تفسير قوله تعالى : (( مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلماتٍ لا يبصرون )) ذكر المثال الأول الذي ضربه الله للمنافقين.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تعالى: مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ضرب الله لهؤلاء المنافقين مثلين: مثلا ناريا، ومثل مائيا حسب أحوالهم، فقال: مثلهم كمثل الذي استوقد نارا يعني كمثل رجل ليس معه نار ولكنه استوقد أي طلب من غيره إيقاد ناره يعني استفعل معناها الطلب مثل استغفر طلب المغفرة، استنصر طلب النصر، وقد تأتي لغير ذلك قد تأتي للمبالغة السين والتاء قد تأتي للمبالغة مثل استكبر ليس معناه طلب الكبر ولكن معناه ازداد في كبريائه، إذا استوقد عقيل تأتي لأيش؟ بمعنى استفعل استوقد استفعل لأيش؟ للطلب وقد تأتي للمبالغة بارك الله فيك، استوقد نارا أي طلب إيقاد نار وهذا يدل على أنه كان في ظلمة لكن طلب إيقاد النار، أما هو بنفسه ما عنده نار ولا عنده ضياء استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم أضاءت أي النار التي استوقدها ما حوله أي حول المستوقد ما هو حول النار، لو كان المراد حول النار لقال: ما حولها، ولما قال: ما حوله أي ما حول المستوقد لم تذهب بعيدا أضاءت ما حوله، ذهب الله بنورهم فبقي الحرارة والظلمة، لأن عادة النار إذا خمدت أن تكون حارة وظلمة دخان راحت ضياء وبقيت الحرارة والظلمة ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ظلمات جمع لابد أن ندرك ما هذا الجمع؟ أولا: ظلمة الليل ، كيف ظلمة الليل من أين درينا أن هذا في الليل ؟ الطلاب :استوقد نارا الشيخ : أضاءت ما حوله في النهار ما تضيء النار ما حولها، لأن نور الشمس يحجب كل نور، ظلمة ثانية: أنه إذا أتت الظلمة بعد الضياء صارت أشد وجرب نفسك أطفئ اللمبة وأنت فاتح العينين تجد الظلمة وإذا بك بعد قليل ترى ما حولك، ولهذا أنصح كل من أراد أن يطفئ اللمبة أن يغمض عند إطفائها، لأنه إذا غمض عند إطفائها ثم فتح وإذا الأمر طبيعي أليس كذلك يا إرشاد؟ طيب. لا أنا أريد إقرارك طبيا أي نعم ! الطالب : أدركناه بالطب... الشيخ : الحمد لله؟ هذا أدر كناه بالتجربة وأخونا أدركه بالطب نظريا، على كل حال هذه إذا ذهب الضوء بسرعة صار ظلمة شديدة كذا؟. الظلمة الثالثة: ظلمة الدخان لأن عادة النار إذا طفأت بدون أن ينتهي الوقود فإنه يكون دخانا، وهنا الوقود لم ينته لأنه قال: استوقد فلما أضاءت بمجرد الإضاءة ذهب الله بالنور معناها أن الوقود لم ينته بعد وحينئذ يكون دخان فصارت الظلمات الآن ثلاثة صارت ثلاثة. فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات النور مفرد بنورهم الظلمات جمع لأن النور واحد لا يتكرر أو لا يتضاعف واحد سواء قوي أو ضعف، وتركهم في ظلمات لا يبصرون أي لا يرون.
الفتاوى المشابهة
- باب : ظلم دون ظلم - ابن عثيمين
- تلاوة الطالب لآيات من سورة البقرة. - ابن عثيمين
- ما معنى قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ ع... - ابن باز
- تفسير قوله تعالى : (( يكاد البرق يخطف أبصاره... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( هو الذي يصلي... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( وما ظلمونا ولـكن كانوا... - ابن عثيمين
- بيان الفرق بين المثل الأول والمثل الثاني الذ... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزنا... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل... - ابن عثيمين
- فوائد الآية (( مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( مثلهم كمثل الذي استوقد... - ابن عثيمين