كم الوقت الذي يجب أن يفصل بين العمرة و العمرة الأخرى ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : السائلة أم عبد العزيز من الرياض تقول كم الوقت الذي يجب أن يفصل بين العمرة والعمرة الأخرى؟
الشيخ : يرى بعض العلماء أن العمرة لا تُكرّر في السنّة وإنما تكون عمرة في كل سنة مرة ويرى ءاخرون أنه لا بأس بتكرارها لكن قدّروا ذلك بنبات الشعر لو حلق وقد روي ذلك عن الإمام أحمد رحمه الله أنه إذا حمّم رأسه أي إذا نبت واسود فحينئذ يعتمر لأن من واجبات العمرة الحلق أو التقصير ولا يكون ذلك بدون شعر وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في إحدى فتاويه أنه يُكره الإكثار من العمرة والموالاة بينها باتفاق السلف فإذا كان بين العمرة والعمرة شهر أو نحوه فهذا لا بأس به ولا يخرج عن المشروعية إن شاء الله.
وأما ما يفعله بعض الناس في رمضان من كونه يُكرّر العمرة كل يوم فبدعة منكرة ليس لها أصل من عمل السلف ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فتح مكة وبقي فيها تسعة عشر يوما ولم يخرج يوما من الأيام إلى الحِل ليأتي بعمرة وكذلك في عمرة القضاء أقام ثلاثة أيام في مكة ولم يأتي بعمرة كل يوم ولم يُعهد عن السلف الصالح رضي الله عنهم أنهم كانوا يفعلون ذلك وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم.
وأنكرُ من ذلك أن بعضهم إذا اعتمر العمرة الأولى حلق جزءا من رأسه لها ثم تحلّل فإذا اعتمر الثانية حلق جزءا ءاخر ثم تحلّل ثم يوزّع رأسه على قدر العمَر التي كان يأخذها وقد شاهدت رجلا يسعى بين الصفا والمروة وقد حلق شطر رأسه بالنصف وبقي الشطر الأخر وعليه شعر كثيف فسألته لماذا فقال إني حلقت هذا الجانب لعمرة أمس والباقي لعمرة اليوم وهذا يدل لا شك على الجهل لأن حلق بعض الرأس وترك بعضه من القزع المنهي عنه ثم ليس هو نُسُكا أعني حلق بعض الرأس وترك بعضه ليس نسكا يتعبّد به لله بل هو مكروه ولكن الجهل قد طبّق على كثير من الناس نسأل الله العافية وله سببان، السبب الأول قلة تنبيه أهل العلم للعامة في مثل هذه الأمور وأهل العلم مسؤولون عن هذا ومن المعلوم أن العامي لا يقبل قَبولا تاما من غير علماء بلده فالواجب على علماء بلاد المسلمين أن يُبيّنوا للعامة في أيام المناسبات في قدومهم لمكة ماذا يجب عليهم وماذا يُشرع لهم وماذا يُنهون عنه حتى يعبدوا الله على بصيرة.
أما السبب الثاني فهو قلة الوعي في العامة وعدم اهتمامهم بالعلم فلا يسألون العلماء ولا يتساءلون فيما بينهم وإنما يأتي الواحد منهم يفعل كما يفعل العامة الجهال وكأنه يقول رأيت الناس يفعلون شيئا ففعلته وهذا خطؤ عظيم فالواجب على الإنسان إذا أراد أن يحج أو يعتمر أن يتفقه بأحكام الحج والعمرة على يد عالم يثق به حتى يعبد الله على بصيرة.
وإنك لتعجب أيما عجب أن الإنسان لو أراد أن يسافر إلى مكة مثلا فإنه لن يُسافر إليها حتى يبحث عن الطريق، أين الطريق الموصل إلى مكة، أين الطريق الأمثل من الطرق حتى يسلكه لكن إذا أراد أن يأتي إلى مكة لحج أو عمرة لا يسأل كيف يحج ولا كيف يعتمر مع أن سؤاله كيف يحج وكيف يعتمر أهم لأنه سؤال عن دين وعن عبادة.
الذين يريدون الحج نقول لهم ابحثوا عن أحكام الحج قبل أن تحجّوا كونوا صحبة مع طالب علم يُبيّن لكم ويُرشدكم، استصحبوا كتبا تبحث في الحج والعمرة من العلماء الذين تثقون في علمهم وأمانتهم وديانتهم أما أن تذهبوا إلى مكة والواحد منكم فراغ من أحكام الحج فهذا تهاون وتساهل نسأل الله أن يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا.
السائل : ءامين، بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : يرى بعض العلماء أن العمرة لا تُكرّر في السنّة وإنما تكون عمرة في كل سنة مرة ويرى ءاخرون أنه لا بأس بتكرارها لكن قدّروا ذلك بنبات الشعر لو حلق وقد روي ذلك عن الإمام أحمد رحمه الله أنه إذا حمّم رأسه أي إذا نبت واسود فحينئذ يعتمر لأن من واجبات العمرة الحلق أو التقصير ولا يكون ذلك بدون شعر وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في إحدى فتاويه أنه يُكره الإكثار من العمرة والموالاة بينها باتفاق السلف فإذا كان بين العمرة والعمرة شهر أو نحوه فهذا لا بأس به ولا يخرج عن المشروعية إن شاء الله.
وأما ما يفعله بعض الناس في رمضان من كونه يُكرّر العمرة كل يوم فبدعة منكرة ليس لها أصل من عمل السلف ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فتح مكة وبقي فيها تسعة عشر يوما ولم يخرج يوما من الأيام إلى الحِل ليأتي بعمرة وكذلك في عمرة القضاء أقام ثلاثة أيام في مكة ولم يأتي بعمرة كل يوم ولم يُعهد عن السلف الصالح رضي الله عنهم أنهم كانوا يفعلون ذلك وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم.
وأنكرُ من ذلك أن بعضهم إذا اعتمر العمرة الأولى حلق جزءا من رأسه لها ثم تحلّل فإذا اعتمر الثانية حلق جزءا ءاخر ثم تحلّل ثم يوزّع رأسه على قدر العمَر التي كان يأخذها وقد شاهدت رجلا يسعى بين الصفا والمروة وقد حلق شطر رأسه بالنصف وبقي الشطر الأخر وعليه شعر كثيف فسألته لماذا فقال إني حلقت هذا الجانب لعمرة أمس والباقي لعمرة اليوم وهذا يدل لا شك على الجهل لأن حلق بعض الرأس وترك بعضه من القزع المنهي عنه ثم ليس هو نُسُكا أعني حلق بعض الرأس وترك بعضه ليس نسكا يتعبّد به لله بل هو مكروه ولكن الجهل قد طبّق على كثير من الناس نسأل الله العافية وله سببان، السبب الأول قلة تنبيه أهل العلم للعامة في مثل هذه الأمور وأهل العلم مسؤولون عن هذا ومن المعلوم أن العامي لا يقبل قَبولا تاما من غير علماء بلده فالواجب على علماء بلاد المسلمين أن يُبيّنوا للعامة في أيام المناسبات في قدومهم لمكة ماذا يجب عليهم وماذا يُشرع لهم وماذا يُنهون عنه حتى يعبدوا الله على بصيرة.
أما السبب الثاني فهو قلة الوعي في العامة وعدم اهتمامهم بالعلم فلا يسألون العلماء ولا يتساءلون فيما بينهم وإنما يأتي الواحد منهم يفعل كما يفعل العامة الجهال وكأنه يقول رأيت الناس يفعلون شيئا ففعلته وهذا خطؤ عظيم فالواجب على الإنسان إذا أراد أن يحج أو يعتمر أن يتفقه بأحكام الحج والعمرة على يد عالم يثق به حتى يعبد الله على بصيرة.
وإنك لتعجب أيما عجب أن الإنسان لو أراد أن يسافر إلى مكة مثلا فإنه لن يُسافر إليها حتى يبحث عن الطريق، أين الطريق الموصل إلى مكة، أين الطريق الأمثل من الطرق حتى يسلكه لكن إذا أراد أن يأتي إلى مكة لحج أو عمرة لا يسأل كيف يحج ولا كيف يعتمر مع أن سؤاله كيف يحج وكيف يعتمر أهم لأنه سؤال عن دين وعن عبادة.
الذين يريدون الحج نقول لهم ابحثوا عن أحكام الحج قبل أن تحجّوا كونوا صحبة مع طالب علم يُبيّن لكم ويُرشدكم، استصحبوا كتبا تبحث في الحج والعمرة من العلماء الذين تثقون في علمهم وأمانتهم وديانتهم أما أن تذهبوا إلى مكة والواحد منكم فراغ من أحكام الحج فهذا تهاون وتساهل نسأل الله أن يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا.
السائل : ءامين، بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الفتاوى المشابهة
- هل يجوز للشخص أن يأتي بعمرة ثانية بعد أداء ع... - ابن عثيمين
- سائل يقول :ما حكم تكرار العمرة بصفة دائمة في... - ابن عثيمين
- حكم العمرة عن الغير بعد العمرة عن النفس مباشرة - ابن باز
- العمرة مشروعة في كل وقت - ابن باز
- ماهي المدة المحددة بين عمرة وعمرة ؟ - ابن عثيمين
- العمرة على كل مسلم مرة في العمر - اللجنة الدائمة
- ما حكم العمرة؟ - ابن باز
- العمرة - ابن عثيمين
- أريد أن أذهب إلى مكة لأداء عمرة لي فهل يجوز... - ابن عثيمين
- العمرة تجب في العمر مرة واحدة - ابن باز
- كم الوقت الذي يجب أن يفصل بين العمرة و العمر... - ابن عثيمين