تتمة شرح الحديث : حدثنا علي بن مسلم حدثنا هشيم أخبرنا غير واحد منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أيضًا عن الشعبي عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) قال وكان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ومنع وهات وعقوق الأمهات ووأد البنات وعن هشيم أخبرنا عبد الملك بن عمير قال سمعت وراداً يحدث هذا الحديث عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وقد امتدح عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الصحابة ، بأنهم أعمق الناس علوماً وأقلهم تكلفاً ، هم علومهم عميقة ، بحر ، لا قاعة له وأقلهم تكلفاً ، فالتكلف وكثرة الأسئلة وإيراد الاحتمالات على النصوص هذا لا شك أنه خلاف جادة السلف ، السلف يأخذون الأمور على ما هي عليه ، ولا يتكلفون الأسئلة ، ولهذا قال مالك للذي قال الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟ قال : " السؤال عنه بدعة " ، لأنه من التكلف خلي الأمور على ظاهرها ولا تتعمق ، لا تورد احتمالات، كذلك يوجد أناس الآن يوردون مثل هذه الإحتمالات على قول الرسول عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الليل الآخر فيقول هذا المورد : ثلث الليل الآخر لا يزال موجوداً على الكرة الأرضية ، إذا انتقل جهة من حلّ في جهة أخرى ، إذن يكون الله دائماً
القارئ : نازلاً
الشيخ : نازلاً ، طيب من قال لك أورد هذا الإيراد ، امشي على اللفظ ، ينزل في ثلث الليل إلى طلوع الفجر ، فقط ، بعد ذلك ما يكون نزول بالنسبة لهذه الجهة التي طلع الفجر عليها والرب عز وجل ليس كمثله شيء حتى يقاس بخلقه ، فأقول إن هذه المساءلات ، مما يكره ، فصار كثرة السؤال عنه إيش ؟ أولا، قسمان ، القسم الأول : ثلاثة أنواع ، والثاني نوع واحد ، القسم الأول : كثرة السؤال عما لم يقع وأشد من ذلك ما لا يتوقع
الثاني : كثرة الإيرادات على ظواهر النصوص ، فإن هذا يوجب الإنسان الدخول في متاهات ، وعدم استقرار علمه ، وأن يكون دائماً في شك ، يحتمل كذا يحتمل كذا ، هذا من ما ينعم ، أما قوله : إضاعة المال صرفه فيما مالا فائدة فيه دنيا ولا أخرى ، هذا إضاعة المال، مثل : يجي إنسان يشتري مثلاً ألف ريال زفت ، تعرفون الزفت
القارئ : نعم
الشيخ : زفت ، زاي ، فاء ، تاء
القارئ : معروف
الشيخ : معروف ؟
القارئ : نعم
الشيخ : ثم يوقد به ، لماذا ؟ قال بشوف وشلون اشتعال النار به ، هذا إضاعة مال ولا لأ ؟
القارئ : نعم
الشيخ : إضاعة مال ، كذا ؟ طيب لكن لاحظ أن إضاعة المال تختلف باختلاف حال الرجل مثلاً ، أو الإنسان ، لو أن رجلاً من الناس ، بالغاً ، كان بالغاً عاقلاً ، اشترى أشياء ما تصلح إلا للصبيان ، اشترى مثلاً جرافة صغيرة ، يلعب بها في اليد
القارئ : أو عروسة
الشيخ :هاه ، أو عروسة إذا كانت امرأة أو ما أشبه ذلك
القارئ : أو مفرقعات
الشيخ : أو مفرقعات ، بالنسبة لهذا الرجل البالغ يعتبر ؟
القارئ : إضاعة مال
الشيخ : يعتبر إضاعة مال بلا شك ، لكنه لو اشتريناه لصبي يلعب به ويدخل السرور على نفسه ، وهو من الأشياء المباحة ، صار ذلك ، غير إضاعة للمال ، ولهذا يرخص للصغار من الألعاب ما لا يرخص للكبار ، ويرخص لهم في الشراء لهم ما لا يرخص للكبار ، طيب إذا أنفق ماله في أمر مضر هل هو إضاعة مال ؟
القارئ : ...
الشيخ : اي لكن هو إضاعة مال ولا لا ؟
القارئ : نعم من باب أولى
الشيخ : نعم لأنه بطريق الأولى إذا كان إذا أنفقه في شيء لا ينفع فهو إضاعة مال فما بالك إذا أنفقه في شيء ضار ومن هنا نأخذ تحريم الدخان مثلاً ، تحريم الدخان ، التدخين ، ليش ؟ ، لأنه
القارئ : مضر
الشيخ : بلا شك مضر ، حتى الذين يشربونه يقرون بضرره ، فنقول إذا صرف المال فيه ، من إضاعة المال المنهي عنها ، طيب ومنع وهات منع وهات ، كيف منع هات ؟ ، هذه ضدان ، نعم ، نقال منع فيما يبذل وهات فيما يسأل، يكون جموعاً منوعاً الذي عنده يمسك به فلا يصرفه ، والذي عند غيره ، يأخذه ، يقول هات ، عطوه عشرة قال هات ، عشرين قال هات ، ثلاثين هات ، هذا منع وهات ، إذن المنع والهات عبارة عن منع ما يبذل وطلب ما ليس عنده ، طيب وعقوق الأمهات العق : بمعنى القطع ، يعني منع حق الأم ونص على الأم لأنها أحق بحسن الصحبة من الأب ، ولأن الأم لضعفها لا تأخذ حقها غالباً ، بخلاف ، الأب لو أنه أن ابنه قطع مثلاً، لأخذ حقه بيده ، بخلاف الأم فهي لضعفها ورقتها وحنانها لا تأخذ بحقها ، فلهذا قالوا وعقوق الأمهات وإلا حتى عقوق الآباء حرام منهي عنه ، ووأد البنات الوأد : هو دفن الحي ، دفن الحي ، وكان الناس في الجاهلية ، لسفههم وجهلهم يدفن الرجل ابنته نعوذ بالله يعني أغلظ من الحيوان يحفر لها حفرة وهي تشاهد ، ويدفنها وهي حية لماذا ؟ خوف العار : وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به يختفي أيمسكه على هون يعني على ذل وهوان أم يدسه في التراب يعني يتردد هل يمسك هذه البنت على هون أو يدسها في التراب ، أكثرهم يدسها في التراب ، نسأل الله العافية ، حتى ذكروا أن الواحد منهم يحفر الحفرة لابنته فإذا طار الغبار على لحيته نفضت لحيته عن الغبار ثم يدفنها والعياذ بالله وربما يدفن ابنته هي تستغيث به تقول يا بابا يا بابا، وهو يدفنها والعياذ بالله ، جبروت ، غلظة ، نسأل الله العافية ، فلهذا قال ووأد البنات طيب لم يذكوا وأد الأبناء بناءاً على الغالب ، بناءاً على الغالب ، وإلا فلو أن الإنسان سلط على دفن ولده ، نعم ، لكان يمكن يدفنه ، لكن لما كان الغالب أن البنات هي التي توأد قال : ووأد البنات طيب ، انتهى الكلام ، الشاهد من هذا الحديث على إيش ، الشاهد من الحديث ما هو ؟ قال
القارئ : ينهي قيل وقال
الشيخ : كان ينهى عن ما قيل وقال ، ولذلك يعتبر الرجل الصموت محترماً ، لكن لاحظ أن الصمت في غير موضعه جفاء ، لأن بعض الناس صموت يجلس في المكان ساعة ، نصف ساعة ، أكثر ، أقل ما يتكلم هذا طيب ؟ ا
القارئ : جفاء
الشيخ : لا ، لا ، هذا جفاء ، هذا جفاء ، لكن لا تكن كثير الكلام ، ولا تكن ساكتاً في موضع لا ينبغي فيه السكوت ، خير الأمور الوسط .
القارئ : نازلاً
الشيخ : نازلاً ، طيب من قال لك أورد هذا الإيراد ، امشي على اللفظ ، ينزل في ثلث الليل إلى طلوع الفجر ، فقط ، بعد ذلك ما يكون نزول بالنسبة لهذه الجهة التي طلع الفجر عليها والرب عز وجل ليس كمثله شيء حتى يقاس بخلقه ، فأقول إن هذه المساءلات ، مما يكره ، فصار كثرة السؤال عنه إيش ؟ أولا، قسمان ، القسم الأول : ثلاثة أنواع ، والثاني نوع واحد ، القسم الأول : كثرة السؤال عما لم يقع وأشد من ذلك ما لا يتوقع
الثاني : كثرة الإيرادات على ظواهر النصوص ، فإن هذا يوجب الإنسان الدخول في متاهات ، وعدم استقرار علمه ، وأن يكون دائماً في شك ، يحتمل كذا يحتمل كذا ، هذا من ما ينعم ، أما قوله : إضاعة المال صرفه فيما مالا فائدة فيه دنيا ولا أخرى ، هذا إضاعة المال، مثل : يجي إنسان يشتري مثلاً ألف ريال زفت ، تعرفون الزفت
القارئ : نعم
الشيخ : زفت ، زاي ، فاء ، تاء
القارئ : معروف
الشيخ : معروف ؟
القارئ : نعم
الشيخ : ثم يوقد به ، لماذا ؟ قال بشوف وشلون اشتعال النار به ، هذا إضاعة مال ولا لأ ؟
القارئ : نعم
الشيخ : إضاعة مال ، كذا ؟ طيب لكن لاحظ أن إضاعة المال تختلف باختلاف حال الرجل مثلاً ، أو الإنسان ، لو أن رجلاً من الناس ، بالغاً ، كان بالغاً عاقلاً ، اشترى أشياء ما تصلح إلا للصبيان ، اشترى مثلاً جرافة صغيرة ، يلعب بها في اليد
القارئ : أو عروسة
الشيخ :هاه ، أو عروسة إذا كانت امرأة أو ما أشبه ذلك
القارئ : أو مفرقعات
الشيخ : أو مفرقعات ، بالنسبة لهذا الرجل البالغ يعتبر ؟
القارئ : إضاعة مال
الشيخ : يعتبر إضاعة مال بلا شك ، لكنه لو اشتريناه لصبي يلعب به ويدخل السرور على نفسه ، وهو من الأشياء المباحة ، صار ذلك ، غير إضاعة للمال ، ولهذا يرخص للصغار من الألعاب ما لا يرخص للكبار ، ويرخص لهم في الشراء لهم ما لا يرخص للكبار ، طيب إذا أنفق ماله في أمر مضر هل هو إضاعة مال ؟
القارئ : ...
الشيخ : اي لكن هو إضاعة مال ولا لا ؟
القارئ : نعم من باب أولى
الشيخ : نعم لأنه بطريق الأولى إذا كان إذا أنفقه في شيء لا ينفع فهو إضاعة مال فما بالك إذا أنفقه في شيء ضار ومن هنا نأخذ تحريم الدخان مثلاً ، تحريم الدخان ، التدخين ، ليش ؟ ، لأنه
القارئ : مضر
الشيخ : بلا شك مضر ، حتى الذين يشربونه يقرون بضرره ، فنقول إذا صرف المال فيه ، من إضاعة المال المنهي عنها ، طيب ومنع وهات منع وهات ، كيف منع هات ؟ ، هذه ضدان ، نعم ، نقال منع فيما يبذل وهات فيما يسأل، يكون جموعاً منوعاً الذي عنده يمسك به فلا يصرفه ، والذي عند غيره ، يأخذه ، يقول هات ، عطوه عشرة قال هات ، عشرين قال هات ، ثلاثين هات ، هذا منع وهات ، إذن المنع والهات عبارة عن منع ما يبذل وطلب ما ليس عنده ، طيب وعقوق الأمهات العق : بمعنى القطع ، يعني منع حق الأم ونص على الأم لأنها أحق بحسن الصحبة من الأب ، ولأن الأم لضعفها لا تأخذ حقها غالباً ، بخلاف ، الأب لو أنه أن ابنه قطع مثلاً، لأخذ حقه بيده ، بخلاف الأم فهي لضعفها ورقتها وحنانها لا تأخذ بحقها ، فلهذا قالوا وعقوق الأمهات وإلا حتى عقوق الآباء حرام منهي عنه ، ووأد البنات الوأد : هو دفن الحي ، دفن الحي ، وكان الناس في الجاهلية ، لسفههم وجهلهم يدفن الرجل ابنته نعوذ بالله يعني أغلظ من الحيوان يحفر لها حفرة وهي تشاهد ، ويدفنها وهي حية لماذا ؟ خوف العار : وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به يختفي أيمسكه على هون يعني على ذل وهوان أم يدسه في التراب يعني يتردد هل يمسك هذه البنت على هون أو يدسها في التراب ، أكثرهم يدسها في التراب ، نسأل الله العافية ، حتى ذكروا أن الواحد منهم يحفر الحفرة لابنته فإذا طار الغبار على لحيته نفضت لحيته عن الغبار ثم يدفنها والعياذ بالله وربما يدفن ابنته هي تستغيث به تقول يا بابا يا بابا، وهو يدفنها والعياذ بالله ، جبروت ، غلظة ، نسأل الله العافية ، فلهذا قال ووأد البنات طيب لم يذكوا وأد الأبناء بناءاً على الغالب ، بناءاً على الغالب ، وإلا فلو أن الإنسان سلط على دفن ولده ، نعم ، لكان يمكن يدفنه ، لكن لما كان الغالب أن البنات هي التي توأد قال : ووأد البنات طيب ، انتهى الكلام ، الشاهد من هذا الحديث على إيش ، الشاهد من الحديث ما هو ؟ قال
القارئ : ينهي قيل وقال
الشيخ : كان ينهى عن ما قيل وقال ، ولذلك يعتبر الرجل الصموت محترماً ، لكن لاحظ أن الصمت في غير موضعه جفاء ، لأن بعض الناس صموت يجلس في المكان ساعة ، نصف ساعة ، أكثر ، أقل ما يتكلم هذا طيب ؟ ا
القارئ : جفاء
الشيخ : لا ، لا ، هذا جفاء ، هذا جفاء ، لكن لا تكن كثير الكلام ، ولا تكن ساكتاً في موضع لا ينبغي فيه السكوت ، خير الأمور الوسط .
الفتاوى المشابهة
- حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا عبد الوهاب قال س... - ابن عثيمين
- وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وأحمد... - ابن عثيمين
- تتمة شرح الحديث : حدثنا عمرو بن خالد الحراني... - ابن عثيمين
- وحدثني محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا... - ابن عثيمين
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور... - ابن عثيمين
- وحدثنا بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان حدثنا عب... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه التي أ... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:... - ابن عثيمين
- حدثنا علي بن مسلم حدثنا هشيم أخبرنا غير واحد... - ابن عثيمين
- تتمة شرح الحديث : حدثنا علي بن مسلم حدثنا هش... - ابن عثيمين