فوائد الآية السابقة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
من فوائد هذه الآية الكريمة: تحريم ما ذكر من أنواع البهائم . ومن فوائد الآية الكريمة: حكمة الله عز وجل فيما أحل لنا من الحلال وما حرم علينا من الحرام ، لأنه ثبت طبا أن هذه الأشياء المحرمة ضارة ولأجل ضررها حرمها الله . ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم الدم إلا ما استثني . ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم لحم الخنزير . وهل يلحق بذلك شحمه ؟ نعم بالإجماع أن شحم الخنزير حتى عند الظاهرية يقولون إن شحم الخنزير حرام ، لأن اللحم عند الإطلاق يشمل جميع أجزاء البهيمة ، أما لو قيل لحم وشحم فإنه يفرق بينهما ، فإذا قيل اللحم، لحم الإبل ، لحم البقر، لحم الضأن ، لحم الشاة ، لحم الخنزير صار شاملا للجميع. ننطلق من هذه الفائدة إلى فائدة أخرى وهي: أن لحم الإبل ينقض الوضوء سواء كان اللحم أحمر أو أبيض أو أي جزء من أجزاء البدن ، وهذا هو القول الراجح: أن لحم الإبل ينقض سواء كان من اللحم الأحمر أو الأبيض أو من الأمعاء أو من الكرش أو من غيره .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تعظيم الشرك ، وأنه يؤثر حتى على المأكولات ، لقوله: وما أهل لغير الله به . ومن فوائدها: تحريم ما أهل لغير الله به سواء أهل باسم ملك أو نبي أو رئيس أو وطن أو لغير ذلك، لعموم قوله: وما أهل لغير الله به . ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع . ومن فوائدها: أن ما أدرك حيا من هذه الأشياء التي لم تمت فأدرك فإنه يكون حلالا ، لقوله: إلا ما ذكيتم وسبق لنا في التفسير متى يدرك ، هل هو لابد من حركته بيده أو برجله أو ذنبه أو عينه ؟ وبيننا أن القول الراجح أنه إذا خرج منه الدم الأحمر السيال فهو حي . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تأثير النية بالعمل ، لقوله: وما ذبح على النصب أي للأصنام فإنه يكون حراما حتى لو ذكر اسم الله عليه ، وذلك لتأثير النية وأن النية تؤثر حتى في حل الأشياء وتحريمها . ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم الاستقسام بالأزلام . وهل يدخل في ذلك الاستقسام بغيرها ؟ الجواب نعم ، لأنه مبني على الوهم وليس على الحقيقة ولكن الله أبدل العباد بالاستخارة وأما الاستقسام بأي شيء فإنه لا يجوز ، لو أنه أراد يستقسم يقول: إن ظهر علي رجل بالغ سافرت وإن ظهر علي صبي صغير لم أسافر ، وما أشبه ذلك من الاستقسامات فهذا حرام لا يجوز . ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى أن الاستقسام بالأزلام فسق ، والغرض من ذلك التنفير منه. ومن فوائد الآية الكريمة: أن من استقسم بالأزلام سقطت ولايته وإمامته وعدالته، لأن الفاسق تسقط عدالته ولا يؤم ولا يكون عدلا، فكل ما يشترط به العدالة فإن من استقسم بالأزلام لا يتولاه ، لكن الإمامة على القول الراجح لا بأس أن يصلي خلف إمام فاسق، إنما عندما نريد أن نقدم أن نصلي لا نقدم إنسانا فاسقا ، لكن أفرض أنه تقدم ، جمعك الحضور بين رجل حالق اللحية ورجل آخر غير حالق اللحية وأنت أيضا غير حالق اللحية فتقدم الحالق هل من الحكمة أن تقول تأخر ؟ الجواب لا، لما في ذلك من الشر والفساد ، إلا إذا علمت أنك إذا فعلت فإنه سوف يتوب ويقلع فنعم وإلا لا تفعل، صل وراءه وفسقه على نفسه . ومن فوائد الآية الكريمة: أن المشركين أئسوا من تغيير الناس عن دينهم، لقوله تعالى: اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ونظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان أئس أن يعبد غير الله في جزيرة العرب ، وذكرنا على هذا إشكالا وأجبنا عنه وهو ؟ أن الشرك وقع ؟ فيقال إن هذا خبر عما كان في نفوس هؤلاء الكفار ولا يلزم أن يقع ما كان في نفوسهم بل قد تتغير الحال. ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم خشية الكفار التي يترتب عليها المداهنة في دين الله، لقوله: فلا تخشوهم واخشون . ومن فوائدها: بيان نعمة الله على هذه الأمة ، وله الحمد والمنة بإكمال الدين ، لقوله: اليوم أكملت لكم دينكم . ومن فوائد الآية: شرف ذلك اليوم الذي أكمل فيه الدين ، لأنه لو لا ذلك لم يكن لقوله: اليوم أكملت لكم دينكم فائدة ، لكن فيه الإشارة إلى شرف ذلك اليوم ، ولكن هل نشرف ذلك اليوم بما لم يشرفه الله ؟ لا ، ولكن نقتصر على ما جاءه الشرع ، ولهذا لما قال أحد اليهود لعمر بن الخطاب: إن الله أنزل آية لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ، وتلا الآية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فقال عمر: إني أعلم متى نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أنها نزلت يوم الجمعة في يوم عرفة ، ولكن الشأن كل الشأن ألا نعظم ذلك اليوم بأكثر مما جاء ، وإنما قلت ذلك درءا لقول من قال: إنه ينبغي أن نشرف اليوم الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صوم يوم الإثنين قال: ذك يوم ولدت فيه وبعثت فيه أو أنزل علي فيه قال كونه نص على أنه ولد فيه يدل على أن له شرف، فيقال الشرف يتلقى من الشرف والنبي عليه الصلاة والسلام لم يذكر شرفا ليوم الذي ولد فيه بوقته من الشهر، بل ذكر شرفه بوقت من الأسبوع وهناك فرق بين هذا وبين هذا ، ثانيا أن هذا الشرف الذي يعطى لهذا اليوم الذي أنزل فيه القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم وولد فيه هو الصوم فقط ، هكذا جاءت السنة وما سوى ذلك فلا ، ولو أن أحدا أراد أن يكثر الصلاة في يوم الإثنين بناء على أنه اليوم الذي ولد فيه الرسول وبعث فيه لقلنا هذا خطأ . ومن فوائد هذه الآية: أن تمسكنا بالدين يجب أن نكون فخورين به، لقوله: أكملت لكم دينكم فأضافه الله إلينا لنفخر به ونعتز به وندافع عنه ، وهل الأمر كذلك بالنسبة لحال الناس اليوم ؟ بالنسبة لحال الناس اليوم كثير من المسلمين مع الأسف بالعكس ، كثير من المسلمين يستحيي أن يقول إنه مسلم ، وهذا ذل عظيم . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله عزوجل تفضل على عباده بإتمام النعمة، لقوله: وأتممت عليكم نعمتي . ويتفرع على هذا: أنه عزوجل يثني على نفسه بما أنعم به من أجل أن يتحبب لعباده بنعمه ، ولهذا جاء في الحديث: أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم وهذا الموافق للفطرة أن أي إنسان يحسن إليك فإنك سوف تحبه ، هذا وهو مخلوق مثله فكيف بالخالق عز وجل . ومن فوائد الآية الكريمة: أن ما خالف ما جاءت به الشريعة فهو غير مرضي عند الله ولا مقبول ، لقوله: ورضيت لكم الإسلام دينا وهذا يشمل الدين كله والفروع التي تكون بزعم الفاعل من الدين ، فمثلا هل رضي الله لعباده الكفر ؟ لا ، هل رضي لعباده أن يبتدعوا في دينه ما ليس منه ؟ لا ، فهذه كلمة ورضيت لكم الإسلام دينا يعني في أصوله وفروعه وجملته وجزئه . ومن فوائد الآية الكريمة: رحمة الله تعالى بعباده حيث أباح لهم المحرمة عند الضرورة، وهناك آية تعتبر قاعدة في جميع المحرمات وهي قوله تبارك وتعالى: وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم عليه هذه الآية التي تلوت أخيرا أعم، لأن الآية التي في سورة المائدة فمن اضطر إلى أيش؟ إلى ما ذكر ليأكل منها، وأما ما أشرت إليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه فهو عام شامل . بقي لو قال: لو اضطر الإنسان إلى شرب الخمر للعطش أ يشربه ؟ نقول إن اندفعت ضرورته بذلك فنعم، لأن الآية ما فيها استثناء، لكن العلماء يقولون إنه لا يمكن أن تندفع ضرورته بشرب الخمر ، لأنه لا يزيده إلا حرقانا وعطشا ، ولذلك لو اضطر إلى دفع لقمة غص بها وعنده كأس من الخمر فهنا يجوز أن يشرب ما يدفع به اللقمة ، لأنه هنا تندفع الضرورة به ، أفهمتم ؟ نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة: إعمال النية وتأثيرها في الأعمال ، لقوله: غير متجانف لإثم . ومن فوائدها: أنه يجب التحرز في انتهاك المحرم وأن لا تغلبه نفسه وهواه حتى يتجانف يعني يتمايل أو يميل إلى إثم، بل عليه أن يتحرى . هل يأخذ من الآية أنه لا يجوز أن يأكل من الميتة وما ذكر إلا بقدر ما يسد الرمق أو له أن يشبع؟ نعم الأول ، إلا إذا علم أنه لن يجد ما يأكله وليس معه ما يحمل الميتة فيه فحينئذ يضطر إلى أن يشبع ويحمل معه في معدته معها سقائها وحذائها ، لكن إذا كان يعلم أنه سيصل إلى ما يأكله قبل أن تدركه الضرورة مرة أخرى فهل يجوز أن يأكل أكثر من ضرورته ؟ لا . علم أنه لن يصل إلا بعد أن تعود الضرورة وليس معه ما يحمل هذه الميتة يجوز أن يشبع ؟ نعم لأنه مضطر لذلك . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أخذ الأحكام من أسماء الله عزوجل ، وذلك لأن أسماء الله ولاسيما المتعدة لابد أن يكون لها أثر وهو ما أشرنا إليه سابقا أن الإسم المتعدي لا يتم الإيمان به إلا بإثباته اسما من أسماء الله وإثبات ما تضمنه من صفة وإثبات الأثر، من أين يؤخذ ؟ من قوله: فإن الله غفور رحيم والعلماء رحمهم الله يأخذون الأحكام من مثل هذا التعبير مثل قوله تعالى: إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم يعني معناها إذا تاب قطاع الطريق قبل القدرة عليهم سقط عنهم الحد . ويذكر أن أحد الأعراب سمعا قارئا يقرأ قول الله تعالى: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم ، فقال الأعرابي: أعد الآية أخطأت ، فأعادها وقال: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم ، فقال أخطأت أعدها ، فأعادها فأدركها في المرة الثالثة وقال: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم قال الآن أصبت ، عز وحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع ، شف الفهم ، وهذا لاشك فيه .
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات هذين الاسمين من أسماء الله: الغفور والرحيم ، وإثبات ما تضماه من صفة وما تضمناه من أثر ، لأن الغفور يتعدى وكذلك الرحمة. ثم قال الله عز وجل: يسألونك ماذا أحل لكم .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تعظيم الشرك ، وأنه يؤثر حتى على المأكولات ، لقوله: وما أهل لغير الله به . ومن فوائدها: تحريم ما أهل لغير الله به سواء أهل باسم ملك أو نبي أو رئيس أو وطن أو لغير ذلك، لعموم قوله: وما أهل لغير الله به . ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع . ومن فوائدها: أن ما أدرك حيا من هذه الأشياء التي لم تمت فأدرك فإنه يكون حلالا ، لقوله: إلا ما ذكيتم وسبق لنا في التفسير متى يدرك ، هل هو لابد من حركته بيده أو برجله أو ذنبه أو عينه ؟ وبيننا أن القول الراجح أنه إذا خرج منه الدم الأحمر السيال فهو حي . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تأثير النية بالعمل ، لقوله: وما ذبح على النصب أي للأصنام فإنه يكون حراما حتى لو ذكر اسم الله عليه ، وذلك لتأثير النية وأن النية تؤثر حتى في حل الأشياء وتحريمها . ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم الاستقسام بالأزلام . وهل يدخل في ذلك الاستقسام بغيرها ؟ الجواب نعم ، لأنه مبني على الوهم وليس على الحقيقة ولكن الله أبدل العباد بالاستخارة وأما الاستقسام بأي شيء فإنه لا يجوز ، لو أنه أراد يستقسم يقول: إن ظهر علي رجل بالغ سافرت وإن ظهر علي صبي صغير لم أسافر ، وما أشبه ذلك من الاستقسامات فهذا حرام لا يجوز . ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى أن الاستقسام بالأزلام فسق ، والغرض من ذلك التنفير منه. ومن فوائد الآية الكريمة: أن من استقسم بالأزلام سقطت ولايته وإمامته وعدالته، لأن الفاسق تسقط عدالته ولا يؤم ولا يكون عدلا، فكل ما يشترط به العدالة فإن من استقسم بالأزلام لا يتولاه ، لكن الإمامة على القول الراجح لا بأس أن يصلي خلف إمام فاسق، إنما عندما نريد أن نقدم أن نصلي لا نقدم إنسانا فاسقا ، لكن أفرض أنه تقدم ، جمعك الحضور بين رجل حالق اللحية ورجل آخر غير حالق اللحية وأنت أيضا غير حالق اللحية فتقدم الحالق هل من الحكمة أن تقول تأخر ؟ الجواب لا، لما في ذلك من الشر والفساد ، إلا إذا علمت أنك إذا فعلت فإنه سوف يتوب ويقلع فنعم وإلا لا تفعل، صل وراءه وفسقه على نفسه . ومن فوائد الآية الكريمة: أن المشركين أئسوا من تغيير الناس عن دينهم، لقوله تعالى: اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ونظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان أئس أن يعبد غير الله في جزيرة العرب ، وذكرنا على هذا إشكالا وأجبنا عنه وهو ؟ أن الشرك وقع ؟ فيقال إن هذا خبر عما كان في نفوس هؤلاء الكفار ولا يلزم أن يقع ما كان في نفوسهم بل قد تتغير الحال. ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم خشية الكفار التي يترتب عليها المداهنة في دين الله، لقوله: فلا تخشوهم واخشون . ومن فوائدها: بيان نعمة الله على هذه الأمة ، وله الحمد والمنة بإكمال الدين ، لقوله: اليوم أكملت لكم دينكم . ومن فوائد الآية: شرف ذلك اليوم الذي أكمل فيه الدين ، لأنه لو لا ذلك لم يكن لقوله: اليوم أكملت لكم دينكم فائدة ، لكن فيه الإشارة إلى شرف ذلك اليوم ، ولكن هل نشرف ذلك اليوم بما لم يشرفه الله ؟ لا ، ولكن نقتصر على ما جاءه الشرع ، ولهذا لما قال أحد اليهود لعمر بن الخطاب: إن الله أنزل آية لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ، وتلا الآية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فقال عمر: إني أعلم متى نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أنها نزلت يوم الجمعة في يوم عرفة ، ولكن الشأن كل الشأن ألا نعظم ذلك اليوم بأكثر مما جاء ، وإنما قلت ذلك درءا لقول من قال: إنه ينبغي أن نشرف اليوم الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صوم يوم الإثنين قال: ذك يوم ولدت فيه وبعثت فيه أو أنزل علي فيه قال كونه نص على أنه ولد فيه يدل على أن له شرف، فيقال الشرف يتلقى من الشرف والنبي عليه الصلاة والسلام لم يذكر شرفا ليوم الذي ولد فيه بوقته من الشهر، بل ذكر شرفه بوقت من الأسبوع وهناك فرق بين هذا وبين هذا ، ثانيا أن هذا الشرف الذي يعطى لهذا اليوم الذي أنزل فيه القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم وولد فيه هو الصوم فقط ، هكذا جاءت السنة وما سوى ذلك فلا ، ولو أن أحدا أراد أن يكثر الصلاة في يوم الإثنين بناء على أنه اليوم الذي ولد فيه الرسول وبعث فيه لقلنا هذا خطأ . ومن فوائد هذه الآية: أن تمسكنا بالدين يجب أن نكون فخورين به، لقوله: أكملت لكم دينكم فأضافه الله إلينا لنفخر به ونعتز به وندافع عنه ، وهل الأمر كذلك بالنسبة لحال الناس اليوم ؟ بالنسبة لحال الناس اليوم كثير من المسلمين مع الأسف بالعكس ، كثير من المسلمين يستحيي أن يقول إنه مسلم ، وهذا ذل عظيم . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله عزوجل تفضل على عباده بإتمام النعمة، لقوله: وأتممت عليكم نعمتي . ويتفرع على هذا: أنه عزوجل يثني على نفسه بما أنعم به من أجل أن يتحبب لعباده بنعمه ، ولهذا جاء في الحديث: أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم وهذا الموافق للفطرة أن أي إنسان يحسن إليك فإنك سوف تحبه ، هذا وهو مخلوق مثله فكيف بالخالق عز وجل . ومن فوائد الآية الكريمة: أن ما خالف ما جاءت به الشريعة فهو غير مرضي عند الله ولا مقبول ، لقوله: ورضيت لكم الإسلام دينا وهذا يشمل الدين كله والفروع التي تكون بزعم الفاعل من الدين ، فمثلا هل رضي الله لعباده الكفر ؟ لا ، هل رضي لعباده أن يبتدعوا في دينه ما ليس منه ؟ لا ، فهذه كلمة ورضيت لكم الإسلام دينا يعني في أصوله وفروعه وجملته وجزئه . ومن فوائد الآية الكريمة: رحمة الله تعالى بعباده حيث أباح لهم المحرمة عند الضرورة، وهناك آية تعتبر قاعدة في جميع المحرمات وهي قوله تبارك وتعالى: وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم عليه هذه الآية التي تلوت أخيرا أعم، لأن الآية التي في سورة المائدة فمن اضطر إلى أيش؟ إلى ما ذكر ليأكل منها، وأما ما أشرت إليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه فهو عام شامل . بقي لو قال: لو اضطر الإنسان إلى شرب الخمر للعطش أ يشربه ؟ نقول إن اندفعت ضرورته بذلك فنعم، لأن الآية ما فيها استثناء، لكن العلماء يقولون إنه لا يمكن أن تندفع ضرورته بشرب الخمر ، لأنه لا يزيده إلا حرقانا وعطشا ، ولذلك لو اضطر إلى دفع لقمة غص بها وعنده كأس من الخمر فهنا يجوز أن يشرب ما يدفع به اللقمة ، لأنه هنا تندفع الضرورة به ، أفهمتم ؟ نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة: إعمال النية وتأثيرها في الأعمال ، لقوله: غير متجانف لإثم . ومن فوائدها: أنه يجب التحرز في انتهاك المحرم وأن لا تغلبه نفسه وهواه حتى يتجانف يعني يتمايل أو يميل إلى إثم، بل عليه أن يتحرى . هل يأخذ من الآية أنه لا يجوز أن يأكل من الميتة وما ذكر إلا بقدر ما يسد الرمق أو له أن يشبع؟ نعم الأول ، إلا إذا علم أنه لن يجد ما يأكله وليس معه ما يحمل الميتة فيه فحينئذ يضطر إلى أن يشبع ويحمل معه في معدته معها سقائها وحذائها ، لكن إذا كان يعلم أنه سيصل إلى ما يأكله قبل أن تدركه الضرورة مرة أخرى فهل يجوز أن يأكل أكثر من ضرورته ؟ لا . علم أنه لن يصل إلا بعد أن تعود الضرورة وليس معه ما يحمل هذه الميتة يجوز أن يشبع ؟ نعم لأنه مضطر لذلك . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أخذ الأحكام من أسماء الله عزوجل ، وذلك لأن أسماء الله ولاسيما المتعدة لابد أن يكون لها أثر وهو ما أشرنا إليه سابقا أن الإسم المتعدي لا يتم الإيمان به إلا بإثباته اسما من أسماء الله وإثبات ما تضمنه من صفة وإثبات الأثر، من أين يؤخذ ؟ من قوله: فإن الله غفور رحيم والعلماء رحمهم الله يأخذون الأحكام من مثل هذا التعبير مثل قوله تعالى: إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم يعني معناها إذا تاب قطاع الطريق قبل القدرة عليهم سقط عنهم الحد . ويذكر أن أحد الأعراب سمعا قارئا يقرأ قول الله تعالى: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم ، فقال الأعرابي: أعد الآية أخطأت ، فأعادها وقال: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم ، فقال أخطأت أعدها ، فأعادها فأدركها في المرة الثالثة وقال: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم قال الآن أصبت ، عز وحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع ، شف الفهم ، وهذا لاشك فيه .
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات هذين الاسمين من أسماء الله: الغفور والرحيم ، وإثبات ما تضماه من صفة وما تضمناه من أثر ، لأن الغفور يتعدى وكذلك الرحمة. ثم قال الله عز وجل: يسألونك ماذا أحل لكم .
الفتاوى المشابهة
- فوائد الحديث . - الالباني
- فوائد - ابن عثيمين
- تتمة فوائد الآية السابقة و هي قوله تعالى : <... - ابن عثيمين
- فوائد الآية (( الم )) - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لل... - ابن عثيمين
- تتمة الفوائد السابقة المستنبطة من الآية الكر... - ابن عثيمين
- الفوائد - ابن عثيمين
- تتمة فوائد الآية السابقة . - ابن عثيمين
- فوائد الآية . - ابن عثيمين
- الفوائد المستبطة من الآية الكريمة السابقة . - ابن عثيمين
- فوائد الآية السابقة - ابن عثيمين