الشيخ : أما بعد :
فلقد سمعتم في الخطبة الأولى ما سمعتم عما يكون بل عن بعض ما يكون يوم القيامة وإن ذلك لحق اليقين إنه لحق ثابت فعلينا أن نستعد لذلك اليوم علينا أن نتأمل آخر سورة الواقعة وهي قوله تعالى : فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذٍ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين إذا بلغت الروح الحقوم فهل يمكن لأحد أن يردها إلى جسدها إن هذا غير ممكن لأن الله تعالى تحدى الخلق أن يرجعوها إن كانوا صادقين ولكن هذا غير ممكن لو اجتمع أطباء الأرض كلهم على أن يردوا الروح من الحلقوم إلى الجسد ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وما هي النتيجة ؟ إن الإنسان يجب أن يفكر في النتيجة لا في طول العمر وقِصره إن طول العمر على طاعة الله لا شك أنه خير ولكن الشأن كل الشأن كيف تموت وليس الشأن أين تموت ولا متى تموت ؟ لأن ذلك كائن لا محالة ولكن على أي حال تموت استمع قال الله عز وجل حين ذكر احتضار المرء : فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم أعوذ بالله من ذلك نعوذ بالله من ذلك نعوذ بالله من ذلك إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم عباد الله اعملوا لهذا اليوم اعملوا ليوم موتكم واعملوا ليوم بعثكم فمن كان محسناً في حال الرخاء فليَبشر لأن الله تعالى يحسن إليه في حال الشدة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة يعني أكثر من عبادة الله عز وجل في الرخاء في حال الشباب في حال الصحة في حال الغنى في حال الأمن في حال الفراغ فإن الله تعالى يعرفك في الشدة ولا شدة أعظم من حضور الأجل فإن الشيطان يكون أحرص ما يكون على ابن آدم في تلك اللحظة الرهيبة وإن الإنسان يكون أرأف ما يكون عزيمة في تلك اللحظة الرهيبة إلا من أعانه الله ذُكر أن الإمام أحمد بنَ حنبل رحمه الله حين حضرته الوفاة جعل يقول : " بعد بعد " فقال له من عنده : يا أبا عبد الله إنك تقول : بعد بعد فما هذا ؟ قال : إن الشيطان وقف عند الباب يعض أنامله يقول : فتني يا أحمد فتني يا أحمد " يعني فت علي لم أدرك منك شيئا فيقول له الإمام أحمد : " بعد بعد " يعني حتى الآن ما دام الروح في الجسد فإن الإنسان على خطر اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أعمالنا وخير أعمالنا أواخرها وخير أيامنا وأسعدها يوم نلقاك يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام اللهم اجعلنا في الدنيا من الزاهدين وفي الآخرة من الراغبين اللهم عرفنا قدر حياتنا في هذه الدنيا حتى نستعد للحياة الحقيقية في الأخرى يا رب العالمين واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة يعني في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة أيها المسلمون عليكم بكتاب الله عليكم بهدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليكم باتباع السبلف الصالح وإياكم والبدع فإنها ضلال وإن زينت في نفوس أصحابها قال الله عز وجل : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات أكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه لا حق لمخلوق لا حق لمخلوق أعظم من حق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليكم إن الله تعالى هداكم به من الضلال وبين لكم الحق على لسانه صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللهم فصل وسلم عليه اللهم صل وسلم عليه اللهم صل وسلم عليه اللهم اجزه عنا أفضل ما جزيت نبيا عن أمته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اسقنا من حوضه اللهم اجمعنا به في دار الخلود في دار النعيم المقيم في جوارك يا أرحم الراحمين اللهم ارض عن خلفائه الراشدين وعن بقية الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم ارزقهم تحكيم كتابك وسنة نبيك يا رب العالمين اللهم أصلح لهم البطانة وأعنهم على تحمل الأمانة يا رب العالمين اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ونحن في انتظار فريضة فرضتها علينا نسألك اللهم في هذا المقام أن تنصر إخواننا في الشيشان اللهم انصرهم على عدوهم اللهم صبرهم على ما ينالهم من أولئك الروس الطغاة الملحدين يا رب العالمين .