ما الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : شيخ كيف نقول إنه مثله، القسم هذا على القول ...، كيف نقول إنه مثله وهو أراد المدح؟
الشيخ : أي، لكن ما أراد أن يمدحه الناس على تعبده لله، هو أراد العبادة خالصة لله ما أراد الخلق بها إطلاقا، لكن أراد أن يستنفع بها أمرا ماديا، فهو من حيث مراءاة الناس في عبادة الله ما أراد هذا، إنما هو يتعبد ولا يهمه الناس اطلعوا عليه أو ما اطلعوا، فهو ما يهمه مراءاة الناس إطلاقا.
السائل : طيب، هذا ما يماثل القسم الأول لما قسمنا الرياء؟ القسم الأول من الرياء أن يكون الباعث عليه
الشيخ : مراءاة الناس.
السائل : مراءاة الناس؟
الشيخ : أي.
السائل : وهذا شيء آخر من الدنيا.
الشيخ : لا بس ما يدخل في هذا.
السائل : أي، هو لا يدخل في الرياء لكن لا نقول إنه مختلف.
الشيخ : صحيح ما فيه إخلاص كامل، لأنه لا شك أنه من الشرك، لكنه ليس كشرك الرياء، شرك الرياء يشرك الإنسان بحيث أنه يريد من الناس أن يمدحوه على تقربه إلى الله، أما هذا فهو ما قصده في هذا الناس أو أن يمدح على التقرب، إنما أراد بهذه العبادة شيئا دنيئا في الحقيقة بالنسبة لغيره.
السائل : ما يقدح في إخلاصه؟
الشيخ : أي ما في شك أنه يقدح، إلا.
السائل : لكن أقل من الرياء ولا ؟
الشيخ : أقل أقل، أي نعم أقل من الرياء.
السائل : كون الإنسان يعمل لأجل ... إنسان يعمل في الدنيا يعبد الله عز وجل ... الصحة والعافية ... ، نوح عليه السلام لما دعا قومه قال: استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا الآيات فهذا يعني أمور دنيوية، يعني رغبهم فيها؟
الشيخ : أي، لكن قال إنه كان غفارا قبل الدنيوية، فوعدهم وبشرهم بمغفرة الله قبل أن يقول لهم هذا الشيء، وثانيا هو يخاطب كفارا، والكافر قد تكون المادة تجذبه أكثر، أي نعم، ولا شك نحن لا نقول أن الإنسان لا يريد هذا وهذا، لكنه إذا أراد بعمله هذا الشيء فقط، أما كونه يقول والله أنا أريد الحسنيين حسنى الدنيا وحسنى الآخرة، فهذا ما فيه شيء، لأن الله يقول: من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب إلى آخره.
السائل : ... من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره
الشيخ : هذا أيضا من الترغيب في هذا الشيء، لكنه لا ينبغي أن يكون هذا هو الأصل الباعث.
الشيخ : أي، لكن ما أراد أن يمدحه الناس على تعبده لله، هو أراد العبادة خالصة لله ما أراد الخلق بها إطلاقا، لكن أراد أن يستنفع بها أمرا ماديا، فهو من حيث مراءاة الناس في عبادة الله ما أراد هذا، إنما هو يتعبد ولا يهمه الناس اطلعوا عليه أو ما اطلعوا، فهو ما يهمه مراءاة الناس إطلاقا.
السائل : طيب، هذا ما يماثل القسم الأول لما قسمنا الرياء؟ القسم الأول من الرياء أن يكون الباعث عليه
الشيخ : مراءاة الناس.
السائل : مراءاة الناس؟
الشيخ : أي.
السائل : وهذا شيء آخر من الدنيا.
الشيخ : لا بس ما يدخل في هذا.
السائل : أي، هو لا يدخل في الرياء لكن لا نقول إنه مختلف.
الشيخ : صحيح ما فيه إخلاص كامل، لأنه لا شك أنه من الشرك، لكنه ليس كشرك الرياء، شرك الرياء يشرك الإنسان بحيث أنه يريد من الناس أن يمدحوه على تقربه إلى الله، أما هذا فهو ما قصده في هذا الناس أو أن يمدح على التقرب، إنما أراد بهذه العبادة شيئا دنيئا في الحقيقة بالنسبة لغيره.
السائل : ما يقدح في إخلاصه؟
الشيخ : أي ما في شك أنه يقدح، إلا.
السائل : لكن أقل من الرياء ولا ؟
الشيخ : أقل أقل، أي نعم أقل من الرياء.
السائل : كون الإنسان يعمل لأجل ... إنسان يعمل في الدنيا يعبد الله عز وجل ... الصحة والعافية ... ، نوح عليه السلام لما دعا قومه قال: استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا الآيات فهذا يعني أمور دنيوية، يعني رغبهم فيها؟
الشيخ : أي، لكن قال إنه كان غفارا قبل الدنيوية، فوعدهم وبشرهم بمغفرة الله قبل أن يقول لهم هذا الشيء، وثانيا هو يخاطب كفارا، والكافر قد تكون المادة تجذبه أكثر، أي نعم، ولا شك نحن لا نقول أن الإنسان لا يريد هذا وهذا، لكنه إذا أراد بعمله هذا الشيء فقط، أما كونه يقول والله أنا أريد الحسنيين حسنى الدنيا وحسنى الآخرة، فهذا ما فيه شيء، لأن الله يقول: من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب إلى آخره.
السائل : ... من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره
الشيخ : هذا أيضا من الترغيب في هذا الشيء، لكنه لا ينبغي أن يكون هذا هو الأصل الباعث.
الفتاوى المشابهة
- ما الفرق بين الرياء والسُّمْعة؟ - ابن باز
- حكم ترك بعض الأعمال خشية الرياء - الفوزان
- الكلام على الرياء وأنه من الشرك - ابن عثيمين
- حكم مَن أراد بعبادته الرياء والمدح - ابن باز
- علاج الرياء - اللجنة الدائمة
- معنى الرياء مع ذكر أقسامه - ابن عثيمين
- حقيقة الرياء وكيف يتقى - ابن باز
- شرح قول المصنف : باب ما جاء في الرياء - ابن عثيمين
- الكلام عن الرياء : صوره وحكمه . - ابن عثيمين
- كيف يجتنب الإنسان الرياء؟ - الالباني
- ما الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الد... - ابن عثيمين