تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التوحيدلله تعالى بالإنابة و الخشية - ابن عثيمينالشيخ : ثانيا: توحيد الله عزّ وجلّ بالخشية والإنابة، بالخشية والخشية هي الخوف المقرون بالعلم، لأن الخوف قد يكون سببه عظمة المخوف وعلم الخائف بذلك، وحينئ...
العالم
طريقة البحث
التوحيدلله تعالى بالإنابة و الخشية
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثانيا: توحيد الله عزّ وجلّ بالخشية والإنابة، بالخشية والخشية هي الخوف المقرون بالعلم، لأن الخوف قد يكون سببه عظمة المخوف وعلم الخائف بذلك، وحينئذ يكون خشية، وقد يكون سبب الخوف ضعف الخائف وجهله بحقيقة المخوف، وحينئذ نقول: إنه خوف، ولا نقول إنه: خشية، ودليل ذلك قول الله عزّ وجلّ إنما يخشى الله من عباده من؟ العلماء العلماء بماذا؟ العلماء بالذرة؟ بالتكنولوجيا؟ بقاعات البحار؟ بطبقات الأرض؟
لا، إنما يخشى الله من عباده العلماء بالله، العلماء بالله وبما له من العظمة، وبما له من الصفات، وبما له من الحقوق، وبما له من الحكمة، وبما له من سلطان، إلى غير ذلك من صفات الله عزّ وجلّ وأحكامه الكونية والشرعية.
هؤلاء هم العلماء، فأفقه الناس وأعلم الناس هم العلماء بالله، إذن أفرد الله بالخشية لا أخشى غير الله،كما قال الله تعالى فلا تخشوا الناس واخشوني أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ، إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين .
فإن قال قائل: ما علامة خشية الله عزّ وجلّ؟
فالجواب على ذلك سهل: علامة خشية الله أن تتقي الله في السر والعلانية، أن تتقي الله في السر والعلانية، يعني: تمتثل أمر الله وتجتنب نهيه، سواء كنت في سرّ أو في علن، لأنك إنما تخاف من الله وحده، ولا يهمّك الناس، وهذا الأمر يعني الخشية أمر مهم بالنسبة للعباد، لأننا نرى من الناس من يخشى عباد الله أكثر مما يخشى الله، ليس كمن قال الله فيهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم لا، يخاف لومة اللائم يخشى، وليس ممن بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في المنشط والمكره وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان، وأن تقوموا بالحق، لا تخافوا في الله لومة لائم .
كثير من الناس مع الأسف عنده دين لكن في مقام الرئاسة أو الجاه أو الشرف يخشى الناس، ويخاف إن ظهر عليهم بشيء أن يفقد منصبه، وهذا الرأي والفكر إنما ورث عن المشركين الذين ردوا ما جاءت به الرسل حفاظا على جاههم وشرفهم، أما المؤمن حقّا فإنه يعلم أنه إذا أسخط الناس برضى الله كانت العاقبة أن يرضى الله عنه ويرضى عنه الناس، أما إذا أرضى الناس بسخط الله كانت العاقبة أن يسخط الله عليه ويسخط عليه الناس، لأن قلوب العباد بيد من؟ بيد الله كما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الله يصرفه كيف يشاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ، القائل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم، فما بالك بنا نحن؟!

Webiste