تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل من الغيبة إخبار الإمام بأن الميت تارك للص... - ابن عثيمينالشيخ : نعم.السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .جزاك الله خير فضيلة الشيخ : من المعلوم تارك الصلاة لا يصلى عليه، إذا مثلًا أخبرت إمام أراد أن يصلي على تارك...
العالم
طريقة البحث
هل من الغيبة إخبار الإمام بأن الميت تارك للصلاة حتى لا يصلي عليه ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نعم.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
جزاك الله خير فضيلة الشيخ : من المعلوم تارك الصلاة لا يصلى عليه، إذا مثلًا أخبرت إمام أراد أن يصلي على تارك الصلاة هل هذه من الغيبة ؟

الشيخ : نعم، تارك الصلاة لا يصلى عليه إذا مات لأنه كافر مرتد عن دين الإسلام والعياذ بالله، لدلالة القرآن والسنة وكلام الصحابة رضي الله عنهم، بل حكي إجماع الصحابة على أنه كافر مرتد خارج عن دين الإسلام، وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز أن يصلى عليه لقول الله تعالى: { ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون } فإذا قدم إلى الإمام من تعلم علم اليقين أنه لم يصل إلى أن مات فالواجب عليك أن تخبر الإمام وجوبًا، وليس هذا من الغيبة بل هذا من النصيحة، لأنك بإخبارك إياه تنهاه عن منكر إذ أن الصلاة عليه حرام، وفي هذه الحال إذا أخبرته يجب على الإمام أن يتوقف وأن يقول لا أصلي على من لا يصلي لكن يبقى النزاع فيما بين أهله وبين الإمام مثلًا لأن أهله ربما ينكرون أنه لا يصلي، ربما يقولون إنه يصلي فيقول إذا كنتم تعتقدون أنه يصلي فاذهبوا أنتم وصلوا عليه وحسابكم على الله، أما أنا فقد بلغني عمن أثق به أو أنا أعلم عن حاله أنه لا يصلي فلا أصلي عليه، وقد قدّم لي جنازة كانوا يقولون إنه لا يصلي فلما قدم وسألت قالوا هذا فلان قلت: لا أصلي عليه، فقال لي أهله: إنه كان يصلي ويخلي ليس يترك الصلاة مطلقًا ثم من ثم تقدمت وصليت عليه، ولا حرج على الإمام إذا رأى من الجنازة ما يقتضي ألا يصلى عليه لا حرج عليه أن يتأخر، فقد فعله من هو خير منا فعله النبي عليه الصلاة والسلام حين قدّم إليه رجل فسأل أعليه دين قالوا نعم ديناران ولم يكن له وفاء فقال: "صلوا على صاحبكم" وتأخر حتى عرف ذلك في وجوه القوم فتقدم أبو قتادة رضي الله عنه وقال يا رسول الله: الديناران عليّ، فلما استثبت النبي صلى الله عليه وسلم من أبي قتادة وأنه ملتزم بهما تقدم وصلى عليه فهو قد ترك انصرف أن يصلي عليه لأنه وجد فيه ما يقتضي ألا يصلى عليه، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل أن يفتح الله عليه كان لا يصلي على من عليه دين لا وفاء له، وذلك لأن صلاة الرسول عليه الصلاة والسلام شفاعة والدين لا تنفع فيه الشفاعة، لأنه لابد أن يقضى لصاحب الحق حقه، أفهمت؟ إذن إخبار الإمام بذلك من النصيحة وليس من الفضيحة، بل يجب على من علم بحاله أن يبين، لكن قد تأتي أحاديث يتوهم بعض الناس منها أنها تدل على عدم كفر تارك الصلاة ونحن نجمل القول فيها أي: في إبطال الاستدلال بها على عدم كفر تارك الصلاة فنقول: الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة الواردة في كفر تارك الصلاة نصوص محكمة أدلة محكمة ما فيها إشكال، والنصوص الأخرى التي استدل بها من لا يرى كفر تارك الصلاة لا تخرج عن أقسام، الأول: ألا يكون فيها معارضة أصلًا، مثل قول بعضهم إن الله يقول: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فهو يدخل في قوله: { ما دون ذلك } ترك الصلاة فنقول: إن ترك الصلاة ليس بدون الشرك بل هي من الشرك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" وقال بعضهم واستدل بعضهم بحديث عتبان بن مالك رضي الله عنه: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" فيقال هذا لا دليل فيه أيضًا لأن قوله: "يبتغي بذلك وجه الله" تمنع أن يترك الصلاة، كل من أراد وجه الله لا يمكن أن يترك الصلاة أبدًا، يعني رجل يحافظ على ترك الصلاة وهو يبتغي وجه الله بأي طريق يصل إلى الله إذا كان يترك الصلاة؟ إذن لا دليل فيه، واستدل بعضهم بحديث الشفاعة أنه يخرج من النار من لم يعمل خيرًا قط فيقال: هذا عام لم يقل الرسول من لم يصل ونصوص كفر تارك الصلاة خاصة، والقاعدة الأصولية أن الخاص يقضي على العام،، أما لو جاء في الحديث أنه خرج وهو لم يصل لله صلاة لكان هذا واضحًا، ويجب أن تحمل النصوص الأخرى على أنها لا تكفر كفرًا مخرجًا عن الملة، لكن يقول لم يعمل خيرًا، وخيرًا هذه نكرة في سياق النفي فهي عامة والعام يخصص بالخاص، واستدل بعضهم بحديث صاحب البطاقة الذي أخرجه الترمذي أنه يؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله فترجح بالسيئات قالوا وليس فيها ذكر الصلاة فيقال وليس فيها ذكر الصلاة لا إثباتًا ولا نفيًا فيبقى هذا الحديث عامًّا ويخصص بالصلاة، وهناك أحاديث ضعيفة استدلوا بها والأحاديث الضعيفة لا تقاوم الأحاديث الصحيحة فليست معارضة، لأنها غير قائمة فلا تكون مقاومة.
والخلاصة أن القول الراجح الذي ندين الله به والذي نعتمد فيه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن من ترك الصلاة فإنه كافر كفرًا مخرجًا عن الملة، وأنه أسوأ حالًا من اليهود والنصارى، لأن اليهود والنصارى يقرّون على دينهم حسب ما تقتضيه الشريعة بالجزية، وأما هذا فلا يقر على دينه، هذا يقال: إما أن تصلي وإلا قتلناك، لا يمكن أن تبقى على الأرض وأنت لا تصلي هذا الواجب، فنسأل الله أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم، نعم.

Webiste