تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الرد على الذين يحتجون بالقدر على المعاصي . - ابن عثيمينالشيخ : طيب حينئذ يأتي العاصي الفاجر المارد يزني بالصباح ويشرب الخمر بالمساء ويقتل الناس في وسط النهار. وإذا قلنا له شيء قال والله هذا بمشيئة الله ما شا...
العالم
طريقة البحث
الرد على الذين يحتجون بالقدر على المعاصي .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : طيب حينئذ يأتي العاصي الفاجر المارد يزني بالصباح ويشرب الخمر بالمساء ويقتل الناس في وسط النهار. وإذا قلنا له شيء قال والله هذا بمشيئة الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. أتلومنني على شيء شاءه الله علي؟ فنبقى في إشكال. نبقى في إشكال. كل واحد مجرم يقول كيف تلومنني على شيء شاءه الله؟ أنا ما بيدي حيلة هذا بمشيئة الله. ما أسرع ما تتأثرون! كنتم بالأول فرحين بأن تقرروا أن الأشياء بمشيئة الله ثم بدا على وجوهكم الآن التحير. نعم ماذا نقول ؟ نقول كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما يؤثر عنه : رفع إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سارق تعرف السارق؟ ما هو أو من هو ؟ ها. أنا سارقك الآن؟ كيف تقول اللي يأخذ شيء ما هو له. لا أنا ... ها. ايش؟ عرف السارق. غلط. لا استرح. من يعرف السارق ؟ اليد اليسرى لا نقبلها إلا إذا كانت اليمنى مشلولة. أنت اليمنى مشلولة ؟ نعم أول طيب استرح. " هو الذي يأخذ المال من حرزه على وجه الاختفاء " يأخذ المال من حرزه أي من مكان محرز على وجه الاختفاء. رفع إلى أمير المؤمنين بن الخطاب رضي الله عنه رفع إليه سارق فأمر بقطع يده لأن الله قال : والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما فقال : يا أمير المؤمنين والله ما سرقت إلا بمشيئة الله يريد بذلك إيش ؟ أن يرتفع الحد عنه ولا تقطع يده. قال : ونحن لا نقطعك إلا بمشيئة الله يلا اقطعوه . هذه حجة أليس كذلك؟ مع أن عمر رضي الله عنه يعلم أننا نقطعه بمشيئة الله وبشرع الله. والسارق يسرق بالمشيئة لا بالشرع ، لأن السرقة حرام.
إذا نقول لهذا الذي احتج علينا بالقدر أو المشيئة هل أنت تشعر حين فعلت هذه المعصية هل تشعر بأن أحدا أكرهك عليها أو أنك فعلتها باختيارك ؟ ماذا سيقول ؟ باختياره وإلا مكره ؟ باختياره. ولهذا لو أكره على المعصية ولهذا لو أكره على المعصية لم يترتب عليه حكم حتى لو أتي الإنسان على أن يقول كلمة الكفر أو يفعل فعل الكفر وهو مكره فليس بكافر. لكن الفعل الاختياري للإنسان هل يشعر بأن أحدا أكرهه؟ الجواب : لا . كل يعرف أنه يتحرك بإرادته ويسكت ويسكن بإرادته. ما حد يكرهه. لكن إذا وقع الشيء علمنا أنه واقع بإيش ؟ بمشيئة الله. أما قبل أن يقع ما ندري ماذا يشاء الله عز وجل. فلا حجة لا حجة للإنسان بقدر الله. واسمع قول الله عز وجل : سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء . قال الله عز وجل ردا عليهم : كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذواقوا بأسنا . ولو كان في القدر حجة لهؤلاء ما أذاقهم الله بأس. وأنت الآن تشعر من نفسك تذهب إلى البيت باختيارك وتأتي إلى المسجد باختيارك وتأكل باختيارك وتشرب باختيارك وتمسك على الأكل والشرب باختيارك لا مكره لك. لكن نعلم أنك إذا أردت شيئا ووقع فإن الله قد شاءه بلا شك.

Webiste