تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى : (( وبآؤوا بغضبٍ من الله )... - ابن عثيمينقال:  وباءوا بغضب من الله  باءوا بغضب رجعوا باءوا أي رجعوا والباء للمصاحبة في الغضب، والغضب من الله سبحانه وتعالى بغضب من الله من للابتداء يعني الغضب من...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى : (( وبآؤوا بغضبٍ من الله ))، وإثبات صفة الغضب لله والرد على أهل البدع في إنكارهم لهذه الصفة أو تأويلها.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال: وباءوا بغضب من الله باءوا بغضب رجعوا باءوا أي رجعوا والباء للمصاحبة في الغضب، والغضب من الله سبحانه وتعالى بغضب من الله من للابتداء يعني الغضب من الله إن الله غضب عليهم كما قال الله تعالى : قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القرة والخنازير وعبد الطاغوت وغضب الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته، لكنها لا تماثل صفات المخلوقين ما تماثل صفات المخلوقين، نحن عندما نغضب تنتفخ الأوداج منا ويحمر الوجه ويقف الشعر ويفقد الإنسان صوابه كذا؟ نعم، هل هذه العوارض تكون في غضب الله ؟ لا، لأن الله ليس كمثله شيء بل هو غضب يليق بالله عزوجل، وإذا قلنا بهذا وسلمنا بأن الغضب صفة حقيقية برئت بذلك ذمتنا وسرنا حسب ما أمرنا الله به ورسوله، يرى بعض الناس بعض أهل التحريف يقول: إن الغضب أي الانتقام وليس هو صفة من صفات الله، ويرى آخرون أنه إرادة الانتقام فمعنى غضب الله عليه أي أراد أن ينتقم منه، وعلى الأول يقول غضب الله عليه أي انتقم منه، فالذين يقولون الغضب الانتقام هم الذين لا يثبتون الإرادة ولا يثبتون شيئا من الصفات وإنما يثبتون الأفعال المنفصلة المخلوقة والذين يقولون إنه الإرادة هم الذين يثبتون لله كم صفة ؟ سبع صفات، وهم الأشعرية والأول المعتزلة والجهمية، يقولون إن الله ما يريد ولكن له مخلوقات، فالغضب أي هذا العذاب والعقوبة المنفصلة عن الله ،وكلا الأمرين باطل، كلا القولين باطل، أما الأول وهم المعتزلة فنقول إن الله سبحانه وتعالى قال: فلما آسفونا إنتقمنا منهم آسفونا ويش معناه ؟ أغضبونا انتقمنا والشرط غير المشروط وإلا لا؟ لأنه لو كان آسفونا أغضبونا بمعنى انتقمنا منهم ما صار للكلام فائدة كان المعنى فلما انتقمنا منهم انتقمنا منهم هذا لا معنى له، المعنى فلما أغضبونا انتقمنا منهم فدل ذلك دلالة واضحة على أن الغضب غير الانتقام، وأما الآخرون فإننا نقول لهم: إذا أثبتم الإرادة فما المانع من إثبات الغضب؟ فإذا قالوا: إن الغضب هو غليان القلب وانتفاخ الأوداج الأوردة واحمرار العيون وهذا لا يليق بالله عزوجل؟ قلنا لهم أيضا الإرادة ميل الإنسان إلى ما ينفعه أو يدفع ضرره وهذا أيضا نقص لا يليق بالله، فما يلزمكم في الغضب يلزمكم في الإرادة فإذا أثبتم الإرادة لزمكم إثبات الغضب وإن نفيتم الغضب لزمكم نفي الإرادة واضح ؟ أهل السنة والجماعة ما يلزمهم إلا شيء يقولون نحن نثبت الغضب ونثبت الإرادة ونثبت كل صفات الله سبحانه وتعالى ولكننا ننزه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين ومماثلتهم، ثم إننا لا نتخيل صفاته أيضا لا نتخيلها، ونرى أنه يحرم على المرء أن يتخيل صفات الله سبحانه وتعالى، لأن الله أعظم من أن تحيط به العقول وهو لا تدركه الأبصار وكذلك العقول لا تحيط به نعم؟ إذا الغضب ويش نقول عند أهل السنة والجماعة ؟ صفة من صفات الله تعالى الثابتة له على وجه الحقيقة بدون تكييف ولا تمثيل.

Webiste