تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم التوسل بالأنبياء والصالحين وهل صحيح أ... - ابن عثيمينالسائل : عندي يا شيخ .الشيخ : نعم.السائل : في الأسبوع الماضي نشرت إحدى المجلات الإسلامية مقال لأحد كتابها جاء فيه تحت عنوان قضية التوسل .الشيخ : قضية؟ال...
العالم
طريقة البحث
ما حكم التوسل بالأنبياء والصالحين وهل صحيح أنه موضع خلاف وأنه خلاف فقهي وفرعي.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : عندي يا شيخ .

الشيخ : نعم.

السائل : في الأسبوع الماضي نشرت إحدى المجلات الإسلامية مقال لأحد كتابها جاء فيه تحت عنوان قضية التوسل .

الشيخ : قضية؟

السائل : قضية التوسل، قال: وأما قضية التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء والملائكة والصالحين من عباد الله فقد ذكر الأستاذ البنا أن هذا من الأمور الخلافية بين الأئمة وأنه خلاف في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة، وليس الإمام البنا هو أول من قال بذلك بل قال به الإمام محمد بن عبدالوهاب نفسه كما نقل في مجموع فتاويه، حيث قال في مسألة العاشرة: قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين، وقول أحمد يتوسل بالنبي خاصة مع قولهم أنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جدًّا، وليس الكلام مما نحن فيه فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور أنها مكروه فلا ننكر على من فعله، فقد تضمن كلام الشيخ أن التوسل بالصالحين أو بالنبي صلى الله عليه وسلم هو موضع خلاف بين العلماء وأنه هو صوب قول الجمهور أنه مكروه وأن هذه مسألة من مسائل الفقه وهذا عين ما قره البنا فلا وجه للإنكار عليه، ولأن موضوع التوسل فقهي لا عقدي تكلمت عنه جميع كتب المذاهب الفقهية على اختلاف أحكامها فيه، ودخل الموسوعة الفقهية باعتباره من المسائل الفروعية العملية التي تدخل في إطار البحث الفقهي، وهناك كثيرون من المستقلين عن المذاهب قالوا بإيجاز التوسل منهم الإمام الشوكاني وهو سلفي معروف في كتابه تحفة الذاكرين شرح الحصن الحصين، وهناك غيره من القدامى والمحدثين، ومنهم من أجاز التوسل بالنبي وحده ولم يجز التوسل بغيره من الأنبياء والصالحين كما هو رأي الإمام عز الدين بن عبد السلام، آخر فقرة يا شيخ والخلاف في المسألة ظاهر يمكنك أن تراجعه في بحث التوسل في الموسوعة الفقهية الكويتية في الجزء الرابع عشر، وبهذا يتضح لنا سلامة ما قاله الشيخ البنا بوجه العلم والتحقيق، وأنا شخصيًّا أميل إلى التوجه بعدم التوسل بذات النبي والصالحين وأتبنى رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك تعليقك يا شيخ؟

الشيخ : نعم التوسل بالصالحين اللي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من الفقهاء ظاهره التوسل بذواتهم والتوسل بدعائهم، وهذا الظاهر غير مراد، مرادهم بالتوسل بالصالحين أي بدعائهم كما فعل عمر رضي الله عنه حين قال: " اللهم إنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا، قم يا عباس فادع الله " لو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائزًا هل يمكن أن يعدل عمر ومعه الصحابة عن التوسل بالرسول إلى التوسل بالعباس؟ ما يمكن أبدًا، ثم التوسل بذواتهم ما فائدته ما هو سبب لإجابة الدعاء أو التوسل بجاههم، والتوسل أصله التوصّل يعني أن نتخذ من هذا الذي توسلنا به ما يوصلنا إلى مقصودنا، وذات النبي أو جاه النبي ليس لنا فيه منفعة، فكل ما ورد من كلام العلماء المعروفين بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فمرادهم التوسل بالإيمان به أو التوسل بدعائه إن كان حيًّا وكذلك التوسل بالصالحين، يعني: التوسل بدعائهم هذا هو الصحيح، وسبحان الله كيف يصر بعض الناس على أن يقول إن هذا جائز ويورد عليه هذه المشتبهات وعنده توسل جائز ما فيه إشكال يعدل عنه، لولا أنها فتنة لماذا لا يقول ربنا إننا آمنا فاغفر لنا كما يقول المؤمنون، لكن بعض الناس مغرم بإثارة المسائل الخلافية.
أما هل هو عقيدة أو حكم فرعي فهذه مسألة الخلاف فيها لفظي، المهم إنه حلها هل يجوز أو ما يجوز هذا هو، والذي نرى أنه لا يجوز أن نتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم يعني بذاته أو بجاهه وإنما نتوسل بالإيمان به واتباعه، نعم.

Webiste