تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كلمة في استغلال الوقت في طاعة الله والإنشغال... - ابن عثيمينالشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدينأما بعد :فإننا نبتدئ ...
العالم
طريقة البحث
كلمة في استغلال الوقت في طاعة الله والإنشغال بطلب العلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فإننا نبتدئ لقاءنا هذا المعبر عنه بـاللقاء المفتوح وهو آخر لقاء في هذا العام عام 1416 وهو يوم الخميس التاسع والعشرون - تعال هنا يا - التاسع والعشرون من شهر ذي الحجة عام 1416 نختتم به هذا العام ونسأل الله سبحانه وتعالى لنا وللمسلمين حسن العاقبة والختام
إن الإنسان العاقل يعتبر في مرور الليالي والأيام وانقضائها سريعا وذهابها جميعا يعتبر في هذه الليالي والأيام كيف تسير ليس بالساعات ولا بالدقائق ولا باللحظات بل بالأنفاس أيضا إلى أن يأتي الأجل المحتوم الذي ينتقل به الإنسان من دار العمل إلى دار الجزاء والعاقل يعتبر ما يأتي بما مضى يعتبر المستقبل بالماضي إن الماضي مضى وكأنه يوم واحد بل كأنه ساعة واحدة بل كأنه دقيقة واحدة بل إن الإنسان لا يشعر في مقامه الآن في مكانه الآن لا يشعر بما سبق كلامه كلامه الآن إلا وأنه شيء انقضى وتلف وهلك انقضى كأنه ساعة من نهار وكأن ما جرى فيه من الأحوال أحلام من نيام فهكذا المستقبل أيضا سيأتي ويمضي حتى يتم الأجل وينتهي العمل وينقطع كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له والمؤمن الحازم الكيس الفطن هو الذي ينتهز فرص العمر قبل أن تمضي ينتهزها في الخير قولا وفعلا فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت إذن فالسكوت هو الخير إلا إذا كان الكلام هو الخير وترك العمل هو الخير إلا إذا كان العمل هو الخير ولهذا وصف الله عباده عباد الرحمن بقوله : وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً وفي آية أخرى وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ فعليك يا أخي المسلم أن تتقي الله عز وجل وتنتهز الفرص وألا تدع ساعة تمضي إلا ولك فيها عمل صالح إما عبادة خاصة من صلاة وقراءة قرآن وذكر وغير ذلك وإما في عبادة عامة كعلم تنشره بين إخوانك من زملائك وعامة الناس وإما بأمر بمعروف ونهي عن منكر
وإما ببر الوالدين وصلة الأرحام وإما بالإحسان إلى الجيران والإحسان إلى الأيتام وغيرهم وإما بسعي بالإصلاح بين الناس إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي شرعها الله تعالى للعباد رحمة منه وفضلا وإحسانا ولولا أن الله شرع هذه الأشياء لكانت مما لا يقربه إلى الله ولكن الله شرعها لتكون مقربة إليه وينتفع بها العباد ومن ذلك : السير إلى طلب العلم السير في طلب العلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة
والطرق التي يلتمس فيها العلم نوعان : حسيه ومعنوية فأما الحسية فهي الأسواق التي يمشي فيها الإنسان إلى دور العلم المساجد وغير المساجد وأما المعنوية فهي أن يسير الإنسان بفكره وتأمله وتفكره في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو في المطالعة في كتب العلماء الذين بذلوا الجهد الكثير المشكور على نشر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بمعناهما الصحيح سواء كان ذلك في القرآن مباشرة كالتفسير وفي السنة مباشرة كشرح الأحاديث أو كان على وجه منفصل ككتب الفقهاء وكتب العلماء في العقائد والتوحيد وما أشبه ذلك فإن كل ما تجدونه من كتب العقائد والتوحيد التي يستدل بها مؤلفوها يستدل فيها مؤلفوها بكتاب الله وسنة رسوله هي في الحقيقة تفسير للقرآن لكنها تفسير غير مباشر وكذلك ما تجدونه في كتب الفقهاء الذين يستدلون على الأحكام الشرعية بالقرآن والسنة هي في الحقيقة تفسير للقرآن يعني فالمطالع في كتب الفقه المبنية على الأدلة هو في الحقيقة يطالع التفسير لكنه غير مباشر والمطالع كذلك في العقائد وكتب التوحيد التي تستدل على ما تقول بالكتاب والسنة هو في الواقع يقرأ التفسير
ثم إنني بهذه المناسبة أقول : لعل من المناسب جدا أن يختم الإنسان عامه بالتدبر والتأمل والتفكر فيما عمل وفيما يعمل هل هو قد أصاب ؟ وهل هو قد أجاد ؟ فليحمد الله على ذلك وليسأله المزيد من فضله هل هو قد فرط فليستدرك فإن كان في ترك واجب يمكن تلافيه فليفعل وإذا كان في ترك واجب لا يمكن تلافيه فليستغفر الله تعالى مما حصل وإن كان في فعل محرم فليستغفر الله وليتب ليفكر أقول قولي هذا وأنا أشدكم تفريطا لكني أسأل الله العافية والتوفيق إنه ينبغي للإنسان أن يفكر تفكيرا جديا وإذا كان التجار الذين يسعون في الدنيا لكسب الربح إذا كانوا يراجعون دفاترهم في كل عام ينظرون ما الداخل وما الخارج فلماذا لا يعمل المتاجرون مع الله عز وجل كما يعمل هؤلاء فإن العمل في عبادة الله هو تجارة في الواقع يقول الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فجعل الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله جعلها تجارة وهي حقيقة تجارة هي التجارة الرابحة أما الدنيا فتجارتها وإن زادت فقد تكون نقصا أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم اغتنام الأوقات بما يقرب إليه وأن يعفو عنا ما فرطناه في واجبه وأن يتجاوز عنا سيئاتنا إنه على كل شيء قدير والآن إلى الأسئلة فنبدأ باليمين .

السائل : شيخ ... ممكن سؤال؟ .

الشيخ : إذا سمح الإخوان لا بأس وإلا هو بالترتيب نعم إن كان ما لك شغل بقاؤك خير لأنك تسمع يمكن أسئلة تفيدك نعم .

السائل : ... .

الشيخ : أي نعم لا من كان في عنيزة ما له حق حتى يخلص .

السائل : أنا ما ني من عنيزة .

الشيخ : لا أنا أعني الجواب عام إن كان لك شغل الإخوان بيسمحون وإن كان ما لك شغل حضورك هذا المجلس خير .

السائل : يا شيخ فيه تساؤل كما تعلم وسائل المواصلات .

الشيخ : خذ خذ الميكروفون عشان يسجل اقربوا اقربوا عشان توسعوا للي وراك .

Webiste