نقول لهؤلاء الذين يقولون إننا لا نعلم معاني آيات الصفات، نرد عليهم فنقول : إن الله أمرنا بتدبر القرآن، صح؟ أين هو؟ { كتاب } نعم نعم { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } فاللام هنا للتعليل، وكذلك قال : { أفلم يدبروا القول } { أفلم يدبروا القول } وهذا لا شك أنه إنكار عليهم حيث لم يتدبروه ولم يعرفوا معناه.
فإذا كان الله تعالى حثنا على التدبر وأمرنا به، فهل يمكن الوصول إلى المعنى؟ يمكن، لولا أنه يمكن الوصول إلى المعنى لكان الأمر بالتدبر لغوا لا فائدة منه.
طيب، هل استثنى الله آيات الصفات وقال : لا تدبروها فإنكم لن تصلوا إلى معناها؟
الجواب : لا، بل آيات الصفات هي أول وأولى ما يدخل في ذلك، لأنه ليس من المعقول أن تعرف معنى الوضوء والركوع والسجود والصيام والزكاة والحج ثم يقال : إن أعظم من ذلك - وهو أسماء الله وصفاته - لا يمكن أن تتدبرها.
أنا لو لم أتدبر معنى السميع ومعنى الاستواء على العرش ومعنى الوجه الموصوف بذي الجلال والإكرام، لو لم أتدبر ذلك ما ازددت إيمانا، أظن هذا ظاهر؟ طيب.