تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يجوز للشخص أن يأتي بعمرة ثانية بعد أداء ع... - ابن عثيمينالسائل : بين أداء العمرة وقت محدد هل يجوز بعد أداء العمرة الأولى أن آتي بعمرة ثانية لأحد أقاربي ؟الشيخ : لا نرى أن هذا من السنة بل هو من البدعة أن الإنس...
العالم
طريقة البحث
هل يجوز للشخص أن يأتي بعمرة ثانية بعد أداء عمرته الأولى ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بين أداء العمرة وقت محدد هل يجوز بعد أداء العمرة الأولى أن آتي بعمرة ثانية لأحد أقاربي ؟

الشيخ : لا نرى أن هذا من السنة بل هو من البدعة أن الإنسان إذا أنهى العمرة التي أتى بها حين قدومه أن يذهب إلى التنعيم فيأتي بعمرة أخرى ، فإن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه ، فقد مكث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه في مكة عام الفتح تسعة عشر يوما لم يخرج أحد منهم إلى التنعيم ليأتي بعمرة ، وكذلك في عمرة القضاء أتى بالعمرة التي أتى بها حين قدم ولم يعد العمرة مرة ثانية من التنعيم .
وعلى هذا فلا يسن للإنسان إذا أنهى عمرته التي قدم بها أن يخرج إلى التنعيم ليأتي بعمرة لا لنفسه ولا لغيره ، وإذا كان يحب أن ينفع غيره فليدع له لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له" لم يقل أو ولد صالح يأتي له بعمرة أو يصوم أو يصلي أو يقرأ ، فدل ذلك على أن الدعاء أفضل من الأعمال الصالحة التي يهديها الإنسان إلى الميت .
فإن كان لا بد أن يفعل ويهدي إلى ميته شيء من الأعمال الصالحة فليطف بالبيت ، وطوافه بالبيت لهذا القريب أفضل من خروجه إلى التنعيم ليأتي له بعمرة ،لأن الطواف بالبيت مشروع كل وقت ، وأما الإتيان بالعمرة فإنما هو للقادم إلى مكة ، وليس للذي في مكة يخرج ثم يأتي بالعمرة من التنعيم .
فإن قال قائل : ما الجواب عن قصة عائشة رضي الله عنها حيث أذن لها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تذهب وتأتي بعمرة بعد انقضاء الحج ؟ .
قلنا : الجواب عن ذلك أن عائشة رضي الله عنها حين قدمت مكة كانت قد أحرمت بعمرة ولكنه أتاها الحيض في أثناء الطريق ولم تتمكن من إنهاء عمرتها ، فأمرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تحرم بالحج لتكون قارنة ففعلت ، فلما أنهت الحج طلبت من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تأتي بعمرة مستقلة كما أتى بها زوجاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل الحج ، فأذن لها ، ومع ذلك كان معها أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما ولم يأت هو بعمرة مع أن الأمر متيسر ، ولم يرشده النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى ذلك ، فإذا وجد حال كحال عائشة رضي الله عنها ، قلنا : لا حرج أن تخرج المرأة من مكة إلى التنعيم لتأتي بعمرة ، وفيما عدا ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يخرج من مكة ليأتي بعمرة من التنعيم لا هو ولا أصحابه فيما نعلم.

السائل : جزاكم الله خيرا.

Webiste