تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا علي بن مسلم حدثنا هشيم أخبرنا غير واحد... - ابن عثيمينالقارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى : " باب ما يكره من قيل وقال " حدثنا علي بن مسلم قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا غير واحد منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أ...
العالم
طريقة البحث
حدثنا علي بن مسلم حدثنا هشيم أخبرنا غير واحد منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أيضاً عن الشعبي عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) قال وكان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ومنع وهات وعقوق الأمهات ووأد البنات وعن هشيم أخبرنا عبد الملك بن عمير قال سمعت وراداً يحدث هذا الحديث عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى : " باب ما يكره من قيل وقال " حدثنا علي بن مسلم قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا غير واحد منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أيضاً عن الشعبي عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قال وكان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ومنع وهات وعقوق الأمهات ووأد البنات .
وعن هشيم أخبرنا عبد الملك بن عمير قال :سمعت وراداً يحدث هذا الحديث عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الباب ما يكره من قيل وقال والمراد من ذلك نقل الحديث من غير التثبت ، ولهذا يقال ، قيل ، أو قال فلان ولم يتثبت ، فإن هذا من ما ينهي عنه وذلك لأن الإنسان لا يخلو فيه من زلل ، وإذا زل فإنه يبقى قليل الثقة بما يحدث به ، وهذا لاشك أنه يؤثر على المرء ، لا سيما إذا كان المرء إماماً في العلم أو في أمور الدنيا ، في أمور الدين أو الدنيا ، وهذا يتضمن أنه يجب التثبت ، فيما ينقله الإنسان هذه واحدة ، ثانياً : قيل وقال ، قد تكون كناية عن كثرة الكلام ، ، وكون الإنسان يكثر من الكلام ، لأن من كثر كلامه كثر زلله ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت فالصمت أولى من الكلام إلا إذا ترجحت كفة الكلام : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت أما الحديث فإن معاوية رضي الله عنه كتب إلى المغيرة يسأله عن حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الظاهر أنما سأله عن حديث فيما يتعلق بأذكار الصلاة ، لأن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة ، في مواضيع متعددة ولكن قرينة الحال تدل على أنه إنما سأله عن شيء يتعلق بالصلاة ، سمعه يقول عند الصلاة : لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير هذه الجمل معروفة عند أكثر الطلبة ، أما الجملة الأولى فهي كلمة التوحيد التي هي مفتاح الجنة ، بل ومفتاح الإسلام أيضاً ، فإن من قال لا إله إلا الله عصم دمه كما يدل على ذلك حديث أسامة بن زيد : في قصة الرجل المشرك الذي أدركه أسامة ، فلما أدركه قال لا إله إلا الله فظن أسامة أنه إنما قالها متعوذاً بها من القتل فقتله ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له : أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله قال : يا رسول الله أنما قالها متعوذا قال له : أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله قال يا رسول الله إنما قالها متعوذاً قال : أشققت عن قلبه ، قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله قال إنما قالها متعوذاً ، حتى قال له : ما تصنع ب لا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة حتى قال رضي الله عنه : تمنيت أنني لم أكن أسلمت . يعني من أجل أن تقع هذه الخطيئة في حال الكفر ، وإذا وقعت في حال الكفر ثم أسلمت عفا الله عنه : قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف هذه الكمله لا إله إلا الله هل معناها لا يوجد إله إلا الله ؟ أو المراد لا يوجد إله حق إلا الله ؟
القارئ : الثانية

الشيخ : الثانية ، هو المتعين ، لأنه توجد آله تعبد من دون الله ، قال تعالى : ولا تدع مع الله إله آخر وقال تعالى : فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لكن هذه الألوهية مجرد إسم فقط : إن هي إلا أسماء سميتموها أما حقيقةً فلا وعلى هذا فيكون الخبر محذوفاً ، تقديره حق ٌإلا الله ، لا إله حق إلا الله ، كما تقول لا أحد قائم إلا فلان ، وما هو المقصود بالحكم ؟ هل هو محذوف ؟ أو الموجود ؟ نحن نقول إنو مثل هذه التركيب يكون ما بعد إلى بدلاً مما قبلها ، بدلا مما قبلها والبدل كما قال ابن مالك : " هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة " والبيت " التابع المقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمى بدلاً " وعلى هذا فنقول الله بدل من حق ، الذي هو الخبر ، وهو المقصود بالحكم ، أي لا يوجد إله إلا لله سبحانه وتعالى ، وكل ما سواه من الآله فهي باطلة ، وأما قوله : وحده لا شريك له هي جملتان مؤكدتان ، بل وحده مؤكدة لإيش؟ للإثبات ولا النفي
القارئ : للإثبات

الشيخ : للإثبات ، لا شريك له ؟
القارئ : للنفي

الشيخ : للنفي ، له الملك وله الحمد له الملك كله ، ملك السموات والأرض ، والجملة فيها حصر وهو تقديم الخبر ، وله الحمد كذلك ، وقرن الحمد بالملك ، لأن الله تعالى يحمد على كل ما يفعله في ملكه ، حتى أمور الشر ، التي يفعلها الله عز وجل ويقدرها يحمد عليها ، لأن أمور الشر التي يقدرها الله فيها خير ، فيها خير عظيم ، فهي من تمام حكمته ولهذا نقول قرن الحمد بالملك ، لأن جميع ملكه متضمن للحمد الذي يحمد به ، يحمد عليه ، وقوله : وهو على كل شيء قدير كل شيء عامة هذه يا خالد ؟
القارئ : عامة

الشيخ : عامة ، وش صيغ العموم فيها ؟
القارئ : أنها نكرة

الشيخ : لا ، صيغة العموم
القارئ : شيء

الشيخ : شيء نكرة ؟ قصدي عامة شيء ؟
القارئ : كل تفيد العموم

الشيخ : كل تفيد العموم ، على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات ، فتعلق القدرة في الموجودات أن يعدمها أو يغيرها ، وفي المعدومات أن يوجدها ، فما من شيء إلا والله قادر عليه
القارئ : عندنا ثلاث مرات

الشيخ : نعم
القارئ : عندنا ثلاث مرات بعد كل شيء قدير

الشيخ : عندي ثلاث مرات لكن مكتوب عليها ، لا توجد في بعض النسخ ، لا توجد في بعض النسخ ، قال : كان ينهى عن قيل وقال ، هذا هو الشاهد و كثرة السؤال ، كثرة السؤال ، السؤال الذي هو الإستفهام ، أو السؤال الذي هو الإستجداء ؟
القارئ : الثاني

الشيخ : طيب ، نشوف ، الإستجداء ينهى عنه سواء كثر أم قل ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمرا وأخبر أن المسألة كد يكد بها وجه الرجل ، وأخبر ان الانسان لايزال يسأل حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم ، فالظاهر أن المراد بذلك كثرة السؤال عن العلم ، بدليل قوله صلى الله علي وسلم : إن ما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم كثرة السؤال في العلم تنقسم إلى قسمين : قسم أن يسأل عن ما لا يقع ولا يتوقع ، يعني يسأل عن ما لم يقع ولا يتوقع ، والثاني السؤال عما لا يتوقع أشد من الأول لأنه من باب التنطع في العلم ، فالأشياء ثلاثة ، شيء واقع ، شيء لم يقع لكنه يتوقع ، شيء لم يقع ولا يتوقع ، الواقع السؤال عنه غير مذموم ، وغير الواقع الذي يتوقع وقوعه هذا جائز ، استعداد له ، وغير الواقع الذي لا يتوقع هذا مكروه ، لأنه من باب التنطع وإضاعة الوقت فيه ، إضاعة بلا فائدة .
أما القسم الثاني من كثرة السؤال ،كثرة التعنت والمجادلات وذلك بإيراد الإحتمالات العقلية على الظواهر اللفظية ، هذا من باب التعنت ، مثل أن يأتي حديث فظاهره كذا فيأتي إنسان يقول أليس يحتمل كذا ، هذا من باب التعنت ، وقد نص أهل العلم على أننا لو أدخلنا الإحتمالات العقلية في الدلالات اللفظية ما بقي لفظ إلا ويحتمل معنا عقلياً ، سوى ظاهره وحينئذٍ يضيع الناس وتبقى علومهم كلها احتمالات ، وقد امتدح عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الصحابة ، بأنهم أعمق الناس علوما وأقلهم تكلفا ، هم علومهم عميقة ، بحر لا قاعة له وأقلهم تكلفاً ، فالتكلف وكثرة الأسئلة وإيراد الاحتمالات على النصوص هذا لا شك أنه خلاف جادة السلف ، السلف يأخذون الأمور على ما هي عليه ، ولا يتكلفون الأسئلة ، ولهذا قال مالك للذي قال الرحمن على العرش استوى " كيف استوى ؟ ويش قال له ؟ : " قال السؤال عنه بدعة ، لأنه من التكلف خل الأمور على ظاهرها ولا تتعمق ، لا تورد احتمالات، كذلك يوجد أناس الآن يوردون مثل هذه الإحتمالات على قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين الثلث الليل الآخر فيقول هذا المورد ثلث الليل الآخر لا يزال موجوداً على الكرة الأرضية ، إذا انتقل في جهة حل في جهة أخرى ، إذن يكون الله دائماً
القارئ : نازلاً

الشيخ : نازلاً ، طيب من قال أورد هذا الايراد ، امشي على اللفظ ، ينزل في ثلث الليل إلى طلوع الفجر فقط ، بعد ذلك ما يكون نزول بالنسبة لهذه الجهة التي طلع الفجر عليها فالرب عز وجل ليس كمثله شيء حتى يقاس بخلقه.

Webiste