تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تقديم الدين على الوصية - ابن عثيمينالشيخ : إذن الميراث مسبوق بشيئين هما : الوصية والدين.طيب، يبقى النظر في الترتيب بين الوصية والدين ، أيهما يقدم ؟يقدم الدين، للدليل والتعليل.أما الدليل ف...
العالم
طريقة البحث
تقديم الدين على الوصية
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : إذن الميراث مسبوق بشيئين هما : الوصية والدين.
طيب، يبقى النظر في الترتيب بين الوصية والدين ، أيهما يقدم ؟
يقدم الدين، للدليل والتعليل.
أما الدليل فإن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالدين قبل الوصية ".
وأما التعليل فلأن الدين واجب والوصية تبرع يعني تطوع، ومعلوم أن الواجب أهم من التبرع والتطوع ، فلذلك قدم الدين على الوصية.
فإن قال قائل : لماذا قدم الله الوصية على الدين ؟.
فالجواب على ذلك : أن الوصية قدمت على الدين في الذكر لا في الحكم ، لأن أو لا تقتضي الترتيب ، بل ظاهره : من بعد وصية إن كان هناك وصية، أو دين إن كان هناك دين، فلا تكون الآية دالة على اجتماعهما، فالآية ليس فيها ترتيب حتى يقال إن هذا يرد على ما قلنا من أن المقدم الوصية .
إذن هل هناك فائدة من تقديمها ولو ذكرا لا حكما ؟
يقول العلماء فيها فائدة.
أولا : أن الدين له مطالب بخلاف الوصية فإن الموصى له قد لا يعلم بالوصية ولا يطالب بها.
والثاني : أن الدين واجب يهون على الورثة أن يقوموا به، وأما الوصية فإنها تبرع فربما يتباطؤ الورثة في تنفيذها، فلهذا قدمت ذكرا لا حكما.
آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا الآباء لا ندري أيهم أقرب لنا نفعا، والأبناء كذلك لا ندري أيهم أقرب نفعا ، هل هو الابن الأكبر أو الأصغر أو الأوسط، والآباء مع الأبناء لا ندري أيضا أيهم أقرب نفعا، وهذا يدل على جهل الإنسان الجهل السحيق، إذا كان لا يدري عن أبيه وابنه أيهما أقرب نفعا ، أو عن أبنائه أو عن آبائه دل ذلك على جهله العميق ، شف أقرب الناس لك لا تدري أيهم أقرب لك نفعا.
فريضة من الله يعني أن الله فرض ذلك فريضة يجب إيصالها إلى أهلها ، ومن هذا الحكم أخذنا أن تعلم علم الفرائض فريضة ، فرض كفاية، ووجهه ؟.
لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، فإذا كان الله فرض علينا أن نقسم المال كما قال ، فإن الواجب علينا أن نتعلم كيفية هذه القسمة.
ثم قال : إن الله كان عليما حكيما عليما يعلم أيهم أقرب آباؤنا أو أبناؤنا، ويعلم المناسب في الأحكام، حكيما يضع الأشياء في مواضعها.
وختم هذه الآية الكريمة بالعلم والحكمة أنسب ما يكون، لأن المقام يقتضي علما بالاستحقاق، ويقتضي حكمة في وضع الحق في نصابه، ولهذا قال : إن الله كان عليما حكيما .
هذه الآية تعتبر باب ميراث الأصول والفروع.

السائل : ما الحكمة ... ؟.

الشيخ : آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا .

السائل : الحكمة ؟.

الشيخ : هذه هي ما ندري ، هكذا أمر الله .

Webiste