شرح من رياض الصالحين ( باب فضل الأذان ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل الأذان "
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن متفق عليه
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة رواه البخاري
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولاً والإسلام دينا غفر له ذنبه رواه مسلم
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأحاديث بقية باب فضل الأذان ساقها النووي رحمه الله في * رياض الصالحين * منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ومنها : من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد
ومنها : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا
ومنها : أن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد فأما الحديث الأول فقد سبق الكلام عليه أنه ينبغي للإنسان إذا سمع النداء أن يقول مثل ما يقول المؤذن إلا إذا قال المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح فليقل : لا حول ولا قوة إلا بالله .
وأما الحديث الثاني: من قال حين يسمع النداء يعني وفرغ المؤذن كما دل عليه الحديث السابق إذا فرغ المؤذن فإنك تصلي على النبي صلى الله عليه و على آله وسلم ثم تقول : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد اللهم رب هذه الدعوة التامة هي الدعوة إلى الصلاة والفلاح لأن ذلك من أتم ما يكون من الدعوات والصلاة القائمة يعني الصلاة التي ستقام لأن النداء إعلام بدخول وقت الصلاة آت محمدا الوسيلة والفضيلة يعني أعطه الوسيلة وهي درجة في الجنة أعلى ما يكون من درجات الجنة وهي للنبي صلى الله عليه وسلم والفضيلة يعني الميزة والرتبة العالية على غيره عليه الصلاة والسلام وقد حصل له ذلك وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته وقد وعده الله ذلك في قوله: ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ومن هذا المقام المحمود الشفاعة العظمى فإن الناس يوم القيامة يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون في ذلك الموقف العظيم الذي مقداره خمسون ألف سنة في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر عارية أجسادهم حافية أقدامهم شاخصة عيونهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.
الشمس تدنو منهم قدر ميل ولا هناك عوج ولا أمت ولا ظل ولا بناء ولا شيء فيطلبون من يشفع لهم إلى الله فيأتون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقوم ويشفع في هذا المقام يحمده الأولون والآخرون لأن الناس كلهم في هذا المقام فإذا تعذر الأنبياء الكرام الكبار إبراهيم وموسى وعيسى ونوح وآدم أبو البشر ثم قام هذا النبي الكريم فشفع إلى الله فهنا يحمده الأولون والآخرون وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل
ثم إن هذا الحديث رواه البخاري إلى قوله الذي وعدته لكن قد صحت الزيادة إنك لا تخلف الميعاد فينبغي أن يقولها الإنسان لأنها صحيحة ولأن هذا دعاء المؤمنين ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تحزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فهو جل وعلا لا يخلف الميعاد لكمال صدقه وكمال قدرته جل وعلا وإخلاف الوعد إما أن يكون عن كذب من الواعد وإما أن يكون عن عجز منه والله جل وعلا أصدق القائلين وأقدر القادرين فهو سبحانه وتعالى وعد نبيه في قوله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وهو جل وعلا صادق في الوعد قادر على تنفيذه أما من قال حين يسمع النداء من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله رضيت بالله ربا .. فهذه تقال إذا قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله وقلت معه فقل: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً
الأحاديث ففيه الحث على الدعاء بين الأذان والإقامة وأن الدعاء بين الأذان والإقامة حري بالإجابة فينبغي أن تنتهز هذه الفرصة فتدعو الله عز وجل بين الأذان والإقامة لعل الله أن يستجيب لك والله الموفق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل الأذان "
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن متفق عليه
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة رواه البخاري
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولاً والإسلام دينا غفر له ذنبه رواه مسلم
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأحاديث بقية باب فضل الأذان ساقها النووي رحمه الله في * رياض الصالحين * منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ومنها : من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد
ومنها : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا
ومنها : أن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد فأما الحديث الأول فقد سبق الكلام عليه أنه ينبغي للإنسان إذا سمع النداء أن يقول مثل ما يقول المؤذن إلا إذا قال المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح فليقل : لا حول ولا قوة إلا بالله .
وأما الحديث الثاني: من قال حين يسمع النداء يعني وفرغ المؤذن كما دل عليه الحديث السابق إذا فرغ المؤذن فإنك تصلي على النبي صلى الله عليه و على آله وسلم ثم تقول : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد اللهم رب هذه الدعوة التامة هي الدعوة إلى الصلاة والفلاح لأن ذلك من أتم ما يكون من الدعوات والصلاة القائمة يعني الصلاة التي ستقام لأن النداء إعلام بدخول وقت الصلاة آت محمدا الوسيلة والفضيلة يعني أعطه الوسيلة وهي درجة في الجنة أعلى ما يكون من درجات الجنة وهي للنبي صلى الله عليه وسلم والفضيلة يعني الميزة والرتبة العالية على غيره عليه الصلاة والسلام وقد حصل له ذلك وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته وقد وعده الله ذلك في قوله: ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ومن هذا المقام المحمود الشفاعة العظمى فإن الناس يوم القيامة يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون في ذلك الموقف العظيم الذي مقداره خمسون ألف سنة في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر عارية أجسادهم حافية أقدامهم شاخصة عيونهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.
الشمس تدنو منهم قدر ميل ولا هناك عوج ولا أمت ولا ظل ولا بناء ولا شيء فيطلبون من يشفع لهم إلى الله فيأتون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقوم ويشفع في هذا المقام يحمده الأولون والآخرون لأن الناس كلهم في هذا المقام فإذا تعذر الأنبياء الكرام الكبار إبراهيم وموسى وعيسى ونوح وآدم أبو البشر ثم قام هذا النبي الكريم فشفع إلى الله فهنا يحمده الأولون والآخرون وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل
ثم إن هذا الحديث رواه البخاري إلى قوله الذي وعدته لكن قد صحت الزيادة إنك لا تخلف الميعاد فينبغي أن يقولها الإنسان لأنها صحيحة ولأن هذا دعاء المؤمنين ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تحزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فهو جل وعلا لا يخلف الميعاد لكمال صدقه وكمال قدرته جل وعلا وإخلاف الوعد إما أن يكون عن كذب من الواعد وإما أن يكون عن عجز منه والله جل وعلا أصدق القائلين وأقدر القادرين فهو سبحانه وتعالى وعد نبيه في قوله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وهو جل وعلا صادق في الوعد قادر على تنفيذه أما من قال حين يسمع النداء من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله رضيت بالله ربا .. فهذه تقال إذا قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله وقلت معه فقل: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً
الأحاديث ففيه الحث على الدعاء بين الأذان والإقامة وأن الدعاء بين الأذان والإقامة حري بالإجابة فينبغي أن تنتهز هذه الفرصة فتدعو الله عز وجل بين الأذان والإقامة لعل الله أن يستجيب لك والله الموفق
الفتاوى المشابهة
- ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم... - ابن عثيمين
- كيفية الصلاة على النبي ﷺ بعد الأذان - ابن باز
- كيفية الأذان الصحيح - ابن باز
- شرح باب فضل حلق الذكر من رياض الصالحين. - ابن عثيمين
- حكم الصلاة على النبي بعد الأذان - ابن باز
- وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله... - ابن عثيمين
- حكم الصلاة على النبي ﷺ بعد الأذان - ابن باز
- شرح من رياض الصالحين ( باب فضل الوضوء ) . - ابن عثيمين
- شرح من رياض الصالحين ( باب فضل الصلوات ) . - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن... - ابن عثيمين
- شرح من رياض الصالحين ( باب فضل الأذان ) . - ابن عثيمين