تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب : التسمية على الصيد . وقوله تعالى : (( ي... - ابن عثيمينالشيخ : قوله كتاب الذبائح والصيد والتسمية على الصيد ظاهر صنيع المؤلف أن التسمية على الذبائح ليست بواجبة لكن الصحيح وجوبها كما تجب في الصيد تجب في الذبائ...
العالم
طريقة البحث
باب : التسمية على الصيد . وقوله تعالى : (( يأيها الذين ءآمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم )) .إلى قوله (( عذاب أليم ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قوله كتاب الذبائح والصيد والتسمية على الصيد ظاهر صنيع المؤلف أن التسمية على الذبائح ليست بواجبة لكن الصحيح وجوبها كما تجب في الصيد تجب في الذبائح ، والذبائح جمع ذبيحة بمعنى مذبوحة والذبح إنهار الدم بمحدد في موضع الذكاة هذا الذبح وهي الرقبة أو أي موضع من البدن إذا تعذر ذلك المكان ، مثل أن تسقط بهيمة في بئر ولا نقدر على ذبحها في محل الذكاة فهنا يمكن أن ننهر الدم من أي موضع كان من بدنها حتى مثلا من بطنها من فخذها من أي مكان ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بعير ند : إن لهذه النعم أوابد كأوابد الوحش فما ند عليكم فاصنعوا به هكذا وكان أحد الصحابة قد لحقها حين هربت فعقرها حتى أثبتها وماتت فقال هذا الكلام ، وأما الصيد فالصيد يطلق على المصدر الذي هو فعل الصائد ويطلق على المفعول الذي هو المصيد وأما التسمية فهي قول بسم الله وقوله : يأيها الذين ءآمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد إلى قوله : عذاب أليم هذه الآية فيها امتحان للصحابة رضي الله عنهم حين حرم الله عليهم الصيد في حال الإحرام فأراد أن يبتليهم سبحانه وتعالى لأنه الله عز جل يبتلي عبده بالخير تارة وبالشر تارة أخرى بالخير ليبلوه أيكفر أم يشكر ، وبالشر ليبلوه أيصبر أم يجزع ، كما قال تعالى : ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون فالصحابة رضي الله عنهم ابتلاهم الله عز وجل بالصيد بشيء منه تناله أيديكم ورماحكم فكانوا يمسكون الصيد العداء كالظباء بأيديهم ويمسكون الصيد الطائر برماحهم يعني بدون سهام يقول هكذا بالرمح ولا يطير يمسكه وهم محرمون لماذا ؟ ليعلم الله من يخافه بالغيب ليعلم الله عز وجل من يخافه بالغيب يعلم علما يترتب عليه الجزاء أما العلم الأزلي الذي علم الله من قبل فهو علم لا يترتب عليه الجزاء ، ولهذا قال بعض العلماء في مثل هذه الآية لنعلم وليعلم قال كيف نقول فعل كذا ليعلم وهو قد علم ؟ فأجاب العلماء عن ذلك بثلاثة أجوبة : أولا قالوا المراد بالعلم هنا العلم الذي يترتب عليه الجزاء لأن العلم السابق لا يترتب عليه الجزاء لعدم التكليف بل لعدم وجود المكلف لأن الله لم يزل عالما بما سيكون ، وقالوا إن المراد جواب آخر لنعلم علم ظهور وخلق لأن الأول علم تقدير والثاني علم ظهور يعني يبرز في الظاهر هذا الشيء الذي كان الله علمه من قبل أعرفتم ؟ طيب وقال آخرون بل المراد بالعلم علم بأنه كان والعلم السابق علم بأنه سيكون ، فيكون تعلق الله بهذا الشيء تعلق شيء بأمر كائن سابق ، والأول علم بأنه سيكون مثل أنا أعلم أنه سيأتيني زائر غدا أعلم ذلك فإذا جاء فالعلم الثاني غير العلم الأول لأن علمي الثاني - يرحمك الله - علمي الثاني علم بأنه جاء والأول علم بأنه سيجيء وعلى كل حال فهذه الآيات من المتشابهات ولهذا استدل بها غلاة المعتزلة على أن الله لا يعلم أفعال العباد حتى تقع والمتشابهات يتعلق بها الزائغون الذين في قلوبهم زيغ يتعلقون بها وأما المؤمنون فيحملونها على المحكم حتى تكون الآيات كلها محكمة قوله عز وجل هنا : ليعلم الله من يخافه بالغيب بالغيب هل المراد بغيبته هو عن الناس يعني ليعلم الله من يخافه إذا كان غائبا عن الناس أو بالغيب يخاف الله وهو غائب عنه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : فإن لم تكن تراه فإنه يراك أو الأمران جميعا ؟ الأمران جميعا فالإنسان يخاف الله عز جل وهو غائب عنه بذاته لأنه لا يرى الله ويخاف الله وهو غائب عن الناس لأنه لا يخاف الناس إنما يخاف الله ، الصحابة رضي الله عنهم خافوا الله بالغيب ولم يأتوا هذه الصيود أبدا ما أتوها وإذا قارنت بين هذه الواقعة وبين حال بني اسرائيل عرفت الفرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين بني اسرائيل بنو اسرائيل حين حرمت عليهم الحيتان يوم السبت أو الصيد يوم السبت تحيلوا ابتلاهم الله فصارت الحيتان تأتيهم يوم السبت شرعا وفي غير يوم السبت لا يأتيهم شيء فصاروا والعياذ بالله يتحيلون يضعون الشبك أو الشرك في يوم الجمعة وتأتي الحيتان يوم السبت فتقع في الشرك فإذا كان يوم الأحد أخذوها هذا لا شك أنه حيلة لا تحل المحرم لأن التحيل على المحرم لا يزيده إلا خبثا إذ أن فاعل المحرم بالحيلة انتهك حرمة المحرم ولعب على الله عز وجل ولهذا قال الله في المنافقين : الله يستهزئ بهم ويمدهم وقال : يخادعون الله هو خادعهم وقوله : فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم يعني من اعتدى بعد أن نزل التحريم والمنع فله عذاب أليم أي مؤلم وأما قبل ذلك فليس عليه شيء قبل التحريم وقد أخذ كثير من أهل العلم من هذه الآية أن الشرائع لا تلزم قبل العلم وقالوا من نشأ في بادية بعيدة عن الحاضرة ولا يدري عن الواجبات وترك شيئا من الواجبات فإنه لا يلزم بقضائها سواء كانت صلاة أم صياما أم زكاة أم غير ذلك لأن الشرائع لا تلزم قبل العلم وهذا حق هذا صحيح لكن قد يخشى من شيء وهو التفريط في طلب العلم قد نؤاخذ الإنسان الذي ترك شيئا من الواجبات جهلا إذا علمنا أنه كان مفرطا في طلب العلم ومن ذلك أن يقال له هذا حرام أو هذا واجب فيقول اسكت لا تسأل العلماء لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم هكذا يتواصى بعض الناس إذا قال له هذا حرام قال يا أخي اسكت خله ما دام ما جاءنا أحد يقول لنا يدق علينا الباب اسكت لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم ويتلون الآية هذه يتلونها استشهادا بها على باطلهم هؤلاء نقول إنهم غير معذورين لأنهم إيش؟ مفرطون في طلب العلم أما شخص لا يدري عن هذا ولم يخطر بباله أو يكون قد بنى على سبب يظنه سببا صحيحا لكنه ليس بصحيح فهذا لا شك في أنه معذور ولا يلزمه قضاء الواجب ولهذا كانت المرأة التي تستحاض فلا تطهر فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأمرها بالإعادة وكذلك عمار بن ياسر أجنب وتيمم لكنه بنى على أصل وهو القياس أن يتمرغ في الصعيد كما تتمرغ الدابة ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء ، نعم

Webiste