تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : << لقد كفر الذين قالو... - ابن عثيمينثم قال الله تبارك وتعالى:  لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم  لا يخفى أن الجملة الآن مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي ؟ اللام ، وقد ، والقسم المقدر ...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : << لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه و من في الأرض جميعا ولله ملك السماوات و الأرض وما بينهما يخلق ما يشاء و الله على كل شيئ قدير >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تبارك وتعالى: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم لا يخفى أن الجملة الآن مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي ؟ اللام ، وقد ، والقسم المقدر ، لأن قوله: ولقد يقدر بقولك والله لقد لقد كفر الذين قالوا . إذا قال قائل: ما الذي أعلمكم أن هناك شيئا م هو القسم ؟ نقول أعلمنا ربنا عزوجل ، أعلمنا ذلك الله ، لأن الله قال: نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين واللسان العربي كلما جاءت مثل هذه الصيغة فهي مقدرة بقسم، وعلى هذا فيكون الذي دلنا على ذلك هو كلام الله عز وجل . لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وهؤلاء هم النصارى بنص القرآن، وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله . وقوله: إن الله هو هو ضمير فصل وضمير الفصل يفيد ثلاثة أشياء ، الأول الحصر ، والثاني التوكيد ، والثالث التمييز بين الصفة والخبر ، وهذا الأخير أحيانا يستغنى عنه ويعرف الخبر بدونه لكن يؤتى به، كقوله تعالى: لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين فهنا هم ضمير ؟ ضمير فصل ؟ ما الذي أعلمكم ؟ نصب ما بعده وإلا كان مرفوعا، فهنا إن كانوا هم الغالبين لا نحتاج إليه من حيث التمييز بين الصفة وبين الخبر لأن الضمائر لا تنعت ، الضمائر لا تنعت ولا ينعت بها، وهنا لا يمكن أن تكون الغالبين نعتا للواو من وجهين ، أولا القاعدة التي ذكرنا وهي أن الضمائر لا تنعت ولا ينعت بها ، والثاني أن الغالبين منصوبة والواو مرفوعة ولا يمكن أن تكون نعتا لها، على كل حال نرجع إلى فوائد ضمير الفصل، ثلاثة ، أولا ؟ الحصر، ثانيا ؟ التوكيد، ثالثا ؟ التمييز بين الخبر والصفة ، هنا إن الله هو المسيح ابن مريم أكدوا تأكيدا بهذا الضمير أنه مسيح ابن مريم ، قاتلهم الله أنى يؤفكون ، فكيف يكون الله هو المسيح ابن مريم ؟ ابن مريم مخلوق ولا خالق ؟ مخلوق ، والخالق هو الله فكيف يكون الخالق هو عين المخلوق ؟ هذا مستحيل عقلا كما هو مستحيل شرعا ، هم أيضا قالوا إن المسيح ابن الله كما قالت اليهود عزير ابن الله . لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم المسيح بمعنى الماسح ، والمسيح الدجال بمعنى الممسوح ، انتبهوا للفرق ! المسيح هنا بمعنى الماسح ، قال العلماء ، لأنه لا يسمح ذا عاهة إلا برأ بإذن الله يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله فسمي مسيحا ، المسيح الدجال بمعنى ممسوح لأن عينه ممسوحا حيث إنه أعور ، وأما من استحب من العلماء رحمهم الله وعفا عنهم أن يقال في المسيح الدجال المسيخ يعني الممسوخ وفي عيسى بن مريم المسيح هذا غلط ، لأن الذي علم أمته أن يقولوا أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال أعلم منهم بذلك ومع ذلك سماه المسيح . وقوله: ابن مريم أضافه إلى أمه ، لأنه ليس له أب فأضيف إلى أمه وسيأتينا في الفوائد إن شاء الله أن ليس له أب يضاف إلى أمه ، ابن مريم مريم بنت من ؟ عمران ، وأخت من ؟ أخت هارون، إذا هي أخت لموسى وهارون ؟ لا ، لا ؟ لماذا ؟ لأنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم وإلا فبينها وبينهما زمن بعيد . قل يعني يا محمد لهؤلاء فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا الله أكبر حجة داحضة ، من يملك من الله إن أراد أن يهلك ، إذا فالمسيح ابن مريم مربوب مقدور عليه يقدر الله أن يهلكه وأمه ومن في الأرض جميعا ، فكيف يكون هو الله عزوجل ؟ هذا لا يمكن، لو أراد الله أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا أحد يملك من الله شيئا ؟ لا أحد يملك ، وهذه حجة داحضة والدليل على هذا أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حاول اليهود أن يقتلوه وفعلا دخلوا وقتلوا من ألقى الله شبهه عليه وقالوا إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم . فمن يملك من الله شيئا يملك بمعنى يمنع، من يمنع شيئا على إرادة الله إن أراد بالإرادة الكونية القدرية أن يهلك المسيح ابن مريم أي يتعبه بعد أن كان موجودا المسيح ابن مريم الذي قلتم هو الله وأمه أيضا التي أتت به فيهلك الفرع والأصل ، من الفرع ؟ عيسى ، والأصل أمه ، فالله تعالى لو أراد أن يهلك المسيح الذي زعمتم أنه الله وأصله الذي هي أمه ومن في الأرض جميعا أحد يملك أن يمنع الله ؟ لا والله ما أحد يملك أن يمنع الله ، ولو يؤاخذ الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى والقادر على أن يبعثهم بكلمة واحدة كلهم يوم القيمة قادر على أن يهلكهم بكلمة واحدة ولا أحد يملك منه شيئا . ومن في الأرض جميعا جميعا هذه حال من المسيح وأمه وبقوله ومن في الأرض يعني كلهم يهلكهم . ثم قال: ولله ملك السموات والأرض كل ما في السموات ، كل ما نشاهده فهو مملوك لله ، وإذا كان مملوكا لله تعذر أن يكون هو الله ، واضح ؟ فاستدل الله عزوجل على أنه ليس الله بأمرين ، الأول أن المسيح لا يملك أن يدفع شيئا عن نفسه لو أراد الله أن يهلكه ، والثاني أن كل شيء في السموات والأرض فهو ملك لله فكيف يكون هو الله ؟ فيكف يكون المملوك مالكا ؟ هذا مناقض للعلق والفطرة . ولله ملك السموات والأرض وما بينهما ملك السموات وهي سبع والأرض وهي سبع ، السموات بنص القرآن هي سبع قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم لكن الأرض ؟ الأرض ليس في القرآن تصريح بأنها سبع لكن في القرآن ما يدل على أنها سبع .

Webiste