فوائد حديث : ( ... عن عبد الله لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى مالي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله وما آتاكم الرسول فخذوه )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نعم. المتفلجات للحسن، التفلّج أن تبرد المرأة أسنانها ليبتعد ما بينها، وكانوا يعدون ذلك من جمال الأسنان، فكانت المرأة تبرد أسنانها من أجل أن تتفلج وتتوسّع.
وقوله: " للحسن " يحتمل أن يكون هذا قيدا ويحتمل أن يكون بيانا للواقع، فإن كان قيدا فإنه يخرج به ما إذا تفلجت المرأة لغير الحسن مثل أن تتفلّج لإزالة أذى أو ألم أو ما أشبه ذلك، وإن كانت لبيان الواقع فإنه لا مفهوم له لأنه مر علينا أن ما كان لبيان الواقع فلا مفهوم له، نعم، وذكرنا لذلك أمثلة، منها: وَلا تُكرِهوا فَتَياتِكُم عَلَى البِغاءِ إِن أَرَدنَ تَحَصُّنًا لأنه يحرم أن يُكره فتاته على البغاء مطلقا.
ومنها قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم فإن كل دعوة يدعو بها الرسول، يدعو بها أمته فهي لما يحييهم، ما يمكن يدعوهم عبثا.
ومنها قوله تعالى: وَرَبائِبُكُمُ اللّاتي في حُجورِكُم .
المهم إن هذه قاعدة معروفة عند الأصوليين أن ما كان لبيان الواقع فإنه لا مفهوم له فيكون القيد غير مقصود.
وقوله رضي الله عنه: " لعن الله الواشمات والمستوشمات " اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، الواشمات اللاتي يفعلن ذلك، والمستوشمات اللاتي يطلبن من بفعل بهن ذلك، والوشم هو الوشي، الوشي يعني النقش، وكانوا يغرزون الجلد بإبرة ثم يقذفون فيه شيئا من الألوان، إما شجرة وإما قصر وإما قبة وإما علم، وإما وشي مجرّد، وحدثني بعض الناس أنه وجد وشما هو اسم صاحب الوشم، يعني مكتوب عليه اسم. نعم.
الواشمة لعنها واضح، المستوشمة التي تطلب ما يفعل بها ذلك أيضا لعنها واضح، ولكن إذا كانت الموشومة، الموشومة هل تدخل في اللعن وإلا لا؟ الموشومة.
السائل : ... .
الشيخ : أه؟ الموشومة لا.
السائل : مثل الصغيرة.
الشيخ : مثل الصغيرة، الصغيرة هذه ما تدخل في اللعن لأنها ليست واشمة ولا مستوشمة يرحمك الله، ولا مستوشمة لكنها موشومة.
فإن قال قائل: لماذا لا نوجب عليها إزالة الوشم فإن أقرّته واستمرت عليه دخلت في اللعن؟ نقول لأن هذا غير ممكن إلا بضرر، ما أدري بعد تقدّم الطب، لو صنع لها عملية هل يمكن إزالة ذلك أو لا؟ وش تقول يا هداية الله يمكن؟
السائل : نعم يا شيخ.
الطالب : ... .
الشيخ : ما هو الذي نقول؟
الطالب : أه؟
الشيخ : ما هو الذي قلت؟ يمكن أو لا يمكن.
الطالب : لا يمكن.
الشيخ : ما هو الذي لا يمكن؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه ما هو الذي لا يمكن؟
الطالب : عملية.
الشيخ : عملية إيش؟
الطالب : عملية الوشم.
الشيخ : إزالة الوشم.
الطالب : أي نعم.
الشيخ : عملية إزالة الوشم. طيب.
الطالب : فيه واحد ... .
الشيخ : أه؟
الطالب : أعرف واحد أزاله بالكي.
الشيخ : إيه طيب إذا أمكن بالكي فلا بأس، لكن ما أدري هل يظهر للكي أثر.
الطالب : هو لابد إنه يكون أثر يعني ... .
الشيخ : أي مشكل. مشكل.
الطالب : لو في الوجه.
الشيخ : أه؟
الطالب : لو في الوجه بالنسبة للمرأة يمكن ... أثر أسوأ من ... .
الشيخ : أي نعم. مازن. اصبر ما كملنا الكلام على الحديث.
المتنماصات الطالبات لمن ينمص وجههن، والنمص قال العلماء إنه نتف شعر الوجه سواء كان حاجب العين أو غير ذلك.
وقال بعض أهل العلم إن النمص ترقيق أجفان العين سواء كان عن طريق النتف أو عن طريق الحلق أو القص.
فعلى الأول لا يكون ترقيق حاجب العين من النمص إذا كان بغير النتف، وعلى الثاني يكون منه، ولكن على الثاني لا يكون نتف شعر الخد مثلا من النمص. وينبغي أن يقال يشمل إنه هذا وهذا، لكن النتف أشدّ، يُستثنى من ذلك ما لو ظهر في المرأة شعر يكون مُثلة، مثل أن يظهر لها شارب أو لحية فهذا لا بأس من إزالته لأنه مُثلة، لأن تظهر كأن وجهها وجه رجل.
كذلك لعن المتفلجات للحسن المغيّرات خلق الله، المتفلجات للحسن هذا تكلّمنا عليه عند ذكر الترجمة.
المغيرات لخلق الله، يعني هذا بيان أن هذا العمل كله تغيير لخلق الله. فيؤخذ من هذا الحديث أن كل ما فيه تغيير لخلق الله فإنه حرام ما لم يدل الدليل على إزالته، وبناءً على ذلك نقول إن إزالة الشعر من الساقين أو الذراعين داخل في تغيير خلق الله فلا يجوز، وقال بعض أهل العلم بل هو جائز لأنه مما سكت الله عنه، لأن إزالة الشعور على ثلاثة أوجه: الوجه الأول ما أمِر بإزالته، فحكمه؟
الطالب : الوجوب.
الشيخ : الوجوب أو الاستحباب حسب الحال، المهم أنه مأمور بإزالته.
والثاني: ما نهي عنه فهذا منهي عنه، كشعر اللحية مثلا.
والثالث: ما سكِت عنه، فهل نقول إن نهي الشارع عن شعر بعينه في الجسد وأمره بشعر بعينه بالإزالة يدل على أن الثالث ليس فيه أمر ولا نهي فيكون جائزا، أو نقول هو من تغيير خلق الله، والأصل أن كل ما خلق الله في الجسد فإنه يبقى على ما هو عليه.
ولهذا اختلف علماؤنا المعاصرون في هذه المسألة، فمنهم من قال إنه لا يجوز إزالة شعر الذراعين والساقين والبطن وما أشبه ذلك، ومنهم من قال بالجواز، والأحوط أن لا يؤخذ إلا أن يقع على وجه مشوّه مثل أن يكون الشعر كثيرا في ساق المرأة أو في ذراعها مما ينفّر منها، فهذا لا شك في جواز إزالته.
طيب، ثم قال رضي الله عنه: ما لي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلّم وهو في كتاب الله: وَما ءاتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا يدل هذا قوله: " ما لي لا ألعن " على أن قوله رضي الله عنه: " لعن الله الواشم والمستوشمة " من باب الدعاء وليس من باب الخبر، نعم، ولكنه يدل قوله: ما لي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلّم يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلّم لعن هؤلاء النساء.
ثم قال: " وهو في كتاب الله " يعني هذا اللعن أيضا في كتاب الله، وإن كان صادرا من رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم استدل لذلك بقوله: وَما ءاتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ فقد ءاتانا هذا اللعن، وهو حكم شرعي فنأخذه ونقبله ونلعن من لعنه النبي عليه الصلاة والسلام. نعم.
وقوله: " للحسن " يحتمل أن يكون هذا قيدا ويحتمل أن يكون بيانا للواقع، فإن كان قيدا فإنه يخرج به ما إذا تفلجت المرأة لغير الحسن مثل أن تتفلّج لإزالة أذى أو ألم أو ما أشبه ذلك، وإن كانت لبيان الواقع فإنه لا مفهوم له لأنه مر علينا أن ما كان لبيان الواقع فلا مفهوم له، نعم، وذكرنا لذلك أمثلة، منها: وَلا تُكرِهوا فَتَياتِكُم عَلَى البِغاءِ إِن أَرَدنَ تَحَصُّنًا لأنه يحرم أن يُكره فتاته على البغاء مطلقا.
ومنها قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم فإن كل دعوة يدعو بها الرسول، يدعو بها أمته فهي لما يحييهم، ما يمكن يدعوهم عبثا.
ومنها قوله تعالى: وَرَبائِبُكُمُ اللّاتي في حُجورِكُم .
المهم إن هذه قاعدة معروفة عند الأصوليين أن ما كان لبيان الواقع فإنه لا مفهوم له فيكون القيد غير مقصود.
وقوله رضي الله عنه: " لعن الله الواشمات والمستوشمات " اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، الواشمات اللاتي يفعلن ذلك، والمستوشمات اللاتي يطلبن من بفعل بهن ذلك، والوشم هو الوشي، الوشي يعني النقش، وكانوا يغرزون الجلد بإبرة ثم يقذفون فيه شيئا من الألوان، إما شجرة وإما قصر وإما قبة وإما علم، وإما وشي مجرّد، وحدثني بعض الناس أنه وجد وشما هو اسم صاحب الوشم، يعني مكتوب عليه اسم. نعم.
الواشمة لعنها واضح، المستوشمة التي تطلب ما يفعل بها ذلك أيضا لعنها واضح، ولكن إذا كانت الموشومة، الموشومة هل تدخل في اللعن وإلا لا؟ الموشومة.
السائل : ... .
الشيخ : أه؟ الموشومة لا.
السائل : مثل الصغيرة.
الشيخ : مثل الصغيرة، الصغيرة هذه ما تدخل في اللعن لأنها ليست واشمة ولا مستوشمة يرحمك الله، ولا مستوشمة لكنها موشومة.
فإن قال قائل: لماذا لا نوجب عليها إزالة الوشم فإن أقرّته واستمرت عليه دخلت في اللعن؟ نقول لأن هذا غير ممكن إلا بضرر، ما أدري بعد تقدّم الطب، لو صنع لها عملية هل يمكن إزالة ذلك أو لا؟ وش تقول يا هداية الله يمكن؟
السائل : نعم يا شيخ.
الطالب : ... .
الشيخ : ما هو الذي نقول؟
الطالب : أه؟
الشيخ : ما هو الذي قلت؟ يمكن أو لا يمكن.
الطالب : لا يمكن.
الشيخ : ما هو الذي لا يمكن؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه ما هو الذي لا يمكن؟
الطالب : عملية.
الشيخ : عملية إيش؟
الطالب : عملية الوشم.
الشيخ : إزالة الوشم.
الطالب : أي نعم.
الشيخ : عملية إزالة الوشم. طيب.
الطالب : فيه واحد ... .
الشيخ : أه؟
الطالب : أعرف واحد أزاله بالكي.
الشيخ : إيه طيب إذا أمكن بالكي فلا بأس، لكن ما أدري هل يظهر للكي أثر.
الطالب : هو لابد إنه يكون أثر يعني ... .
الشيخ : أي مشكل. مشكل.
الطالب : لو في الوجه.
الشيخ : أه؟
الطالب : لو في الوجه بالنسبة للمرأة يمكن ... أثر أسوأ من ... .
الشيخ : أي نعم. مازن. اصبر ما كملنا الكلام على الحديث.
المتنماصات الطالبات لمن ينمص وجههن، والنمص قال العلماء إنه نتف شعر الوجه سواء كان حاجب العين أو غير ذلك.
وقال بعض أهل العلم إن النمص ترقيق أجفان العين سواء كان عن طريق النتف أو عن طريق الحلق أو القص.
فعلى الأول لا يكون ترقيق حاجب العين من النمص إذا كان بغير النتف، وعلى الثاني يكون منه، ولكن على الثاني لا يكون نتف شعر الخد مثلا من النمص. وينبغي أن يقال يشمل إنه هذا وهذا، لكن النتف أشدّ، يُستثنى من ذلك ما لو ظهر في المرأة شعر يكون مُثلة، مثل أن يظهر لها شارب أو لحية فهذا لا بأس من إزالته لأنه مُثلة، لأن تظهر كأن وجهها وجه رجل.
كذلك لعن المتفلجات للحسن المغيّرات خلق الله، المتفلجات للحسن هذا تكلّمنا عليه عند ذكر الترجمة.
المغيرات لخلق الله، يعني هذا بيان أن هذا العمل كله تغيير لخلق الله. فيؤخذ من هذا الحديث أن كل ما فيه تغيير لخلق الله فإنه حرام ما لم يدل الدليل على إزالته، وبناءً على ذلك نقول إن إزالة الشعر من الساقين أو الذراعين داخل في تغيير خلق الله فلا يجوز، وقال بعض أهل العلم بل هو جائز لأنه مما سكت الله عنه، لأن إزالة الشعور على ثلاثة أوجه: الوجه الأول ما أمِر بإزالته، فحكمه؟
الطالب : الوجوب.
الشيخ : الوجوب أو الاستحباب حسب الحال، المهم أنه مأمور بإزالته.
والثاني: ما نهي عنه فهذا منهي عنه، كشعر اللحية مثلا.
والثالث: ما سكِت عنه، فهل نقول إن نهي الشارع عن شعر بعينه في الجسد وأمره بشعر بعينه بالإزالة يدل على أن الثالث ليس فيه أمر ولا نهي فيكون جائزا، أو نقول هو من تغيير خلق الله، والأصل أن كل ما خلق الله في الجسد فإنه يبقى على ما هو عليه.
ولهذا اختلف علماؤنا المعاصرون في هذه المسألة، فمنهم من قال إنه لا يجوز إزالة شعر الذراعين والساقين والبطن وما أشبه ذلك، ومنهم من قال بالجواز، والأحوط أن لا يؤخذ إلا أن يقع على وجه مشوّه مثل أن يكون الشعر كثيرا في ساق المرأة أو في ذراعها مما ينفّر منها، فهذا لا شك في جواز إزالته.
طيب، ثم قال رضي الله عنه: ما لي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلّم وهو في كتاب الله: وَما ءاتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا يدل هذا قوله: " ما لي لا ألعن " على أن قوله رضي الله عنه: " لعن الله الواشم والمستوشمة " من باب الدعاء وليس من باب الخبر، نعم، ولكنه يدل قوله: ما لي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلّم يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلّم لعن هؤلاء النساء.
ثم قال: " وهو في كتاب الله " يعني هذا اللعن أيضا في كتاب الله، وإن كان صادرا من رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم استدل لذلك بقوله: وَما ءاتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ فقد ءاتانا هذا اللعن، وهو حكم شرعي فنأخذه ونقبله ونلعن من لعنه النبي عليه الصلاة والسلام. نعم.
الفتاوى المشابهة
- تقول السائلة : فضيلة الشيخ ما قولكم في حلق ا... - ابن عثيمين
- باب جواز لعن بعض أصحاب المعاصي غير المعينين:... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وعن علي بن أبي طالب - رضي ا... - ابن عثيمين
- قلتم أنه لا يجوز لعن المعين فكيف الجواب عن ق... - ابن عثيمين
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير عن... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... لعن عبد الله الواشمات وال... - ابن عثيمين
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير عن... - ابن عثيمين
- حدثني محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا س... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الرحمن... - ابن عثيمين
- حدثنا عثمان قال : حدثنا جرير عن منصور عن إبر... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... عن عبد الله لعن الله الوا... - ابن عثيمين