الشيخ : في هذا دليل على فوائد كثيرة، منها ما أشرنا إليه من مباشرة المرأة زوجها بالطيب.
ومنها أنه يُسنّ إكثار الطيب عند الإحرام، لأنها تقول: " أجد وبيص المسك في رأسه ولحيته وهو محرم " ... برواية أخرى، فينبغي إكثار الطيب على الرأس واللحية حتى يظهر لهما بريق ولمعان.
ومنها أن استدامة الطيب للمحرم غير ممنوعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم استدام ذلك وهو محرم.
ومنها أن مس الإنسان لهذا الطيب وهو محرم لا يضرّ لأنه من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يتوضأ وهو محرم، وإذا توضأ وهو محرم والطيب في رأسه ولحيته فلابد أن يمسّه، وحينئذ نقول الممنوع أن يبتدئ المحرم الطيب أو أن يتعمّد نقل الطيب من جانب إلى جانب من بدنه، مثل أن يأخذ بيده من رأسه ويضع مثلا على صدره هذا لا يجوز، وأما شيء مسّه بغير قصد مس الطيب فإن ذلك لا بأس به.
ومنه ننتقل إلى مسألة أخرى وهي أن شمّ الطيب للمحرم لا بأس به، فلا نقول للمحرم إذا دخل سوق العطارين يجب عليك أن تكمّم أنفك لئلا تشمّ الرائحة بل نقول هذا لا بأس به لأن الإنسان ما قصد.
ومن فوائد الحديث أيضا إثبات اللحية لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا شك في هذا، فإنه عليه الصلاة والسلام كان له لحية عظيمة واسعة وكثيفة صلوات الله وسلامه عليه، وكان إخوانه من الأنبياء على هذا النهج وهذا الهدي وهو هدي الفطرة التي فطر الله بها عليها بني ءادم، ولكن من اجتالته الشياطين وزاغ قلبه عن هذه الفطرة ذهب يحلقها والعياذ بالله فيعدل عن طريق الأنبياء والمرسلين والصالحين إلى طريق المشركين والمجوس واليهود والنصارى، وهذا أمر محزن حيث ظهر الأن وفشا في كثير من المسلمين حتى إن بعض البلاد الإسلامية الأن يجبِرون من يستنصر بهم على هذه المعصية، شف كيف؟ يُجبِرون من يستنصر بهم على هذه المعصية، كيف؟ يُجبرون الجيش الذي هو درع البلد والمدافع عنها وعن دينها يُجبرونه على أن يعصي الله فيقول لابد أن تحلق لحيتك، ولو لم يحلق لحيته كل يوم لوجد الجزاء والعقوبة، لا يكفي أن يحلقها مثلا كل جمعة لا، لازم تجي كل يوم وأنت حالق اللحية والعياذ بالله.
طيب، هذه يُجبر الجندي على معصية الله عز وجل وهو الذي يُرجى أن ينتصر به على العدو؟! انقلاب الحقائق على بعض المسلمين نسأل الله العافية، نحن نقول أشرف جند على وجه الأرض منذ خلق ءادم إلى قيام الساعة الجند الذي زعيمه وقائده رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وقد هزم بمعصية في أحد حيث قال الله تعالى: حَتّى إِذا فَشِلتُم وَتَنازَعتُم فِي الأَمرِ وَعَصَيتُم مِن بَعدِ ما أَراكُم ما تُحِبّونَ يعني حصل كذا وكذا حصلت الهزيمة، فما بالك بجند يُقال لهم كل يوم اعصوا الله ورسوله والعياذ بالله؟! فهل يمكن أن يكون النصر؟ لا، والأمر والواقع شاهد بذلك بأنه لا نصر ونحن على هذه الحال أبدا.
انظر إلى الإخوان الذين يجاهدون في أفغانستان تجدهم متمسكين بهذه السنّة ولا نقول إنهم بكل سنّة، لكن غالبهم والحمد لله متمسك بهذه السنّة ولاسيما زعماؤهم وقوّادهم، ونرجو أن يكونوا مستقيمين على شريعة الله في كل شيء حاضرا ومستقبلا، لكن قصدي هل ضرّهم ذلك؟ ما ضرّهم، ولا منعهم من الإقدام بل زادهم حماسا ونشاطا وعزا واعتزازا بدينهم وما تابعوا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الله المستعان.
إلى الرجال بالطيب وهي تكون في الهودج بعيدة عن الرجال، أو ربما تغسله ما ندري، المهم إنه الأحاديث واضحة في هذا ومحكمة وبيّنة إن المرأة ما تطيّب وتخرج للرجال، وفعل عائشة يجب على أن يُحمل على حال لا تكون هي متعلّق النهي. نعم.
القارئ : باب ..

الشيخ : أخذنا ثلاثة الأن.