تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الحق (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أي... - ابن عثيمينالسائل : يقول الحق سبحانه وتعالى:  وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير  كثير من المصائب تحدث للإنسان ويص...
العالم
طريقة البحث
قال الحق (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) ما معنى الآية .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول الحق سبحانه وتعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير كثير من المصائب تحدث للإنسان ويصبح في حيرة هذه من نفسه بتقصير في أخذه بالأسباب، أو أنها شيئاً مقدراً من الله سبحانه وتعالى، لأن الله لا يختار إلا الخير، فكيف يمكن التوفيق بين اعتقاد الإنسان ومقدر الله سبحانه وتعالى؟

الشيخ : أولاً: لي ملاحظة على كلمة: الحق، نحن نؤمن بأن الله هو الحق المبين وأنه سبحانه وتعالى من أسمائه الحق، لكن كوننا نقول: يقول الحق، قال الحق، وما أشبه ذلك دائماً مع أن استعمالها في كلام الرسول عليه الصلاة والسلام وكلام الصحابة يقولون: قال الله، وكلمة الله تعطي معنىً غير الحق، تعطي أنه وحده الإله وما سواه باطل، وهو الإله الحق، لذلك ينبغي لنا أن نقول: قول الله تعالى، أو قال الله تعالى، أو ما أشبه ذلك، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: أتدرون ماذا قال ربكم ويقول: قال الله تعالى وما أشبه ذلك، هذا الأمر الأول، وما سمعته في اطلاعاتي من كلام السابقين أنهم يعبرون عن الله بالحق فيقولون: قال الحق إلا في المتأخرين، المتأخرون يكثرون قولها، وكذلك يكثرون كلمة المصطفى يعنون به الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا شك أنه مصطفى وأنه أصل المصطفين، لكن كوننا نقول: رسول الله، أو قال النبي، أو قال الرسول أفضل، لأن هذا هو المستعمل في عرف السلف أو في كلام السلف واضح؟ طيب.
أما السؤال عن الآية: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ فهذا كقوله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ فالمصائب بأسباب الأعمال، لكن المصيبة قد تكون خاصة وقد تكون عامة، والسبب قد يكون خاصاً وقد يكون عاماً، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً الإنسان قد يشعر بأنه ليس عليه خطيئة لأنه قليل الخطايا، ولأنه إذا أخطأ استغفر، فيقول: من أين أتت هذه المصيبة؟ نقول: هناك شركاء لك قد تكون أعمالهم سبباً لإصابتك: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً
ثانياً: كونك ترى نفسك أنك لست مخطئاً هذه سبب للمصيبة، لأن الإنسان إذا اعتقد هذه العقيدة صار معجباً بنفسه مُدِلاً على ربه يقول: يا رب! أنا ما فعلت ما يوجب أو العقوبة المصيبة ، واعتقاد الإنسان أنه معصوم هو محل الخطأ، يعني: من ادعى العصمة فهو الزاّل الذي لم يعصم، لأن الإنسان يجب أن يعرف نفسه فأينا لم يخطئ.
قد يقول قائل: أليست المصائب تصيب النبي عليه الصلاة والسلام؟ فنقول: بلى تصيب النبي عليه الصلاة والسلام لكن المصائب بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام لزيادة علو مرتبته، لأنه صلوات الله وسلامه عليه قد نال من كل وصف جميلٍ أعلاه، وأقول: من كل وصف جميل يتصف بالمخلوق أعلاه، الصبر يحتاج إلى شيء يصبر عليه، فلهذا أصيب النبي عليه الصلاة والسلام بالأذى في دعوته أليس كذلك أصيب بدعوته؟ كيف ؟ كيف أصيب ؟
الطالب : ...

الشيخ : ردوا دعوته، وكذبوه وقالوا: ساحر، كذاب، شاعر، مجنون، ألقوا عليه السلى وهو ساجد تحت الكعبة، هذه أذية عظيمة فصبر.
أيضاً الأمراض التي تصيبه يصيبه أكثر مما يصيبنا مرتين، كما قال عليه الصلاة والسلام: إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم بل عند مفارقته الدنيا في حال احتضاره عليه الصلاة والسلام أصابه من شدة الموت ما لم يصب غيره عليه الصلاة والسلام لماذا؟ حتى ينال أعلى مرتبة في الصبر على أقدار الله وعلى شرائع الله أفهمت الآن؟
فصار الرسول عليه الصلاة والسلام ما أصابه من المصائب التي نعتقد أنه أصابه من أجل أن إيش؟ تكمل درجة الصبر في حقه حتى يكون صابراً شاكراً، الشكر نال والله أعلى درجة الشاكرين حتى إنه يقوم في الليل حتى تتورم قدماه ويتفطر ساقه، وقيل له في ذلك، قال: أفلا أكون عبداً شكوراً فنال أعلى درجة الصبر، وأعلى درجة الشكر صلوات الله وسلامه عليه. اتضح المقام ؟ طيب الي بعده؟

Webiste