التعليق على تفسير الجلالين : (( وما أصابكم )) خطاب للمؤمنين (( من مصيبة )) بلية وشدة (( فبما كسبت أيديكم )) أي كسبتم من الذنوب وعبر بالأيدي لأن أكثر الأفعال تزاول بها (( ويعفوا عن كثير )) منها فلا يجازي عليه, وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة ، أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال الله تعالى : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ قوله : وما أصابكم هذه شرطية أعني ما، جوابها فبما كسبت أيديكم وقوله : بما كسبت أيديكم خبر مبتدأ محذوف والتقدير: فهو بما كسبت أيديكم، يقول المفسر: " وما أصابكم خطاب للمؤمنين من مصيبة " بيان لما، قال: " بلية وشدة فبما كسبت أيديكم أي كسبتم من الذنوب، لكنه عبر بالأيدي لأن أكثر الأفعال تزاول بها ويعفوا عن كثير منها فلا يجازي عليه، وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة، أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة "، طيب يقول الله عز وجل : وما أصابكم من مصيبة خص المفسر هذا بالمؤمنين ووجه التخصيص أنه قال : ويعفوا عن كثير والكفار ليسوا أهلا للعفو، وقول : من مصيبة قال: بلية وشدة، ويشمل المصائب الدينية والمصائب الدنيوية، وأيهما أعظم ؟ المصائب الدينية فإنها أعظم من المصائب الدنيوية، فإذا قدر أن أحدا أصيب بانتكاسة والعياذ بالله فهو أشد من أن يهلك أهله وماله، فإن المصائب الدينية أعظم بكثير من المصائب الدنيوية إذ أن المصائب الدنيوية تزول وتنسى، كما قال بعضهم: إما أن تصبر صبر الكرام وإما أن تسلوا سلوا البهائم، لابد أن تزول، المصائب الدينية والعياذ بالله خسارة في الدنيا والآخرة، فإن قال قائل : ما هو الدليل على أن الإعراض من المصائب ؟ فالدليل قول الله تبارك وتعالى : فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم فتأمل أن الذنوب صارت سببا لإعراضهم، والإعراض مصيبة عظيمة، المهم أن قوله: من مصيبة يشمل مصائب الدنيا كتلف المال، وموت الأحبة، والخوف والفقر وما أشبه ذلك، مصائب الدين كالمعاصي والبدع، وكراهة الحق، وكراهة أهل الحق وما أشبه هذا، كله فبما كسبت أيديكم والمراد: بما كسبتم، لأن قد يكون الكسب باليد ويكون الكسب بالرجل ويكون الكسب بالعين، ويكون الكسب بالشم، ويكون الكسب باللسان، لكن عبر بالأيدي عن الكل لأن أكثر ما تزاول الأعمال باليد، الآن في جلوسنا هذا الرجل لا تعمل، اليد تعمل بلا شك، تأخذ الكتاب ترفعه تنزله تكتب، فهي أكثر الأعمال تزاول باليد، فعبر باليد عن النفس لهذا السبب فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير يعني يعفوا عن كثير مما أذنبتم فلا يؤاخذ به.
الفتاوى المشابهة
- بالنسبة للمصائب التي تصيب الإنسان في حياته ف... - ابن عثيمين
- إجماع أهل السنة أن لله يدين , ومعنى قوله تعا... - ابن عثيمين
- هل المصائب التي تصيب العبد تعتبر غضب من الله؟ - ابن باز
- من بلي ببدعة فهل تكفر عنه ذنوبه كما تكفرها س... - ابن عثيمين
- التوفيق بين اعتقاد الإنسان وتقدير الله عز وج... - ابن عثيمين
- هل المصائب عقاب أم تكفير للذنوب ؟ - ابن عثيمين
- أسباب المصائب التي تصيب المسلم - ابن باز
- فوائد قوله تعالى : (( وما أصابكم من مصيبة فب... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : وهو تعالى أكرم... - ابن عثيمين
- قال الحق (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أي... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( وما أصابكم )... - ابن عثيمين