ما حكم الشرع في إمام يدخن السجائر و يقوم بالتلفظ بالنية جهرا ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : ما حكم الشرع في نظركم في إمام يصلي بالناس ويدخن السجائر ، وللعلم يقوم بالتلفظ بالنية جهراً كاملة ، هل يجوز أن نصلي خلفه ؟
الشيخ : شرب السجائر محرم ، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قال : وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا فالأموال جعلها الله تعالى لنا قياما يقوم به ديننا وتقوم به دنيانا ، فإذا صرفه الإنسان في شيء لا يقوم به الدين ولا الدنيا كان ذلك سفها وإضاعة للمال ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أنه نهى عن إضاعة المال .
شرب السجائر ضرر على البدن كما ذكر ذلك الأطباء وأجمعوا عليه .
شرب السجائر سبب للإصابة بأمراض خطيرة عسيرة البرء كالسرطان الرئوي واللثوي وما أشبه ذلك .
شرب السجائر تضيق به النفس إذا تأخر الإنسان عن وقته المعتاد ، فلا يحب أحدا أن يكلمه وتثقل عليه الصلاة ، ويثقل عليه الصيام ثقلا أشد .
شرب السجائر سبب للإضرار بالغير إذا جلس إليه أحد أو جلس هو إلى أحد وقام يدخن ، فإن جليسه سوف يتأذى برائحته من وجه ، ويتأذى أو يتضرر بما يكون من دخانه ، ولذلك نجد الأمم الحريصة على دنياها تمنع من شرب الدخان في المجالس العامة ، لأنها تعلم علم اليقين ما يحصل فيه من ضرر .
وبهذا وبغيره مما لم نذكره يتبين أن شرب السجائر حرام ، وكذلك ما كان بمعناها ، مثلها أو أشد كالشيشة وغيرها ، فإن ما ماثل الشيء يعطى حكمه ، وعلى هذا أوجه النصيحة من هذا المنبر منبر نور على الدرب لإخواني المسلمين الذين ابتلوا بشرب السجائر أن يتوبوا إلى الله عز وجل مما هم عليه ، ويعينهم على هذه التوبة أمور :
الأول : الإخلاص لله عز وجل بأن يتركوه لله انكفافا عن معصيته ودخولا في طاعته .
ثانيا : الاستعانة بالله عز وجل على تركه بحيث يكون شاعرا بأنه لن يتمكن من ذلك إلا بمعونة الله، فيستعين الله سبحانه وتعالى بقلبه ولسانه ، وإلى هذين الأمرين أشار الله تعالى بقوله : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ففي إياك نعبد إخلاص العبادة ، وفي إياك نستعين إخلاص الاستعانة .
ثالثا : أن يبتعد عن مجالسة الذين يشربون السجائر ، فإن جلوسه إليهم يقتضي ألا ينسى شربه للسجائر ، وربما كانوا جلساء سوء فحملوه على أن يشرب معهم .
رابعا : إن قدر على أن يصرم هذا مرة واحدة ، يعني يصرم شرب السجائر مرة واحدة ويقطعه نهائيا فهذا أقوى في العزيمة وأقرب إلى المضي في تركه ، وإن عجز عن هذا فليتركه شيئا فشيئا ، إذا كان من عادته أن يشرب عشرين سيجارة في اليوم فليشرب خمس عشرة لمدة أسبوع أو عشرة أيام ، ثم عشر عشر سجائر ، وهكذا تدريجيا ، فلعل الله عز وجل أن ينفعه ويمن عليه بالهداية والاعتصام منه.
أما هذا الإمام الذي سأل عنه السائل ، وأنه كان يشرب السجائر ويجهر بالنية ، فنقول : إن وجد من هو خير منه في الصلاح والقراءة ، قراءة القرآن ، فالواجب على المسؤولين عن المساجد أن يعزلوا الإمام الشارب للسجائر وأن يولوا من هو خير منه ، وإن كان هذا الشارب للسجائر الذي جعل إماما هو أحسن القوم فللضرورات أحكام ، فليصل خلفه ، والصلاة صحيحة ، لأن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن الصلاة خلف العاصي صحيحة إذا لم يأت بما يخل في الصلاة .
وأما كونه يجهر بالنية فإنني أنصحه وغيره ممن ينطقون بالنية سرا أو جهرا عند فعل العبادة أنصحهم أن يتركوا هذه الفعلة ، أعني الجهر بالنية ، لأن الجهر بالنية إنما يحصل لو كان الذي تتعبد له لا يعلم ما في قلبك حتى تخبره عنه بلسانك ، أما إذا كان يعلم ما في القلب فإنه لا يحتاج إلى أن يخبر باللسان .
ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما في القلب كما قال الله تعالى : وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وقال تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وقال تعالى : أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهديه أقوم الهدي وأحسنه أنه لم يتكلم بالنية لا في الصلاة ولا في الصيام ولا في الزكاة ولا في الحج ولا في غيرها من العبادات ، أي لم يقل : اللهم إني أريد أن أصلي أو أريد أن أصوم أو أريد أن أعتمر أو أريد أن أحج .
وعلى هذا فالنطق بالنية سرا أو جهرا غير مشروع ، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن تصل نصيحتي هذه آذانا صاغية وقلوبا واعية ، وأن يدعوا ما هم عليه إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه فإنهم على الحق وعلى الصراط المستقيم.
السائل : اللهم آمين بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : شرب السجائر محرم ، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قال : وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا فالأموال جعلها الله تعالى لنا قياما يقوم به ديننا وتقوم به دنيانا ، فإذا صرفه الإنسان في شيء لا يقوم به الدين ولا الدنيا كان ذلك سفها وإضاعة للمال ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أنه نهى عن إضاعة المال .
شرب السجائر ضرر على البدن كما ذكر ذلك الأطباء وأجمعوا عليه .
شرب السجائر سبب للإصابة بأمراض خطيرة عسيرة البرء كالسرطان الرئوي واللثوي وما أشبه ذلك .
شرب السجائر تضيق به النفس إذا تأخر الإنسان عن وقته المعتاد ، فلا يحب أحدا أن يكلمه وتثقل عليه الصلاة ، ويثقل عليه الصيام ثقلا أشد .
شرب السجائر سبب للإضرار بالغير إذا جلس إليه أحد أو جلس هو إلى أحد وقام يدخن ، فإن جليسه سوف يتأذى برائحته من وجه ، ويتأذى أو يتضرر بما يكون من دخانه ، ولذلك نجد الأمم الحريصة على دنياها تمنع من شرب الدخان في المجالس العامة ، لأنها تعلم علم اليقين ما يحصل فيه من ضرر .
وبهذا وبغيره مما لم نذكره يتبين أن شرب السجائر حرام ، وكذلك ما كان بمعناها ، مثلها أو أشد كالشيشة وغيرها ، فإن ما ماثل الشيء يعطى حكمه ، وعلى هذا أوجه النصيحة من هذا المنبر منبر نور على الدرب لإخواني المسلمين الذين ابتلوا بشرب السجائر أن يتوبوا إلى الله عز وجل مما هم عليه ، ويعينهم على هذه التوبة أمور :
الأول : الإخلاص لله عز وجل بأن يتركوه لله انكفافا عن معصيته ودخولا في طاعته .
ثانيا : الاستعانة بالله عز وجل على تركه بحيث يكون شاعرا بأنه لن يتمكن من ذلك إلا بمعونة الله، فيستعين الله سبحانه وتعالى بقلبه ولسانه ، وإلى هذين الأمرين أشار الله تعالى بقوله : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ففي إياك نعبد إخلاص العبادة ، وفي إياك نستعين إخلاص الاستعانة .
ثالثا : أن يبتعد عن مجالسة الذين يشربون السجائر ، فإن جلوسه إليهم يقتضي ألا ينسى شربه للسجائر ، وربما كانوا جلساء سوء فحملوه على أن يشرب معهم .
رابعا : إن قدر على أن يصرم هذا مرة واحدة ، يعني يصرم شرب السجائر مرة واحدة ويقطعه نهائيا فهذا أقوى في العزيمة وأقرب إلى المضي في تركه ، وإن عجز عن هذا فليتركه شيئا فشيئا ، إذا كان من عادته أن يشرب عشرين سيجارة في اليوم فليشرب خمس عشرة لمدة أسبوع أو عشرة أيام ، ثم عشر عشر سجائر ، وهكذا تدريجيا ، فلعل الله عز وجل أن ينفعه ويمن عليه بالهداية والاعتصام منه.
أما هذا الإمام الذي سأل عنه السائل ، وأنه كان يشرب السجائر ويجهر بالنية ، فنقول : إن وجد من هو خير منه في الصلاح والقراءة ، قراءة القرآن ، فالواجب على المسؤولين عن المساجد أن يعزلوا الإمام الشارب للسجائر وأن يولوا من هو خير منه ، وإن كان هذا الشارب للسجائر الذي جعل إماما هو أحسن القوم فللضرورات أحكام ، فليصل خلفه ، والصلاة صحيحة ، لأن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن الصلاة خلف العاصي صحيحة إذا لم يأت بما يخل في الصلاة .
وأما كونه يجهر بالنية فإنني أنصحه وغيره ممن ينطقون بالنية سرا أو جهرا عند فعل العبادة أنصحهم أن يتركوا هذه الفعلة ، أعني الجهر بالنية ، لأن الجهر بالنية إنما يحصل لو كان الذي تتعبد له لا يعلم ما في قلبك حتى تخبره عنه بلسانك ، أما إذا كان يعلم ما في القلب فإنه لا يحتاج إلى أن يخبر باللسان .
ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما في القلب كما قال الله تعالى : وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وقال تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وقال تعالى : أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهديه أقوم الهدي وأحسنه أنه لم يتكلم بالنية لا في الصلاة ولا في الصيام ولا في الزكاة ولا في الحج ولا في غيرها من العبادات ، أي لم يقل : اللهم إني أريد أن أصلي أو أريد أن أصوم أو أريد أن أعتمر أو أريد أن أحج .
وعلى هذا فالنطق بالنية سرا أو جهرا غير مشروع ، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن تصل نصيحتي هذه آذانا صاغية وقلوبا واعية ، وأن يدعوا ما هم عليه إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه فإنهم على الحق وعلى الصراط المستقيم.
السائل : اللهم آمين بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الفتاوى المشابهة
- أخي له أولاد و دخله الشهري لا يغطي التكاليف... - ابن عثيمين
- الجهر بالنية في الصلاة - اللجنة الدائمة
- الجهر بنية الصلاة - الفوزان
- سرقة السجائر - اللجنة الدائمة
- حكم الجهر بالنية في الصلاة - الفوزان
- حكم السجائر والشيشة - ابن باز
- ما حكم التلفظ بالنية جهرًا في الصلاة؟ - ابن باز
- أشاهد بعضاً من الناس يدخلون إلى المسجد لكي ي... - ابن عثيمين
- ما حكم وضع كتب العلم في كراتين السجائر.؟ - ابن عثيمين
- حكم طاعة الابن لأبيه في شراء السجائر - ابن عثيمين
- ما حكم الشرع في إمام يدخن السجائر و يقوم بال... - ابن عثيمين