هل يحل للطالب أن يغش في اللغة الإنجليزية ويقول هذه لغة الكفار وهل للمدرس أن يغض الطرف عن الغش في هذه المادة ؟وإذا غش ما حكم المال الذي يكسبه بهذه الشهادة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم: تعلمون أن الاختبارات على الأبواب، وبعض الطلاب يستحل الغش في مادة الإنجليزي ويقول: هذه لغة الكفار ولا يجوز تعلمها، فما حكم ذلك؟ وهل للمدرس أن يغض النظر عن الغش في هذه المادة؟ ثم من سبق له أن غش في هذه المادة معتقداً حل ذلك ماذا عليه الآن؟ وهل المال الذي يدخل عليه من شهادته فيه شيء من الحرام؟ أفيدونا وفقكم الله.
الشيخ : نعم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الامتحان ويقال له: الاختبار، معناه أن الطالب يختبر لينظر مدى تحصيله في هذا العام الدراسي، وينبني على ذلك أن يعطى شهادة يجتاز بها هذه المرحلة إلى المرحلة التي تليها، سواء كان من الابتدائي إلى المتوسط أو من المتوسط إلى الثانوي، أو من الثانوي للجامعة، أو من الجامعة للدراسات العليا، أو كان من سنة لسنة في كل مرحلة هذه الشهادة، وإذا كانت كذلك فإنه لا يحل للطالب أن يغش فيها، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من غش فليس منا وهذا عام في كل غش، ولأن ولاة الأمر رتبوا على هذه الشهادات أشياء معينة كالرواتب والمراتب وما أشبه ذلك، فكيف يمكن أن تنال هذه الرواتب وهذه المكافآت أو المراتب وهي السلم الوظيفي؟ كيف يحل لك أن تأخذ هذه المراتب أو هذه الرواتب وأنت لم تبلغ نعم وأنت لم تبلغ ما تستحقه بهذه المراتب إلا بالغش؟
فنقول: الغش حرام، حتى في اللغة الإنجليزية الغش حرام، لأن ولاة الأمور قرروها، وجعلوا من شروط اجتياز هذه المرحلة أن تجيد هذه اللغة.
وأما قوله: إنها لغة الكفار فهذا غير صحيح، كم من أناس مسلمين لغتهم الإنجليزية، كل المسلمين الذين يتكلمون باللغة الإنجليزية في جميع أقطار الدنيا كلهم مسلمون، واللغة لا صنع للإنسان فيها، اللغة لا صنع للإنسان فيها وإن كنا نرى كما هو واقع أن اللغة العربية أفضل اللغات وأشرف اللغات، لأنها لغة القرآن الكريم ولغة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، لكن هذه لغة عالمية مشهورة يتكلم بها المسلم والكافر، ثم هي مقررة عليك، ثم إنك ربما تحتاجها في يوم من الأيام، أنا أتمنى أني أعرف هذه اللغة، لأني وجدت فيها مصلحة كبيرة، يأتي رجل ليسلم بين يديك ما تستطيع أن تتفاهم معه، ترى مسلماً يخل بأشياء من واجبات الدين في الصلاة، أو في الصوم، أو في الزكاة، أو في الحج، أو في غير ذلك ما تستطيع أن تتكلم معه، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيد بن ثابت أمره أن يتعلم لغة اليهود، اللغة العبرية أمره أن يتعلمها أمر، لأجل إذا جاءت الكتب من اليهود يقرؤها زيد ويكتب ردها.
فلا يمكن أن ينكر الآن مدى احتياج الناس إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وأنها قد تكون وسيلة بالغة للدعوة إلى الله عز وجل.
افرض أنك في مجتمع لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية سواء إنجليزي أو غير إنجليزي، كيف تدعوه إلى الله؟ هل يمكن تدعوه بالإشارة؟ مهما بلغت من الإشارة لا تستطيع أن تدله أو تدعوه كما تدعوه بالعبارة.
فهذا التصور تصور غير صحيح، صحيح أنه لا يمكن أن نقول للناس الذين منَّ الله عليهم باللغة العربية: انتقلوا إلى اللغة الإنجليزية، أو إلى اللغة الفارسية أو الأردية أو غيرها، نحن لا نرى أن الإنسان يتخطى اللغة العربية إلى لغة أخرى فيجعلها هي لغة التخاطب والتفاهم، لكن كونه يتعلم لغة الغير لأجل الدعوة إلى الله عز وجل أو للمصالح الدنيوية التي ليست حراماً هذا لا أحد ينكره أبداً.
فالمهم أن الغش في اللغة الإنجليزية في الاختبار حرام، ولا يجوز للمصحح أن يتهاون في ذلك أيضاً، بل الواجب أن يعامل الإجابة في اللغة الإنجليزية كما يعامل الإجابة في غيرها من مواد الدراسة ولا فرق.
وأما كون الإنسان ينجح بالغش ثم يتوصل بذلك النجاح المغشوش الهزيل الرديء إلى مرتبة من المراتب نرى أن ذلك خطر على أكله وشربه الذي استفاده من الراتب المقدر على النجاح في هذه المرحلة، ونرى أن الإنسان يجب عليه إذا تمكن أن يعيد الاختبار مرة ثانية على وجهٍ صحيح فليفعل، هذا إذا كان الغش في الشهادة التي ترتب عليها هذا الراتب.
أما إذا كان في أثناء الدراسة فهذا إذا تاب إلى الله وكان آخر مرحلة نال الشهادة بها نالها على وجه صحيح، فنرجو أن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه، وأنه لا حرج عليه فيما يأخذ من الراتب بناءً على هذه الشهادة
فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم: تعلمون أن الاختبارات على الأبواب، وبعض الطلاب يستحل الغش في مادة الإنجليزي ويقول: هذه لغة الكفار ولا يجوز تعلمها، فما حكم ذلك؟ وهل للمدرس أن يغض النظر عن الغش في هذه المادة؟ ثم من سبق له أن غش في هذه المادة معتقداً حل ذلك ماذا عليه الآن؟ وهل المال الذي يدخل عليه من شهادته فيه شيء من الحرام؟ أفيدونا وفقكم الله.
الشيخ : نعم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الامتحان ويقال له: الاختبار، معناه أن الطالب يختبر لينظر مدى تحصيله في هذا العام الدراسي، وينبني على ذلك أن يعطى شهادة يجتاز بها هذه المرحلة إلى المرحلة التي تليها، سواء كان من الابتدائي إلى المتوسط أو من المتوسط إلى الثانوي، أو من الثانوي للجامعة، أو من الجامعة للدراسات العليا، أو كان من سنة لسنة في كل مرحلة هذه الشهادة، وإذا كانت كذلك فإنه لا يحل للطالب أن يغش فيها، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من غش فليس منا وهذا عام في كل غش، ولأن ولاة الأمر رتبوا على هذه الشهادات أشياء معينة كالرواتب والمراتب وما أشبه ذلك، فكيف يمكن أن تنال هذه الرواتب وهذه المكافآت أو المراتب وهي السلم الوظيفي؟ كيف يحل لك أن تأخذ هذه المراتب أو هذه الرواتب وأنت لم تبلغ نعم وأنت لم تبلغ ما تستحقه بهذه المراتب إلا بالغش؟
فنقول: الغش حرام، حتى في اللغة الإنجليزية الغش حرام، لأن ولاة الأمور قرروها، وجعلوا من شروط اجتياز هذه المرحلة أن تجيد هذه اللغة.
وأما قوله: إنها لغة الكفار فهذا غير صحيح، كم من أناس مسلمين لغتهم الإنجليزية، كل المسلمين الذين يتكلمون باللغة الإنجليزية في جميع أقطار الدنيا كلهم مسلمون، واللغة لا صنع للإنسان فيها، اللغة لا صنع للإنسان فيها وإن كنا نرى كما هو واقع أن اللغة العربية أفضل اللغات وأشرف اللغات، لأنها لغة القرآن الكريم ولغة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، لكن هذه لغة عالمية مشهورة يتكلم بها المسلم والكافر، ثم هي مقررة عليك، ثم إنك ربما تحتاجها في يوم من الأيام، أنا أتمنى أني أعرف هذه اللغة، لأني وجدت فيها مصلحة كبيرة، يأتي رجل ليسلم بين يديك ما تستطيع أن تتفاهم معه، ترى مسلماً يخل بأشياء من واجبات الدين في الصلاة، أو في الصوم، أو في الزكاة، أو في الحج، أو في غير ذلك ما تستطيع أن تتكلم معه، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيد بن ثابت أمره أن يتعلم لغة اليهود، اللغة العبرية أمره أن يتعلمها أمر، لأجل إذا جاءت الكتب من اليهود يقرؤها زيد ويكتب ردها.
فلا يمكن أن ينكر الآن مدى احتياج الناس إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وأنها قد تكون وسيلة بالغة للدعوة إلى الله عز وجل.
افرض أنك في مجتمع لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية سواء إنجليزي أو غير إنجليزي، كيف تدعوه إلى الله؟ هل يمكن تدعوه بالإشارة؟ مهما بلغت من الإشارة لا تستطيع أن تدله أو تدعوه كما تدعوه بالعبارة.
فهذا التصور تصور غير صحيح، صحيح أنه لا يمكن أن نقول للناس الذين منَّ الله عليهم باللغة العربية: انتقلوا إلى اللغة الإنجليزية، أو إلى اللغة الفارسية أو الأردية أو غيرها، نحن لا نرى أن الإنسان يتخطى اللغة العربية إلى لغة أخرى فيجعلها هي لغة التخاطب والتفاهم، لكن كونه يتعلم لغة الغير لأجل الدعوة إلى الله عز وجل أو للمصالح الدنيوية التي ليست حراماً هذا لا أحد ينكره أبداً.
فالمهم أن الغش في اللغة الإنجليزية في الاختبار حرام، ولا يجوز للمصحح أن يتهاون في ذلك أيضاً، بل الواجب أن يعامل الإجابة في اللغة الإنجليزية كما يعامل الإجابة في غيرها من مواد الدراسة ولا فرق.
وأما كون الإنسان ينجح بالغش ثم يتوصل بذلك النجاح المغشوش الهزيل الرديء إلى مرتبة من المراتب نرى أن ذلك خطر على أكله وشربه الذي استفاده من الراتب المقدر على النجاح في هذه المرحلة، ونرى أن الإنسان يجب عليه إذا تمكن أن يعيد الاختبار مرة ثانية على وجهٍ صحيح فليفعل، هذا إذا كان الغش في الشهادة التي ترتب عليها هذا الراتب.
أما إذا كان في أثناء الدراسة فهذا إذا تاب إلى الله وكان آخر مرحلة نال الشهادة بها نالها على وجه صحيح، فنرجو أن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه، وأنه لا حرج عليه فيما يأخذ من الراتب بناءً على هذه الشهادة
الفتاوى المشابهة
- ما حكم التوظيف بالشهادات التي حصل عليها بالغ... - ابن عثيمين
- يقوم بعض الطلبة بالغش في الاختبارات فما حكم... - ابن عثيمين
- هل تعلم اللغة الإنجليزية حرام ، وهل هناك تفص... - ابن عثيمين
- الدعاء باللغة الإنجليزية - اللجنة الدائمة
- ما حكم الغش في مادة الإنجليزية .؟ - ابن عثيمين
- ما حكم الشرع في الغش في الامتحان بين الطلاب... - ابن عثيمين
- حكم الغش في مادة الإنجليزية - ابن باز
- هل يجوز الغش في اللغة الإنجليزية التي منعتم... - ابن عثيمين
- بقية جواب هل يحل للطالب أن يغش في اللغة الإن... - ابن عثيمين
- حكم الغش في اختبار مادة اللغة الإنجليزية - ابن عثيمين
- هل يحل للطالب أن يغش في اللغة الإنجليزية ويق... - ابن عثيمين