خطبة عن أهمية استغلال الأوقات في الطاعات.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى إلى الخلق إلى الإنس والجن إلى العالمين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا فبلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
فقد قال الله عز وجل إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب لله يوم خلق السماوات والأرض فإن الله عز وجل جعل هذا الزمان مرتبا على شهور وأيام وعلى سنين وأعوام هذه الأيام والليالي مراحل يقطعها الخلق مرحلة مرحلة إلى الدار الآخرة إلى دار القرار إلى الدار الأبدية إما في جنة وإما في نار إن .
هذه الأيام مراحل ترحلون منها من يوم إلى آخر حتى تنتهوا إلى آخر سفركم وإن كل يوم يمر بكم بل كل لحظة تمر بكم فإنها تبعدكم من الدنيا وتقربكم من الآخرة .
أيها الإخوة المسلمون إن هذه الأيام والليالي ليست أيامًا وليالي جوفاء ولكنها خزائن للأعمال خزائن للأعمال المحفوظة إنها شاهدة عليكم بما عملتم فيها من خير وشر فطوبى لإنسان اغتنم فرصها بما يقرّب إلى الله عز وجل حتى تكون خاتمته حسنى وعاقبته حميدة طوبى لعبد شغلها بالطاعات واجتناب المعاصي وطوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلّبات الأمور والأحوال فاستدل بذلك على ما لله فيها من الحكم البالغة والأسرار .
أيها الإخوة إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ألم تروا إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها فإن في ذلك أعظم اعتبار إن طلوع الشمس ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما هي طلوع ثم غيوب وإدبار .
ألم تروا إلى القمر يبدو هلالا صغيرا في أول الشهر كما يولد الأطفال ثم ينمو رويدا رويدا كما تنمو الأجسام حتى إذا تكامل في النمو أخذ في النقص والاضمحلال .
وهكذا جسم الإنسان وحياته تماما الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير .
أيها المسلمون أيها الإخوة إننا هذه الأيام في آخر العام وقد كنا نتطلع إلى هذه الأيام إلى آخر هذا العام تطلع البعيد فإذا بنا وقد جاء كلمح البصر وهكذا حياتنا كلها نتطلع إلى آخر يوم من أيامنا في هذه الدنيا ونرى أنه بعيد فإذا بحبل الأمل قد انصرم وببناء الأماني قد انهدم .
وإذا بالإنسان يقضي حياته العملية ثم ينتقل إلى الحياة الجزائية ثم ينتقل إلى الحياة الجزائية فيزور القبور ثم يرحل منها إلى دار القرار فنسأل الله عز وجل أن يختم لنا ولكم حياتنا بالسعادة والشهادة وأن يختم لنا بالإيمان والتوحيد إنه جواد كريم .
أيها المسلمون :
إنكم في هذه الأيام تودعون عاما ماضيا شهيدا وتستقبلون عاما مشرِقًا جديدا .
فيا ليت شعري يا ليت شعري يا ليتني أشعر ماذا أودعنا في العام الماضي وماذا نستقبل به العام الجديد فليحاسب كل إنسان منا نفسه ولينظر في أمره فإن كان قد فرّط في شيء من الواجبات فليتب إلى الله وليستدرك ما فات وإن كان ظالما لنفسه بفعل المحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات وإن كان ممن منّ الله عليه بالاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليه إلى الممات .
إخواني ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ليس الإيمان بالدعوى ولا بالقول باللسان وإنما الإيمان ما حلّ في القلب وصدقته الأعمال الإيمان ما حلّ في القلب حتى يكون عند الإنسان ما أخبر الله به من الغيب كأنه مشاهد يراه بعينه ويسمعه بأذنه ثم بعد ذلك تصدق الأعمال هذا الإيمان وليست التوبة أيها المسلمون مجرد قول باللسان ليست التوبة أن يقول الإنسان أتوب إلى الله وهو مصر على المعاصي ولكنها ندم على ما فعل من الذنوب وترك لما كان عليه من المعاصي والعيوب وإنابة إلى الله بإصلاح العمل ومراقبة علام الغيوب .
أيها المسلمون إنني أقول لكم ذلك وإنني أكثركم تفريطا ولكنني استغفر الله وأتوب إليه أيها المسلمون فكروا في أنفسكم حققوا إيمانكم أخلصوا توبتكم ما دمتم في زمن الإمكان وعظ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك .
هكذا وعظ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل وإن موعظته لرجل واحد من أمته موعظة لجميع الأمة
فقد قال الله عز وجل إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب لله يوم خلق السماوات والأرض فإن الله عز وجل جعل هذا الزمان مرتبا على شهور وأيام وعلى سنين وأعوام هذه الأيام والليالي مراحل يقطعها الخلق مرحلة مرحلة إلى الدار الآخرة إلى دار القرار إلى الدار الأبدية إما في جنة وإما في نار إن .
هذه الأيام مراحل ترحلون منها من يوم إلى آخر حتى تنتهوا إلى آخر سفركم وإن كل يوم يمر بكم بل كل لحظة تمر بكم فإنها تبعدكم من الدنيا وتقربكم من الآخرة .
أيها الإخوة المسلمون إن هذه الأيام والليالي ليست أيامًا وليالي جوفاء ولكنها خزائن للأعمال خزائن للأعمال المحفوظة إنها شاهدة عليكم بما عملتم فيها من خير وشر فطوبى لإنسان اغتنم فرصها بما يقرّب إلى الله عز وجل حتى تكون خاتمته حسنى وعاقبته حميدة طوبى لعبد شغلها بالطاعات واجتناب المعاصي وطوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلّبات الأمور والأحوال فاستدل بذلك على ما لله فيها من الحكم البالغة والأسرار .
أيها الإخوة إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ألم تروا إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها فإن في ذلك أعظم اعتبار إن طلوع الشمس ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما هي طلوع ثم غيوب وإدبار .
ألم تروا إلى القمر يبدو هلالا صغيرا في أول الشهر كما يولد الأطفال ثم ينمو رويدا رويدا كما تنمو الأجسام حتى إذا تكامل في النمو أخذ في النقص والاضمحلال .
وهكذا جسم الإنسان وحياته تماما الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير .
أيها المسلمون أيها الإخوة إننا هذه الأيام في آخر العام وقد كنا نتطلع إلى هذه الأيام إلى آخر هذا العام تطلع البعيد فإذا بنا وقد جاء كلمح البصر وهكذا حياتنا كلها نتطلع إلى آخر يوم من أيامنا في هذه الدنيا ونرى أنه بعيد فإذا بحبل الأمل قد انصرم وببناء الأماني قد انهدم .
وإذا بالإنسان يقضي حياته العملية ثم ينتقل إلى الحياة الجزائية ثم ينتقل إلى الحياة الجزائية فيزور القبور ثم يرحل منها إلى دار القرار فنسأل الله عز وجل أن يختم لنا ولكم حياتنا بالسعادة والشهادة وأن يختم لنا بالإيمان والتوحيد إنه جواد كريم .
أيها المسلمون :
إنكم في هذه الأيام تودعون عاما ماضيا شهيدا وتستقبلون عاما مشرِقًا جديدا .
فيا ليت شعري يا ليت شعري يا ليتني أشعر ماذا أودعنا في العام الماضي وماذا نستقبل به العام الجديد فليحاسب كل إنسان منا نفسه ولينظر في أمره فإن كان قد فرّط في شيء من الواجبات فليتب إلى الله وليستدرك ما فات وإن كان ظالما لنفسه بفعل المحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات وإن كان ممن منّ الله عليه بالاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليه إلى الممات .
إخواني ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ليس الإيمان بالدعوى ولا بالقول باللسان وإنما الإيمان ما حلّ في القلب وصدقته الأعمال الإيمان ما حلّ في القلب حتى يكون عند الإنسان ما أخبر الله به من الغيب كأنه مشاهد يراه بعينه ويسمعه بأذنه ثم بعد ذلك تصدق الأعمال هذا الإيمان وليست التوبة أيها المسلمون مجرد قول باللسان ليست التوبة أن يقول الإنسان أتوب إلى الله وهو مصر على المعاصي ولكنها ندم على ما فعل من الذنوب وترك لما كان عليه من المعاصي والعيوب وإنابة إلى الله بإصلاح العمل ومراقبة علام الغيوب .
أيها المسلمون إنني أقول لكم ذلك وإنني أكثركم تفريطا ولكنني استغفر الله وأتوب إليه أيها المسلمون فكروا في أنفسكم حققوا إيمانكم أخلصوا توبتكم ما دمتم في زمن الإمكان وعظ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك .
هكذا وعظ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل وإن موعظته لرجل واحد من أمته موعظة لجميع الأمة
الفتاوى المشابهة
- خطبة جمعة حول محاسبة النفس . - ابن عثيمين
- خطبة جمعة في الدعوة إلى الله . - ابن عثيمين
- انتهاز الفرص واستغلال الأوقات في الأعمال الص... - ابن عثيمين
- كلمة توجيهية لفضيلة الشيخ عن كيفية استغلال و... - ابن عثيمين
- الكلام على أهمية استغلال ليالي رمضان بالعبادة. - ابن عثيمين
- كيفية استغلال الوقت - ابن باز
- نصيحة لاستغلال الإجازة - ابن عثيمين
- كلمة في استغلال الوقت في طاعة الله والإنشغال... - ابن عثيمين
- كلمة للشيخ عن استغلال المناسبات الشرعية بالط... - ابن عثيمين
- استغلال الزوج الطاعة استغلالا سيئا - اللجنة الدائمة
- خطبة عن أهمية استغلال الأوقات في الطاعات. - ابن عثيمين