هل من قال لا إله إلا الله بدون أن يعمل أي عمل يدخل الجنة أي قالها بلسانه لأنه يوجد حديث يقول ( و عزتي و جلالي لأخرجن من النار كل من قال لا إله إلا الله ) ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هل من قال : لا إله إلا الله ، بدون أن يعمل أي عمل ، يدخل الجنة ؟، أي : قالها بلسانه ، لأنه يوجد حديث فيما معناه يقول : وعزتي وجلالي لأُخْرِجَنَّ من النار كل من قال لا إله إلا الله والله أعلم ، ولكم جزيل الشكر ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
كلمة لا إله إلا الله كلمة عظيمة لو وزنت بها السماوات والأرض لرجحت بهن ، ومعناها لا معبود حق إلا الله ، فكل ما ما يعبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ والعبادة لا تختص بالركوع أو السجود يعني أن الإنسان قد يعبد غير الله دون أن يركع له ويسجد ، ولكن يقدم محبته على محبة الله وتعظيمه على تعظيم الله ، ويكون قوله أعظم في قلبه من قول الله ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش فجعل للدينار عبدا وللدرهم عبدا ، وللخميلة عبدا وللخميصة عبدا ، الخميلة الفراش ، والخميصة الكساء ، مع أن هؤلاء لا يعبدون الدرهم والدينار لا يركعون له ولا يسجدون له ، لكنهم يعظمونه أكثر من تعظيم الله عز وجل ، وإلى هذا يشير قوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ .
فهذه الكلمة كلمة عظيمة فيها البراءة من كل شرك ، وإخلاص الألوهية والعبادة لله عز وجل ، فمن قالها بلسانه وقلبه فهو الذي قالها حقا ، ولهذا قال أبو هريرة : يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ، وقال في حديث عتبان بن مالك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله فلا بد من الإخلاص .
وأما مَنْ قالها بلسانه دون أن يوقن بها قلبه فإنها لا تنفعه لأن المنافقين يذكرون الله ، ويقولون لا إله إلا الله كما قال تعالى : وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا .
ويشهدون للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة كما قال تعالى : إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ فلم تنفعهم شهادة أن لا إله إلا الله ولا شهادة أن محمدا رسول الله ، لأنهم لم يقولوا ذلك عن قلب وإخلاص .
فمن قال هذه الكلمة دون إخلاص فإنها لا تنفعه ولا تزيده من الله تعالى إلا بعدا ، فنسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين الإيقان بها والعمل بمقتضاها ، إنه على كل شيء قدير.
السائل : اللهم آمين.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
كلمة لا إله إلا الله كلمة عظيمة لو وزنت بها السماوات والأرض لرجحت بهن ، ومعناها لا معبود حق إلا الله ، فكل ما ما يعبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ والعبادة لا تختص بالركوع أو السجود يعني أن الإنسان قد يعبد غير الله دون أن يركع له ويسجد ، ولكن يقدم محبته على محبة الله وتعظيمه على تعظيم الله ، ويكون قوله أعظم في قلبه من قول الله ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش فجعل للدينار عبدا وللدرهم عبدا ، وللخميلة عبدا وللخميصة عبدا ، الخميلة الفراش ، والخميصة الكساء ، مع أن هؤلاء لا يعبدون الدرهم والدينار لا يركعون له ولا يسجدون له ، لكنهم يعظمونه أكثر من تعظيم الله عز وجل ، وإلى هذا يشير قوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ .
فهذه الكلمة كلمة عظيمة فيها البراءة من كل شرك ، وإخلاص الألوهية والعبادة لله عز وجل ، فمن قالها بلسانه وقلبه فهو الذي قالها حقا ، ولهذا قال أبو هريرة : يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ، وقال في حديث عتبان بن مالك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله فلا بد من الإخلاص .
وأما مَنْ قالها بلسانه دون أن يوقن بها قلبه فإنها لا تنفعه لأن المنافقين يذكرون الله ، ويقولون لا إله إلا الله كما قال تعالى : وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا .
ويشهدون للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة كما قال تعالى : إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ فلم تنفعهم شهادة أن لا إله إلا الله ولا شهادة أن محمدا رسول الله ، لأنهم لم يقولوا ذلك عن قلب وإخلاص .
فمن قال هذه الكلمة دون إخلاص فإنها لا تنفعه ولا تزيده من الله تعالى إلا بعدا ، فنسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين الإيقان بها والعمل بمقتضاها ، إنه على كل شيء قدير.
السائل : اللهم آمين.
الفتاوى المشابهة
- حكم من قال: (لا إله إلا الله) وهو يعمل ما ين... - ابن عثيمين
- تتمة .شرح قول المصنف : عن عبادة بن الصامت -... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي ا... - ابن عثيمين
- شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي القول والعمل - ابن باز
- .شرح قول المصنف : عن عبادة بن الصامت - رضي ا... - ابن عثيمين
- شرح حديث «من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة» - ابن باز
- معنى : ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ) . - الالباني
- من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخ... - اللجنة الدائمة
- بوجد بعض الرجال يقولون لنا : قولوا لا إله إل... - ابن عثيمين
- (لا إله إلا الله) قول وعمل - ابن باز
- هل من قال لا إله إلا الله بدون أن يعمل أي عم... - ابن عثيمين