تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير سورة (ق) الآيات (30- 35) وآيات اخرى مخ... - ابن عثيمينالشيخ : عند قوله تبارك وتعالى:  يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد  يوم هذه ظرف زمان والظروف الزمانية والمكانية وكذلك حروف الجر لابد لها من متعلق...
العالم
طريقة البحث
تفسير سورة (ق) الآيات (30- 35) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : عند قوله تبارك وتعالى: يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد يوم هذه ظرف زمان والظروف الزمانية والمكانية وكذلك حروف الجر لابد لها من متعلق أي لابد لها من فعل أو ما كان بمعنى الفعل تتعلق به فما هو متعلق قوله : يوم نقول لجهنم نقول: هو محذوف التقدير: اذكر يوم نقول لجهنم وليعلم أنه يوجد في اللغة العربية كلمات تحذف بل ربما جمل تحذف وذلك فيما إذا دل عليها السياق
فهنا الكلمة التي تتعلق بها كلمة يوم محذوفة التقدير اذكر يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد يسألها الله عز وجل هل امتلأت وهو يعلم سبحانه وتعالى أنها امتلأت أو لم تمتلئ لأنه لا يخفى عليه شيء لكنه يسألها هل امتلأت ليقرر لها ما وعدها سبحانه وتعالى فإن الله يقول وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين فيسألها هل امتلأت يعني هل حصل ما وعد الله به لأن الله تكفل بأن يملأ الجنة ويملأ النار فتقول هل من مزيد هل هنا اسم استفهام لا هل هنا أداة استفهام وهي حرف. هل هي استفهام طلب أو استفهام نفي؟ انتبهوا للفرق هل هي استفهام طلب بمعنى أنها تطلب الزيادة أو استفهام نفي؟ بمعنى أنها تقول لا مزيد على ما في ؟ في هذا للعلماء قولان القول الأول: أن المعنى هل من مزيد أي لا مزيد على ما في، وهل تأتي للاستفهام النفي كما في قوله تعالى: هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض أي ما من خالق وعلى هذا فتكون النار امتلأت إذا قالت لا مزيد على ذلك فالمعنى أنها امتلأت وقيل هل للطلب أي تطلب الزيادة وإذا اختلف العلماء في التفسير أو غير التفسير فالمرجع إلى ما قاله الله ورسوله فلننظر أي القولين أولى بالصواب؟ ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة عليها قدمه أو قال عليها رجله فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط فأي القولين أولى بالصواب؟ أنها استفهام طلب يعني تطلب الزيادة ولكن رحمة الله سبقت غضبه يضع عليها عز وجل رجله على الوجه الذي أراد ثم ينزوي بعضها ينضم بعضها إلى بعض وتتضايق وتقول لا مزيد على ذلك أول تطلب ثم ينتهي الموضوع فحقت كلمة الله أنه ملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين
في الحديث الذي سقته إثبات القدم أو الرجل لله عز وجل فهل هو قدم حقيقة أو قدم بمعنى المقدم يعني يضع الرب عز وجل من يقدمهم إلى النار حتى يملأها وهل الرجل الرجل حقيقة أو الرجل بمعنى الطائفة لأنه يقال: رجل من جراد مثلا طائفة من جراد أيهما أولى؟ الأول يعني أن المراد رجل حقيقة لله عز وجل إلا أنها لا تشبه أرجل المخلوقين بأي وجه من الوجوه نعلم علم اليقين أنها ليست مثل أيدي المخلوقين مثل أرجل المخلوقين من أين علمنا أنها ليست مثل أرجل المخلوقين؟
الطالب : ...

الشيخ : لا ، من أين علمنا أن رجل الله لا تشبه ولا تماثل أرجل المخلوقين إيش ؟
الطالب : ...

الشيخ : لا لا انتبه انتبه ، من قوله تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير طيب والمقصود من قوله تعالى: يوم نقول لجهنم هو تحذير الناس لأن كل واحد منا لا يدري أيكون من حطب جهنم أو يكون ممن نجا منها نسأل الله أن ينجينا وإياكم منها
ثم قال عز وجل: وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد أي قربت للمتقين مكانا غير بعيد وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا أي ما تشاهدون من قرب الجنة إيش؟ ما توعدون أي هذا الذي توعدونه فإن الله تعالى وعد المؤمنين العاملين الصالحات وعدهم الجنة وصدق وعده عز وجل ولكن لمن؟ لكل أواب حفيظ الأواب صيغة مبالغة من آب يؤوب بمعنى رجع أي لكل أواب إلى الله أي رجّاع إليه حفيظ أي حفيظ بما أمرهم الله به وهذا كقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعبد الله بن عباس احفظ الله يحفظك المعنى أنه حفيظ لأوامر الله لا يضيعها ولا يقابلها بكسل وتواني بل هو نشيط فيها وإذا أذنب بترك واجب أو فعل محرم تجده يرجع إلى الله لكل أواب فهو أواب رجّاع إلى الله تعالى من المعاصي إلى الطاعات وكذلك حفيظ حافظ لما أمر الله به محافظ عليه قائم به هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ
من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب من هذه بدل مما سبقها خشي الرحمن أي خافه عن علم وبصيرة لأن الخشية لا تكون إلا بعلم الدليل قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء فهي خشية أي خوف ورهبة وتعظيم لله عز وجل لأنها صادرة عن علم
وقوله: من خشي الرحمن بالغيب لها معنيان المعنى الأول: أنه خشي الرحمن مع أنه لم يره لكن رأى آياته الدالة عليه والمعنى الثاني: خشيه بالغيب أي بغيبته عن الناس يخشى الله وهو غائب عن الناس لأن من الناس من يخشى الله إذا كان بين الناس وأما إذا انفرد فإنه لا يخشى الله مثل من؟ المرائي المنافق إذا كان مع الناس تجده من أحسن الناس خشية إذا انفرد لا يخشى الله كذلك أيضا من الناس من يكون عنده خشية ظاهرية لكن القلب ليس خاشيا لله عز وجل فيكون بالغيب أي بما غاب عن الناس سواء كان عمله في مكان خاص أو ما غاب عن الناس في قلبه فإن خشية القلب هي الأصل وجاء بقلب منيب أي جاء يوم القيامة بقلب منيب أي رجاع إلى الله عز وجل يعني أنه مات وهو منيب إلى الله فهو كقوله: ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون المعنى أنه بقي على الإنابة والرجوع إلى الله عز وجل إلى أن مات إلى أن لقي الله لأن الأعمال بالخواتيم نسأل الله أن يختم لنا ولكم بالخير
ثم قال تعالى: ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ادخلوها أمر هل هو أمر إلزام أو أمر إكرام؟ إكرام أمر إكرام لأن الآخرة ما فيها تكليف وإلزام بل إما إكرام وإما إهانة فقوله تعالى في المجرمين: ادخلوا أبواب جهنم هذا أمر إهانة وقوله للمؤمنين هنا: ادخلوها بسلام هذا أمر إكرام وقوله: بسلام الباء هنا للمصاحبة المعنى دخولا مصحوبا بسلام سلاما من إيش؟ سلاما من كل آفة أصحاب الجنة سالمون من الأمراض وسالمون من الهرم وسالمون من الموت وسالمون من الغل وسالمون من الحسد وسالمون من كل شيء، كل شيء يحضر فيه السلامة فأهل الجنة سالمون ادخلوها بسلام ذلك أي هذا اليوم يوم الخلود أي اليوم الذي لا هلاك بعده خلود دائم سرمدي لا نهاية له
لهم ما يشاؤون فيها أي لهؤلاء المتقين ما يشاؤون فيها أي في الجنة ولدينا مزيد يعني مزيد على ما يتمنون ويشاؤون لأن الإنسان بحكمه مخلوقا يعجز عن أن يستقصي كل شيء وتنقطع أمنيته بحيث لا يدري ما يتمنى لكن هؤلاء أهل الجنة كل ما يشتهون فيها فإنه موجود طيب لو اشتهى الإنسان ثمرة معينة كالرمان أو عنب أو ما أشبه ذلك يجدها؟ يجدها
الطالب : نعم

الشيخ : في أي وقت؟ في أي وقت كل شيء يشتهيه الإنسان ويطلبه فإنه موجود لا ينتهي بل قال الله عز وجل؟ ولدينا مزيد يعني نعطيهم فوق ما يشتهون ويتمنون ومن الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل ولهذا استدل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم بهذه الآية على إثبات رؤية الله عز وجل وقال إن هذه الآية: لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد كقوله تعالى: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم منهم وأن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وإلى الأسئلة والقاعدة أن لكل واحد سؤال وأن من كان ساكنا معنا في البلد هنا فلا حظ له في السؤال لكنه سينتفع إن شاء الله بالاستماع ، اسأل
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين جزاكم الله خير ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين

Webiste