ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة وهذا القول هو الحق ودليل هذا: النص وسياق السورة، أما النص : فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال: {الحمد لله رب العالمين} قال: حمدني عبدي وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال: مجدني عبدي، وإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي نصفين، وإذا قال: {إهدنا الصراط المستقيم} إلي آخرها، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة .
أما من حيث السياق فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله: {إياك نعبد وإياك نستعين} وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"، لأن {الحمد لله رب العالمين} واحدة، {الرحمن الرحيم} الثانية، {مالك يوم الدين} الثالثة، وكلها حق لله، {إياك نعبد وإياك نستعين} الرابعة، يعني وسط الآن، وهي قسمان: قسم منها حق لله، وقسم حق للعبد {إهدنا الصراط المستقيم } للعبد {صراط الذين أنعمت عليهم} للعبد {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} للعبد . ثم من جهة السياق من حيث اللفظ لو قلنا إن البسملة آية لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر كم؟ على قدر آيتين، لزم أن تكون طويلة على قدر آيتين شف {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} كم من سطر عندكم ؟ سطرين. {إهدنا الصراط المستقيم} سطر عندكم {مالك يوم الدين} أقل من سطر {الرحمن الرحيم} كذلك، و {الحمد لله رب العالمين} كذلك، فكيف يكون هناك تناسب مع أن بعض الآيات أقل من سطر وهذه سطران، فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست منها، كما أنها أي البسملة ليست من بقية السور.