تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هناك من قسم الرياء الى رياء الإخلاص ورياء ال... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشّيخ حفظك الله، بعض العلماء يقسّمون الرّياء إلى رياء شرك ورياء إخلاص أخذوه من قول الفضيل بن عياض: " أنّه من فعل الطاعة من أجلس النّاس ف...
العالم
طريقة البحث
هناك من قسم الرياء الى رياء الإخلاص ورياء الشرك فما الفرق بينهما .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشّيخ حفظك الله، بعض العلماء يقسّمون الرّياء إلى رياء شرك ورياء إخلاص أخذوه من قول الفضيل بن عياض: " أنّه من فعل الطاعة من أجلس النّاس فهو رياء ومن ترك الطّاعة خشية الرّياء فهو شرك ".

السائل : فهو شرك، فما معنى هذا التّقسيم وما صلته بقول الفضيل بن عياض؟ حفظكم الله.

الشيخ : الرّياء بارك الله فيك هو: أن يعمل الإنسان العبادة ليراه النّاس فيمدحوه عليها، وليس له نيّة أن ينتفع بها في الآخرة، وإنّما يريد الذّكر والشّهرة بين النّاس، هذا هو الرّياء، لكن يقال أحيانا رياء وسمعة، فالرّياء لما يفعل والسّمعة لما يسمع.
ثمّ إنّ الرّياء قد يكون شركًا أكبر وقد يكون شركًا أصغر على حسب ما قام في قلب الفاعل، فمن فعل العبادة لمجرّد الرّياء فقط فهذا مشرك شركًا أكبر، لأنّه لم ينوِ الله تعالى إطلاقًا ولم ينو التّقرّب إليه إنّما يريد التّقرّب إلى النّاس فقط، ومن كان يريد الله عزّ وجلّ ولكن يحبّ أن يراه النّاس حتى يمدحوه فهذا رياء ولا يصل إلى الشّرك الأكبر، ولهذا تجد في تعبير ابن القيّم -رحمه الله- للشّرك الأصغر أنّه يقول: " ويسير الرّياء " ، وهذا يعني أنّ كثير الرّياء أكبر من ذلك، ولكن إذا حدث للإنسان رياء في عبادة ثمّ دافعه ولم يركن إليه فهذا لا يضرّه الرّياء بل يكون مجاهدًا له أجر العبادة وله أجر الجهاد، جهاد النّفس عن الرّياء، لكن من لم يطرأ على قلبه الرّياء مطلقاً أفضل كما جاء في الحديث الصّحيح: الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقّ فله أجران أفهمت؟
إذن الرّياء الخالص هذا شرك أكبر، والرّياء المشوب بإخلاص لله عزّ و جلّ هذا شرك أصغر، والرّياء الوارد على القلب إن استرسل معه الإنسان فقد وقع في الشّرك أصغره أو أكبره، وإن حاول التّخلّص منه ودافعه فإنّه لا يضرّه، نعم.

Webiste