تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما نصيحتكم لمن يتساهل في سفر ابنه أو بنته عن... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ : مما ابتلي به بعض الشباب هداهم الله السفر إلى الخارج بزوجاتهم سواء بعد الزواج أو في الإجازات فنريد من فضيلتكم التكرم بالإجابة على ...
العالم
طريقة البحث
ما نصيحتكم لمن يتساهل في سفر ابنه أو بنته عند الزواج إلى بلاد الكفر ولو منعه لامتنع .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ : مما ابتلي به بعض الشباب هداهم الله السفر إلى الخارج بزوجاتهم سواء بعد الزواج أو في الإجازات فنريد من فضيلتكم التكرم بالإجابة على هذه الأسئلة لعل الله أن ينفع بها من أراد لأهله ولنفسه الخير والسلامة من الآثام والفتن، أولًا : إذا كان الأب أو الأم يعلمان أنهما لو حلفا على ابنهما أو ابنتهما أو حرجاه لما سافر إلى الخارج فهل يجوز لهما أن يحلفا عليه أم لا ؟ وما نصيحتكم للآباء الذين يعلمون أن أبناءهم أو بناتهم سيسافرون إلى الخارج بعد الزواج ولا يمنعونهم بحجة أن إثم الولد عليه وأن البنت ملك زوجها وهو المسؤول عنها بعد الزواج ؟

الشيخ : من المعلوم أن السفر إلى الخارج وتقصد بالخارج فيما أظن دول الكفر الأصل فيه التحريم الأصل فيه التحريم، فلا يجوز إلا بشروط ثلاثة : الشرط الأول : أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات التي تورد هناك، لأن هناك كفارًا يوردون الشبهات فيما يتعلق بالله عز وجل، وفيما يتعلق بالرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفيما يتعلق بالقرآن، فهمت؟ فلا بد أن يكون عند الإنسان علم يدفع به هذه الشبهات.
الشرط الثاني : أن يكون لديه عبادة عبادة تمنعه من الشهوات يعني بأن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات، لأن الشهوات هناك بابها مفتوح، خمر، زنا، لواط، كل شيء حر الإنسان فيه وأقول : حر باعتبار المفهوم الحاضر، أما الحرية التامة فهي التعبد لله عز وجل، لأن من لم يتعبد لله تعبد للهوى والشيطان، فهمت؟ وفي هذا يقول ابن القيم :
" هربوا من الرق الذي خلقوا له *** وبلوا برق النفس والشيطان "
ما هو الرق الذي خلقنا له ؟ الرق لله عز وجل والعبودية له وبلوا برق النفس والشيطان إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ والشيطان يأمركم بالفحشاء هذان شرطان الشرط الثالث : الحاجة الملحة إلى السفر بأن يكون الإنسان مسافرا لأمر لا يجده في بلاده والحاجة تدعو إليه، وما سوى ذلك الأصل فيه التحريم، وإنما قلنا : الأصل فيه التحريم لأنه يتضمن أولًا : إنفاق مال كثير، أليس كذلك؟
الثاني : الخطورة على الدين، الخطورة على العقيدة.
الثالث : الخطورة على الأخلاق.
الرابع : الخطورة على العادات، فإن بعض الناس يتلقف هذه العادات ويأتي بها إلى بلده يتشبه بهم زعمًا منه أن هذا هو الرقي والتقدم، والمشابهة في العادات يؤدي إلى المشابهة في العقائد والعبادات، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من تشبه بقوم فهو منهم إذا كان كذلك وكان هذا الابن الذي تزوج جديدًا يريد أن يسافر مع زوجته فيما يقال له شهر العسل ويخشى عليه من هذه الخطورات والأب يستطيع أن يمنعه بالإقسام عليه فليقسم عليه، وليمنعه وله الحق في هذا، لأنه مسؤول عنه قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ وَأَهْلِيكُمْ وهذا يعتبر من أهله ما دام يطيعه فيما يقول، أفهمت؟ أما إذا دعت الحاجة وتمت الشروط الثلاثة التي قلتها لك فله أن يسافر بزوجته وهو أمين عليها، وسفره بها أولى من جهة أنه يحصن فرجه ويأمن على أهله وأنه يريح أهله، لاسيما في أول الزواج، واضح؟ طيب. لا سؤال واحد ما فيه اللي بعده .

Webiste