تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( ... حدثني المغيرة بن شعبة قال... - ابن عثيمينالشيخ : الغالب في الشتاء أن الثياب تتعدّد فتضيق الأكمام وربما يكون فيها صوف أو شعر فتضيق. ففي هذا دليل على أنه لا مسح إلا في الخفين وأما اليدان فلا مسح ...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( ... حدثني المغيرة بن شعبة قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته ثم أقبل فتلقيته بماء فتوضأ وعليه جبة شامية فمضمض واستنشق وغسل وجهه فذهب يخرج يديه من كميه فكانا ضيقين فأخرج يديه من تحت الجبة فغسلهما ومسح برأسه وعلى خفيه )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الغالب في الشتاء أن الثياب تتعدّد فتضيق الأكمام وربما يكون فيها صوف أو شعر فتضيق. ففي هذا دليل على أنه لا مسح إلا في الخفين وأما اليدان فلا مسح فيهما حتى وإن شق النزع ولهذا لا يُمسح في الوضوء إلا عضوان فقط، أحدهما الرأس والثاني الرجلان.
والحكمة في ذلك ظاهرة، أما الرأس فلأنه شعر ولو كُلِّف الناس بغسله لشق عليهم شتاء وصيفا، وأما القدمان فلأنهما ءالة المشي، بهما يمشي ويُلامسان الأرض فيحصل في ذلك مشقة إذا خلع الخف أو الجورب وغسل الرجل فكان من الحكمة أن يُسِّر على العباد فأجزأ المسح.
أما اليدان والوجه فلا مسح فيهما، لو فرض أن الإنسان غطّى وجهه لمرض أو لسبب من الأسباب فإنه لا يمسح عليه، وكذلك لو كانت اليد عليها قفازان وأكمام ضيقة فإنه لا مسح بل يجب أن تُغسل.
وفي هذا الحديث دليل على أنه لابد من غسل الأعضاء الأربعة، وأنه لا يسقط غسل شيء منها بلا ضرورة لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم تكلّف خلع يديه حتى أخرجهما من الكمين ونزّله من تحت، من أسفل الجبة.
وهل يؤخذ منه أن الفخذ ليس بعورة؟

السائل : لا.

الشيخ : أه؟ يعني لو قال قائل إذا نزلت يديك من أسفل من الجبة ثم أردت تغسلها سيرتفع الأسفل. أه؟
الطلاب : ... سروال.

الشيخ : قد يكون هناك سروال، قد يكون ثم إذا لم يكن ربما أن الإنسان يتلفلف، لو ارتفع طرف الجبة تلفلف. طيب، هو جالس.
طيب هل يؤخذ منه أن ما يظنه بعض النساء من أن المرأة إذا لبست المناكير فلها أن تمسح عليها يوما وليلة، هاه؟

السائل : ... .

الشيخ : يؤخذ منه هذا أو عدم ذلك؟

السائل : ... .

الشيخ : يؤخذ منه عدم ذلك، وأنه لا مسح فيما يُلبس على اليد بل لابد من غسل اليد كاملة.
ويؤخذ منه أن الإنسان لو أخّر غسل عضو عن الذي قبله لأمر يتعلق بالطهارة بالوضوء فلا بأس، فإذا قدّر أن الإنسان كان يتوضأ ثم وجد على يده بقعة من البويا، البويا تحتاج إلى غسل ومزيل، وجعل يغسلها ويزيلها وتأخّر وأبطأ فإن ذلك لا يضر لأن هذا التأخّر لمصلحة تتعلّق في نفس الطهارة.
والعلماء رحمهم الله ذكروا ذلك ولكنهم ذكروا مسألة أخرى فرّقوا بينها وبين هذه المسألة، قالوا لو تأخّر غسل عضو عن الذي قبله للتشاغل بتحصيل الماء فإنه لابد أن يُعيد الوضوء من جديد، ولو تأخّر غسل عضو عن الذي قبله لشيء يتعلّق بنفس الأعضاء فإن ذلك لا يضر، وفرّقوا بينهما بأن الأول الاشتغال بتحصيل الماء اشتغال بما تكون به الطهارة، والثاني اشتغال بما تتم به الطهارة فهو يتعلق بنفس العبادة، والأول يتعلق بأمر خارج عن العبادة، فإذا قدّر أن الإنسان يتوضأ عند البزبوز، البزبوز لما إنه غسل بعض الأعضاء وقف قام يفتش ينظر ما الذي وقّفه، فوجد أن الذي وقّفه محبس، حبس الماء فذهب يأتي بالزرادية لأجل يفتح المحبس، نعم، وتأخّر، يعيد وإلا لا؟ ليش؟

السائل : ... لأنه أمر خارج.

الشيخ : لأن هذا أمر خارج عن العبادة، فهو خارج منها، ففرّقوا بينهما هذا التفريق، وهذا طبعا مبني على القول بأن الموالاة شرط، أما إذا قلنا بأن الموالاة ليست بشرط فالأمر فيها واضح. نعم؟

Webiste