الشيخ : تفضّل.

السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، ما حكم الجهاد في زماننا هذا؟ هل هو فرض كفاية أم فرض عين؟ وإذا كان فرض كفاية متى يكون فرض عين على هذه الأمّة؟

الشيخ : أوّلا يجب عليك أن تعلم أنّ الجهاد لا يكون فرض عين على جميع المسلمين هذا شيء مستحيل، قال الله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافّة فولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة وبيّن الله سبحانه وتعالى الحكمة قال: ليتفقّهوا أي القاعدون في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لأنّه لو انصرفت الأمّة كلّها للجهاد لتعطّلت بقيّة الشّرائع والشّعائر، لكن يكون فرض عين في مواضع:
الموضع الأوّل إذا حضر الإنسان صفّ القتال فإنه يجب عليه أن يكمّل، قال الله تبارك وتعالى: يا أيّها الذين إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولّوهم الأدبار ومن يولّهم يومئذ دبره إلاّ متحرّفا لقتال أو متحيّزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنّم وبئس المصير هذه واحدة
الموضع الثاني إذا حاصر العدوّ بلده فهنا يجب عليه أن يقاتل دفاعا عن نفسه وبلده الإسلاميّ
المسألة الثالثة إذا استنفره الإمام واضبط كلمة الإمام اكتبها بحرف كبير إذا استنفره الإمام، إذن لا بدّ من إمام يقود الجيش الإسلامي، إذا استنفره الإمام يجب أن يخرج، فمثلا يقول لأهل البلد يلاّ امشوا اخرجوا للجهاد يجب أن يخرجوا لأنّ معصية ولاة الأمور محرّمة، ولمّا وجّه الخطاب لهؤلاء وجب عليهم أن يقوموا بذلك
الرّابع إذا احتيج إليه، بأن يكون هذا الرّجل يعلم من استعمال هذا النّوع من السّلاح وغيره لا يعلم، فهنا يتعيّن عليه أن يباشر، في غير هذه المواضع الأربعة لا يكون الجهاد فرض عين
ثمّ الجهاد يا إخوان لا بدّ له من راية إمام وإلاّ لكان عصابات، لا بدّ من إمام يقود الأمّة الإسلاميّة، ولذلك تجد الذين قاموا بالجهاد من غير إرادة إمام لا يستقيم لهم حال بل ربّما يبادون عن آخرهم وإذا قدّر لهم انتصار صار النّزاع بينهم، فعلى كلّ حال نسأل الله أن يعيننا على جهاد أنفسنا نحن الآن في حاجة إلى جهاد النّفس، القلوب مريضة، والجوارح مقصّرة، والقلوب متنافرة، هذا يحتاج إلى جهاد قبل كلّ شيء، سبحانك ربّنا وبحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وإلى إشعار آخر إن شاء الله وأنتم راجعوا الأخ يوسف في استئناف اللقاء لأن الناس ربما يكون عندهم سفر نعم ويشق عليهم ترك السفر أو ترك المجلس سبحانك ربّنا وبحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.