تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بقية جواب ما حكم إنشاد الطلاب النشيد الوطني... - ابن عثيمينالسائل : "عاش الملك للعَلَم والوطن " ؟الشيخ : على كلّ حال هذه أرى أن الذي يجب أن يُسأل عنها هم الذين بيدهم إلغاؤها أو إبقاؤها، وهذه قاعدة أحب أن ينتبه ل...
العالم
طريقة البحث
بقية جواب ما حكم إنشاد الطلاب النشيد الوطني في طابور الصباح وذكر نص النشيد الوطني السعودي للشيخ.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : "عاش الملك للعَلَم والوطن " ؟

الشيخ : على كلّ حال هذه أرى أن الذي يجب أن يُسأل عنها هم الذين بيدهم إلغاؤها أو إبقاؤها، وهذه قاعدة أحب أن ينتبه لها من يُستفتَى، يأتي مثلاً بعض الناس ممن هم تحت إدارة معينة، ويكون في هذه الإدارة بعض التجاوزات، وبعض المنكرات، فيأتي أحد الإخوة يسأل عنها، ربما يجيب المجيب بحسن نية، فيتّخذ هذا السائل من هذا الجواب سُلَّماً للمنازعة مع المسؤولين والتّشويش عليهم، ولا يحصل المقصود لأنّ المسؤولين إذا جاءهم الأمر من أسفل قد لا يخضعون ولا يستجيبون، ويزيدون في ما هم عليه لكن يجب أن تُعالَج هذه الأمور من فوق، فيُنْظَر:
أوّلاً: هل العلم وهو جماد يخاطب بمثل هذا الخطاب أو لا؟ هذه واحدة.
ثانياً: هل مثلا يقال لله والوطن، كذا لله والوطن؟
الطالب : عاش الملك للعَلَم والوطن.

الشيخ : عاش الملك للعلم والوطن، ما معنى هذه الجملة؟
عاش المليك، لا بأس، ندعو له بالعيش الحميد، والحياة الطيبة، وأن يسدّد الله خُطاه، وأن يدلّه على الخير، هذا لا بأس، ندعو له بذلك.
لكن العبارة الثانية، للإيش؟

السائل : للعَلم والوطن.

الشيخ : للعَلَم والوطن، ما معنى للعَلَم والوطن؟
هل المعنى: عاش للعَلَم، وعاش للوطن، أو أنّ المعنى أنّني أقول ذلك تعظيماً للعَلَم وللوطن؟ ما ندري.
والحقيقة أنّ الذي ينبغي هو أن نوجّه شبابنا إلى التحمُّس للدّين لا للوطن، لأنّ التحمّس للوطن أو للقوميّة، أو ما أشبه ذلك لا ينبغي مع وجود التحمّس لدين الله عزّ وجلّ، ولهذا ترك الصحابة أوطانهم بعد الفتوحات الإسلامية، وذهبوا يسكنون الكوفة، والبصرة، والشّام، ومصر، لأنّ وطن المسلم هو ما يستقيم به دينُه.
فكوننا نربي الأجيال على الدفاع عن الوطن وما أشبه ذلك دون أن نشعرهم بأننا نحمي وطننا وندافع عن وطننا من أجل ديننا، لأن وطننا والحمد لله -وأعني بذلك المملكة العربية السعودية- هي من خير أوطان المسلمين إقامة لدين الله، فإذا كان الإنسان يريد بالوطنية أي أنّ وطننا هو أحسن الأوطان في الوقت الحاضر بالنّسبة لإقامة الدّين، فأنا أدافع عن وطني لأنّه الوطن الإسلامي الذي يطبق من أحكام الشريعة ما لا يطبقه غيره وإن كان عندنا خلل كثير، فهذا لا بأس، أما مجرد الوطنية فهذه دعوة فاشلة، وكما تعلمون الدعوة إلى القومية العربية إبَّان رؤساء سبقوا وهلكوا وهلكت دعوتُهم، الدّعوة للقوميّة العربيّة صارت لها ضجة كبيرة، ودعوة عظيمة ولكن فشلت إلى أبعد الحدود، حتى العرب أنفسهم الآن ليسوا على قلب واحد، هم متفكّكون، ولا أدلّ على ذلك من أن اليهود الذين هم عدوٌّ للجميع صار كل واحد منهم يصالحها على انفراد، ولا يعبأ بالآخرين، وتفكّكت القومية العربية، ثم إنّ الدّعوة إلى القوميّة العربيّة أخرجت ملايين المسلمين من الإنضواء تحت لواء الإسلام أو الأمة الإسلامية على الأصح، وأدخلت في القومية العربية مَن هم أعداءٌ للإسلام من نصارى وغيرهم، لهذا أنا أحث الموجِّهين الذين يوجّهون الشّباب إلى أن يحمِّسوهم للدّعوة إلى الإسلام، وتشجيع الإسلام، والأخذ بتعاليم الإسلام، حتى تعود الأمة الإسلامية إلى ما كانت عليه من قبل، فتعتز بإسلاميتها، وتعتز بما عندها من شريعة الله عز وجل، ولا يمكن أن يُعِزَّ اللهُ قوماً بشيء ثم يتركوا هذا الشيء ليعتزّوا بغيره أبداً، كما يُرْوَى عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " إنّنا قوم أعزّنا الله بالإسلام " يعني: أنّنا إذا تركنا الإسلام ذهبت العزّة، وهذه حقيقة، العرب العرباء الذين هم عربٌ أقحاح هم الذين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وفيما قبله من زمن الجاهلية، ومع ذلك ما انتصروا على غيرهم من الفرس والروم إلا بالإسلام، نعم.

Webiste