تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم من يعتقد في الأولياء النفع والضر ويؤم... - ابن عثيمينالسائل : بسم الله الرحمن الرحيم: فضيلة الشيخ يعلم الله أننا نحبك في الله، وأما سؤالنا فهو بخصوص من كان يعتقد بأن الأولياء أو زُوَّار القبور هو في اعتقاد...
العالم
طريقة البحث
ما حكم من يعتقد في الأولياء النفع والضر ويؤمن بالله و يصلى فمات فهل يعامل معاملة الكفرة .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم:
فضيلة الشيخ يعلم الله أننا نحبك في الله، وأما سؤالنا فهو بخصوص من كان يعتقد بأن الأولياء أو زُوَّار القبور هو في اعتقادهم بأنهم ينفعونهم، مع اعتقادهم بوجود الخالق وبالصلاة، ومع ذلك يكنون لهؤلاء الصالحين الوفاء والإخلاص، فما مصير هؤلاء الناس بعد مماتهم، هل يكونون بحكم الكفرة أم من الموحدين ؟

الشيخ : أسأل الله أن يحبك كما أحببتني فيه وأن يجعلنا جميعا من أحباب الله وأوليائه.
أولياء الله سبحانه وتعالى هم الذين جمعوا بين وصفين: الإيمان والتقوى كما قال تعالى : أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ، وحينئذ قبل أن نقول : إن هذا قبر ولي أو غير ولي ، يحتاج أن ننظر عن سيرة هذا الميت هل هو من المؤمنين المتقين ؟
فيرجى أن يكون من أولياء الله.
هل هو من المخرفين المشعوذين الخداعين الذين يظهرون للناس بمظهر الصلاح وهم أبعد الناس عن الصلاح ؟
فهذا ليس بولي وإن زعم من زعم أنه ولي هذه واحدة.
ثانيًا : إذا تقرر أنه بما يظهر لنا من حاله أنه من المؤمنين المتقين فإننا نرجو له الخير ونعلم أنه هو نفسه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، وأنه ما آمن واتقى إلا خوفا من عقاب الله، ليس له من الأمر شيء، فإذا كان هو لا يملك لنفسه شيئا كيف يملك لنا ؟!
ثم كيف يملك لنا ذلك وهو الآن جثة هامدة ربما أكلته الأرض ، وإذا كان الله قال لنبيه عليه الصلاة والسلام : قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ، وقال له : قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ، وقال له : قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً * إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ يعني : ليست وظيفتي إلا البلاغ، فإذا كان كذلك فمن دونه من باب أولى.
والصحابة رضي الله عنهم لما نزل بهم القحط والجدب في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في العام المشهور الذي يعرف بعام الرمادة لم يستسقوا بالرسول عليه الصلاة والسلام، ولم يأتوا إلى قبره يقولوا : يا رسول الله ادع الله أن يسقنا ادع الله أن يغيثنا، وإنما هم دعوا الله عز وجل، وطلب عمر من العباس أن يقوم فيدعو الله تعالى بالسقيا.
لكن مع ذلك هؤلاء الذين يأتون إلى الأولياء ويدعونهم وهم جهال ليس عندهم من يعلمهم ولا من ينبههم، ولكنهم يقولون: نحن مسلمون يصلون .

Webiste