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فصف إلى يسار أبي بكر لا يرد على هذا لأن أبا بكر قد شرع في الصلاة ولا يُمكنه أن يتأخر لأن الصف متراص فلم يبقى إلا أن يبقى في مكانه ثم إذا تقدّم وصفّ مع الإمام ثم جاء ءاخر بعده.
السائل : نعم.
الشيخ : ووجد الصف تاما فقلنا: تقدّم فصاروا اثنين مع الإمام ثم جاء ثالث وقلنا: تقدّم لزم من ذلك أن يكون صف تام مع الإمام وما وراء الناس ليس فيه أحد لذلك نقول: إذا جاء الإنسان ووجد الصف تاما فلا حرج عليه أن يقف وحده ويُصلي وحده وقد قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وقال: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا .
وأما إذا قام معه صبي مميّز وصلى معه فالصواب أن ذلك جائز وأن مصافة الصبي كمصافة البالغ لأن أنس بن مالك رضي الله عنه صف مع يتيم خلف رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم في صلاة النفل والأصل أن ما ثبت في صلاة النفل ثبت في صلاة الفرض إلا بدليل ولأن هذا الصبي عاقل تصح منه الصلاة فصلاته صحيحة فيكون هذا البالغ لم يقُم وحده خلف الصف بل معه من تصح صلاته فالصواب أن مصافّة الصبي في الفريضة والنافلة سواء وأنها جائزة ويزول بها الانفراد. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. نختم هذا اللقاء بسؤال ثاني للسائل فايد محمد من الدمام يقول.
الفتاوى المشابهة
- رجل يسأل عن صلاة الفرد خلف الصف إذا كان الصف... - ابن عثيمين
- من جاء للجماعة والصف مكتمل هل يسحب أحد المصلين... - ابن باز
- دخل رجل المسجد والناس يصلون فكبر وصلى وحده خ... - ابن عثيمين
- ماذا يفعل المتأخر عن الصلاة و كان وحيدا في ا... - ابن عثيمين
- لا تصل خلف الصف وحدك - ابن باز
- من صلى خلف الصف لا صلاة له - ابن باز
- من كان وحده خلفَ الصف ؛ فهل يصفُّ مع الإمام ؟... - الالباني
- يقول حصل نقاش بين جماعة بأن إذا جاء رجل متأخ... - ابن عثيمين
- الصلاة خلف الصف - الفوزان
- حكم الصلاة خلف الصف - ابن عثيمين
- لقد علمت بأن الذي يصلي وحده خلف الصف مع الجم... - ابن عثيمين