الشيخ : فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين لوط عليه الصلاة والسلام رسول مؤيد بالآيات. ما آمن معه أحد ما وجد في القرية إلا بيت واحد من المسلمين. وهنا لعلك تقول كان المتوقع أن يقول : فما وجدنا فيها غير بيت ايش؟ من المؤمنين. لما قال فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين كان المتوقع في ذهنك القاصر أن يقال فما وجدنا فيها غير بيت من المؤمنين. فلماذا عُبر بالمسلمين في الآية الثانية دون الأولى ؟ قال بعض أهل العلم : " إن هذا يدل على أن الإيمان والإسلام بمعنى واحد وأنه عُبر بهذا وهذا للتنوع في العبارة والتنوع في العبارة نوع من البلاغة ". لكنّ هذا غير صحيح وإنما عُبر لأن البيت كان مسلما إذ أن امرأة لوط كانت تظهر الإسلام. فكان البيت نفسه بيت إسلام ، لأن امرأة لوط ما كانت تعلن الكفر. لكن لما جاءت النجاة من نجا ؟ المؤمنون فقط. ولهذا قال فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين . والفرق ظاهر فرق بين المسلم وبين المؤمن. قد يكون الإنسان مسلما ولكن ليس بمؤمن. ولهذا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحد الصحابة : يا رسول الله إنه مؤمن. قال : أَو مسلم . قال : إنه مؤمن. قال : أو مسلم . ففرق بين الإسلام والإيمان. وفي القرآن الكريم : قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا . ففرق بين الإيمان والإسلام. الإيمان بالقلب يا إخوان. ولا أحد يستطيع أن يتظاهر بأنه مؤمن بقلبه ، لأن الإيمان في القلب. لكن الإسلام ظاهر يستطيع الإنسان أن يظهر أنه من أسلم الناس وهو من أخبث الناس. واقرأ قوله تعالى عن المنافقين : إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم لأن المظهر مظهر إسلامي مسلم إذا رأيته أعجبك وإن يقولوا تسمع لقولهم لأنهه عندهم فصاحة لكن ما فيهم خير. كأنهم خشب مسندة طيب ما نُبعد. فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وتركنا فيها آية لمن ؟ للذين يخافون العذاب الأليم ديار قوم لوط معروفة ومشهورة كما قال عز وجل : وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل .