في الآية الكريمة فوائد منها: منة الله تعالى على عباده بأن خلق لهم ما في الأرض جميعا، فكل شيء مسخر لنا والحمد لله، والعجب أن بعضنا صار مسخرا لما سخر له فخدم الدنيا ولم تخدمه وصار أكبر همه هو الدنيا جمع المال وتحصيل الجاه وما أشبه ذلك.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الأصل فيما في الأرض الحل، كل ما في الأرض الأصل فيه الحل من أشجار ومياه وثمار وحيوان وغير ذلك الأصل فيه الحل، وهذه قاعدة عظيمة، وبناء على هذا لو إنسانا أكل شيئا من الأشجار فقال له بعض الناس هذا حرام، فأيهما يطالب بالدليل ؟ المحرّم يطالب بالدليل، لو أن إنسانا وجد طائرا يطير فرماه وأصابه ومات وأكله فقال له الآخر هذا حرام، من المطالب بدليل؟ المحرم، نطالب الدليل المحرم، ولهذا لا يحرم شيء في الأرض إلا ما قام عليه الدليل .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تأكيد هذا العموم بقوله: جميعا مع أن ما موصولة تفيد العموم لكن الله سبحانه وتعالى أكده حتى لا يورد مورد بأن شيئا من أفراد هذه العموم قد خرج من الأصل.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الأفعال الاختيارية لله عزوجل أي أنه يفعل ما يشاء لقوله: ثم استوى إلى السماءو استوى فعل فهو جل وعلى يفعل ما يشاء، ويقوم به من الأفعال ما لا يحصيه إلا الله كما أنه يقوم به من الأقوال ما لا يحصيه إلا الله .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن السموات سبع، لقوله : سبع سماوات.
ومن فوائدها: كمال خلق السماوات لقوله: فسواهن أي جعلها سوية متطابقة غير متنافرة .
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات عموم علم الله، لقوله: وهو بكل شيء عليم.
لنا أن نستفيد فوائد مسلكية من هذه الآية منها: أن نشكر الله على هذه النعمة أن خلق لنا كل ما في الأرض، كل ما في الأرض فهو مخلوق لأجلنا ومحلل لنا فعلينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة.
كذلك أيضا من الفوائد المسلكية: أن نخشى ونخاف لماذا يا إخواننا ؟ لأن الله بكل شيء عليم إذا كان الله عليم بكل شيء حتى ما نخفي في صدورنا أوجب لنا ذلك أن نحترز مما يغضب الله عزوجل سواء في أفعالنا أو في أقوالنا أو في أي شيء مما يتعلق بنا .
ثم قال الله تعالى: وإذ قال ربك للملائكة... إلى آخره.نعم محمد ؟