الجواب : نعم. ومنه الكلام بمعنى التكليم. فالسلام إذن بمعنى التسليم التسليم من الله عليك أيها النبي يعني تسأل الله أن يسلم نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يسلم شريعته من كل نقص وعيب.
وهنا إشكال في قول المصلي : عليك إشكال من وجهين :
الوجه الأول : كيف صح أن يخاطب في الصلاة وهو من الآدميين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين" ؟
الإشكال الثاني : كيف صح أن يخاطب وهو لا يسمع وهو بعيد منك ؟
أما الإشكال الأول فنقول : إن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا مستثنى من قول الرسول عليه الصلاة والسلام : "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين". ولهذا قال العلماء إذا أتى المصلي بكاف الخطاب لغير الله ورسوله بطلت صلاته.
لو دخل عليك رجل وأنت تصلي وقال السلام عليك فقلت : عليكم السلام بطلت صلاتك إلا أن تكون جاهلا.
الجواب عن الإشكال الثاني : ماهو الإشكال الثاني ؟ كيف نخاطب وهو غائب لا يسمع بل بعد موته هو ميت عليه الصلاة والسلام. فالجواب : أن مخاطبتنا إياه سوف تنقل إليه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : "سلموا علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم". فإذا سلمت عليه فإن تسليمك يبلغه في أي مكان كنت ولقوة استحضارك خاطبته كأنه حاضر بين يديك وإن كان بعيدا. طيب "أيها النبي ورحمة الله وبركاته" الرحمة مع التسليم فيها التمام لأن بالرحمة حصول المطلوب وبالتسليم زوال المرهوب. فإذا اجتمع السلام والرحمة كمل الإنسان ما يريد. فأنت الآن تسأل الله أن يرحمه مع السلام عليه. وأما فالبركات فالبركات جمع بركة والبركة كثرة الخير ودوامه يقول أهل اللغة : " إنه مشتق من البركة " والبركة مجتمع الماء وهي تكون عادة كبيرة والماء فيها ثابت.
خلاصة المعنى أنك تسأل الله سبحانه وتعالى أن يسلم رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يعمه بالرحمة والبركات .