تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل من الصواب أن نطلق على النصراني ونناديه بق... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم، يرد على ألسنة بعض المسلمين حتّى أنهم لا يميّزون بين كلمة نصراني !الشيخ : إيش؟السائل : لا يميّزون بين كلمة نصراني و...
العالم
طريقة البحث
هل من الصواب أن نطلق على النصراني ونناديه بقولنا: مسيحي .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم، يرد على ألسنة بعض المسلمين حتّى أنهم لا يميّزون بين كلمة نصراني !

الشيخ : إيش؟

السائل : لا يميّزون بين كلمة نصراني ومسيحي، حتى في الإعلام الآن يقولون: مسيحيّين، فبدل أن يقولوا هذا نصراني، يقولون مسيحي، فنرجو التوضيح لكلمة المسيحية هذه، وهل هي صحيحة على ما هم عليه النّصارى اليوم؟

الشيخ : الذي نرى أن نسمّي النّصارى بالنّصارى كما سمّاهم الله عزّ وجلّ، وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين اليهود والنصارى، لكن لما قويت الأمّة النصرانية بتخاذل المسلمين سَمّوا أنفسهم بالمسيحيين ليضفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ولو باللفظ، وإلا فأنا على يقين أنّ المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلّى الله عليه وسلم بريء منهم، وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ؟
سيقول: سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إلى آخر الآية ، سيقول هذا في جانب التوحيد، وإذا سئل عن الرسالة فسيقول يا ربّ إني قلت لهم: يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ : فهو مقرّر للرّسالات قَبْلَه، وللرسالة بعده عليه الصلاة والسلام، فأمر أمّته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، ولكنّ أمته كفَرَت بِبَشارته، وكفَرَت بما أتى به من التوحيد، فقالوا: إِن الله ثالث ثلاثة، وقالوا: المسيح ابن مريم هو ابن الله عزّ وجلّ، وقالوا: إنّ الله هو المسيح بن مريم -نسأل الله العافية-.
فالحاصل إني أقول: إنّ المسيح عيسى ابن مريم بريءٌ منهم، ومما هم عليه من الدين اليوم، وعيسى ابن مريم يُلْزِمهم بمقتضى رسالته من الله أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ليكونوا عباداً لله، قال الله تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ، نعم؟

Webiste