ما مدى حاجة المجتمع الإسلامي إلى الجهاد في سبيل الله .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : أرجو أن تبين مدى حاجة المجتمع الإسلامي للجهاد في سبيل الله ؟
الشيخ : مدى حاجة إيش؟
السائل : حاجة المجتمع الإسلامي .
الشيخ : أي نعم .
السائل : للجهاد في سبيل الله .
الشيخ : هذه الحاجة بينها الله عز وجل في كتابه، فقال : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فالناس في حاجة إلى قتال الكفار الآن حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
ولكن هل يجب القتال أو هل يجوز القتال مع عدم الاستعداد له ؟
الجواب : لا، لا يجب، بل ولا يجوز أن نقاتل ونحن غير مستعدين له، والدليل لهذا أن الله عز وجل لم يفرض على نبيه وهو في مكة أن يقاتل المشركين، وأن الله أذن لنبيه في صلح الحديبية أن يعاهد المشركين ذلك العهد الذي إذا تلاه الإنسان ظن أن فيه خذلاناً للمسلمين، كثير منكم يعرف كيف كان صلح الحديبية، حتى قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال: بلى، قال: فلم نعط الدنية في ديننا؟ فظن أن هذا خذلان.
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ما فيه شك أنه أفقه من عمر وأن الله تعالى أذن له في ذلك، وقال عليه الصلاة والسلام: إني رسول الله ولست أعصيَهُ وهو ناصري شوف هالثقة الكاملة، في هذه الحالة الضنكة الحرجة يؤمل هذا الأمل، يقول: لست أعصيه وهو ناصري سيكون نصرا لي وإن كان ظاهر الصلح أنه خذلان للمسلمين.
وهذا يدلنا إخواني على مسألة مهمة وهي: قوة ثقة المؤمن بربه، فهذا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذه الحال الحرجة يقول : هو ناصري ، وفي قصة موسى لما لحقه فرعون وجنوده وكان أمامهم البحر وخلفهم فرعون وجنوده ماذا قال أصحابه ؟
قالوا : إنا لمدركون قال كلا : ما يمكن ندرك، إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ سيهديني لشيء يكون فيه الإنقاذ، وحصل الإنقاذ وحصل هلاك فرعون وقومه.
فالمهم أنه يجب على المسلمين الجهاد حتى تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله، لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الكفار حتى ولا جهاد مدافعة في الواقع، جهاد المهاجمة ما في شك أنه الآن ما هو ممكن حتى يأتي الله عز وجل بأمة واعية تستعد إيمانياً ونفسياً ثم عسكرياً، أما ونحن على هذا الوضع فهذا لا يمكن أن نجاهد .
ولذلك انظر إلى إخواننا في جمهورية البوسنة والهرسك ماذا يفعل بهم النصارى: يمزقونهم أشلاء وينتهكون حرماتهم، وقيل لنا : إنهم يذبحون الطفل أمام أمه ويجبرونها على أن تشرب من دمه، نعوذ بالله!! شيء لا يتصور الإنسان أنه يقع، ومع ذلك فإن الأمم النصرانية تتمطل وتتماهل وتعد وتخلف، والأمة الإسلامية ليس فيها إلا التنديد القولي دون الفعلي، وإلا فلو أنَّ الأمة الإسلامية فعلت شيئا بسيطا مما تقدر عليه لأثر ذلك، لكن مع الأسف أننا نقف وكأننا متفرجين، بل وكأننا متفرجون لاسيما بعض ولاة الأمور في الأمة الإسلامية، الشعوب معها شعور، معها حركة قلبية، لكن لا يكفي هذا.
والله الإنسان كلما ذكر إخوانه هناك، وأن الواحد منهم يعز عليه أن يشرب من المجاري الخبيثة القذرة يعني: ما يحصل هذا، إنه ليكون الماء العذب البارد مرًّا حارًا في فمه، لكن ماذا نعمل ؟! نشكو إلى الله عز وجل، ونسأل الله تعالى أن يقيم علم الجهاد في الأمة الإسلامية حتى نقاتل أعداءنا وأعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا.
فالآن خلاصة الجواب : أن الجهاد واجب ، حتى لا تكون فتنة يعني صد عن سبيل الله ولا يستطيع أعداء المسلمين أن يدعوا لدينهم ، ويكون الدين كله لله ولكن هذا بشرط أن يكون عندنا قدرة، الآن ما عندنا قدرة حتى ولا قدرة الدفاع مع الأسف فكيف بقدرة المهاجمة .
لما كان المسلمون على الحق ويعتمدون على رب العزة والجلال، ويمسكون المصحف بيد والرمح بيد ويقدمون المصحف على الرمح ماذا كان ؟
فتحوا مشارق الأرض ومغاربها وبدأ الناس يأتون إليهم من كل جانب، إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أفواجا أو أفرادا ؟ أَفْوَاجاً ، بدأ الناس يقبلون على الإسلام لأن الإسلام دين الفطرة يا إخوان ، الإسلام لو عرض للناس وصور للناس نظرياً وتطبيقياً ما أرادوا سواه، لكن مع الأسف المسلمين اليوم أكثر الناس همهم ويش عندك من الريالات، وشلون قصرك وبيتك، وشلون سيارتك، هذا أكثر حال الناس مع الأسف ولهذا تجد الغش في المعاملات والكذب والخداع والمكر كل شيء، لأن الناس شُغلوا بما خلق لهم عما خُلقوا له، نحن خلقنا للعبادة وخلق لنا ما في الأرض جميعا فشغلنا بما خلق لنا عما خلقنا له، نسأل الله أن يحيينا وإياكم حياة طيبة وأن يبدل الحال بخير منها، نعم يا أخي ، الذي بعدك .
الشيخ : مدى حاجة إيش؟
السائل : حاجة المجتمع الإسلامي .
الشيخ : أي نعم .
السائل : للجهاد في سبيل الله .
الشيخ : هذه الحاجة بينها الله عز وجل في كتابه، فقال : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فالناس في حاجة إلى قتال الكفار الآن حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
ولكن هل يجب القتال أو هل يجوز القتال مع عدم الاستعداد له ؟
الجواب : لا، لا يجب، بل ولا يجوز أن نقاتل ونحن غير مستعدين له، والدليل لهذا أن الله عز وجل لم يفرض على نبيه وهو في مكة أن يقاتل المشركين، وأن الله أذن لنبيه في صلح الحديبية أن يعاهد المشركين ذلك العهد الذي إذا تلاه الإنسان ظن أن فيه خذلاناً للمسلمين، كثير منكم يعرف كيف كان صلح الحديبية، حتى قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال: بلى، قال: فلم نعط الدنية في ديننا؟ فظن أن هذا خذلان.
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ما فيه شك أنه أفقه من عمر وأن الله تعالى أذن له في ذلك، وقال عليه الصلاة والسلام: إني رسول الله ولست أعصيَهُ وهو ناصري شوف هالثقة الكاملة، في هذه الحالة الضنكة الحرجة يؤمل هذا الأمل، يقول: لست أعصيه وهو ناصري سيكون نصرا لي وإن كان ظاهر الصلح أنه خذلان للمسلمين.
وهذا يدلنا إخواني على مسألة مهمة وهي: قوة ثقة المؤمن بربه، فهذا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذه الحال الحرجة يقول : هو ناصري ، وفي قصة موسى لما لحقه فرعون وجنوده وكان أمامهم البحر وخلفهم فرعون وجنوده ماذا قال أصحابه ؟
قالوا : إنا لمدركون قال كلا : ما يمكن ندرك، إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ سيهديني لشيء يكون فيه الإنقاذ، وحصل الإنقاذ وحصل هلاك فرعون وقومه.
فالمهم أنه يجب على المسلمين الجهاد حتى تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله، لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الكفار حتى ولا جهاد مدافعة في الواقع، جهاد المهاجمة ما في شك أنه الآن ما هو ممكن حتى يأتي الله عز وجل بأمة واعية تستعد إيمانياً ونفسياً ثم عسكرياً، أما ونحن على هذا الوضع فهذا لا يمكن أن نجاهد .
ولذلك انظر إلى إخواننا في جمهورية البوسنة والهرسك ماذا يفعل بهم النصارى: يمزقونهم أشلاء وينتهكون حرماتهم، وقيل لنا : إنهم يذبحون الطفل أمام أمه ويجبرونها على أن تشرب من دمه، نعوذ بالله!! شيء لا يتصور الإنسان أنه يقع، ومع ذلك فإن الأمم النصرانية تتمطل وتتماهل وتعد وتخلف، والأمة الإسلامية ليس فيها إلا التنديد القولي دون الفعلي، وإلا فلو أنَّ الأمة الإسلامية فعلت شيئا بسيطا مما تقدر عليه لأثر ذلك، لكن مع الأسف أننا نقف وكأننا متفرجين، بل وكأننا متفرجون لاسيما بعض ولاة الأمور في الأمة الإسلامية، الشعوب معها شعور، معها حركة قلبية، لكن لا يكفي هذا.
والله الإنسان كلما ذكر إخوانه هناك، وأن الواحد منهم يعز عليه أن يشرب من المجاري الخبيثة القذرة يعني: ما يحصل هذا، إنه ليكون الماء العذب البارد مرًّا حارًا في فمه، لكن ماذا نعمل ؟! نشكو إلى الله عز وجل، ونسأل الله تعالى أن يقيم علم الجهاد في الأمة الإسلامية حتى نقاتل أعداءنا وأعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا.
فالآن خلاصة الجواب : أن الجهاد واجب ، حتى لا تكون فتنة يعني صد عن سبيل الله ولا يستطيع أعداء المسلمين أن يدعوا لدينهم ، ويكون الدين كله لله ولكن هذا بشرط أن يكون عندنا قدرة، الآن ما عندنا قدرة حتى ولا قدرة الدفاع مع الأسف فكيف بقدرة المهاجمة .
لما كان المسلمون على الحق ويعتمدون على رب العزة والجلال، ويمسكون المصحف بيد والرمح بيد ويقدمون المصحف على الرمح ماذا كان ؟
فتحوا مشارق الأرض ومغاربها وبدأ الناس يأتون إليهم من كل جانب، إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أفواجا أو أفرادا ؟ أَفْوَاجاً ، بدأ الناس يقبلون على الإسلام لأن الإسلام دين الفطرة يا إخوان ، الإسلام لو عرض للناس وصور للناس نظرياً وتطبيقياً ما أرادوا سواه، لكن مع الأسف المسلمين اليوم أكثر الناس همهم ويش عندك من الريالات، وشلون قصرك وبيتك، وشلون سيارتك، هذا أكثر حال الناس مع الأسف ولهذا تجد الغش في المعاملات والكذب والخداع والمكر كل شيء، لأن الناس شُغلوا بما خلق لهم عما خُلقوا له، نحن خلقنا للعبادة وخلق لنا ما في الأرض جميعا فشغلنا بما خلق لنا عما خلقنا له، نسأل الله أن يحيينا وإياكم حياة طيبة وأن يبدل الحال بخير منها، نعم يا أخي ، الذي بعدك .
الفتاوى المشابهة
- طلب العلم مقدم على الجهاد في سبيل الله - ابن باز
- هل صحيح أن أصحاب الأعراف هم الذين خرجوا إلى... - ابن عثيمين
- معنى الجهاد في سبيل الله - ابن عثيمين
- ما حكم الجهاد في سبيل الله.؟ - ابن عثيمين
- سئل عن الجهاد ؟ - الالباني
- معنى جهاد النفس وفي سبيل الله - اللجنة الدائمة
- ما هي شروط الجهاد وواجباته ؟ - الالباني
- تكلم عن الجهاد في سبيل الله الآن . - الالباني
- نحن مطالبون بالجهاد ؛ فكيف السبيل للجهاد في ال... - الالباني
- حكم الجهاد في هذا العصر - ابن عثيمين
- ما مدى حاجة المجتمع الإسلامي إلى الجهاد في س... - ابن عثيمين