تم نسخ النصتم نسخ العنوان
توجيه للشباب الذين يضيعون أوقاتهم في السفر ل... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيكم وفي علمكم، وأن ينفع بعلمكم المسلمين.الشيخ : جزاك الله خيرًا، ونسأل الله ذلك للجميع.السائل : ا...
العالم
طريقة البحث
توجيه للشباب الذين يضيعون أوقاتهم في السفر للخارج وما شابه ذلك ولايذهبون للمراكز الصيفية والجمعيات الخيرية ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيكم وفي علمكم، وأن ينفع بعلمكم المسلمين.

الشيخ : جزاك الله خيرًا، ونسأل الله ذلك للجميع.

السائل : اللهم آمين وأن يجمعنا وإياكم في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فضيلة الشيخ وجه كلمة جزاك الله خيرًا للذين يعني يتسكعون في الشوارع ولا يذهبون إلى المراكز الصيفية خصوصًا أنها يعني بدأت، والجمعيات الخيري تفتح أبوابها على مصراعيها فلم تجد إلا قليل، فوجه كلمة جزاك الله خيرًا وخاصة إلى الذين يذهبون إلى البلاد الأوروبية لقضاء مصيفهم فيها؟

الشيخ : والله على كل حال هذا توجيه منك جيد جزاك الله خيراً، وقد تضمن شيئين:
أما الشيء الأول: فهو السفر إلى بلاد خارجية لقضاء هذه الإجازة فيها فنقول: إن السفر إلى بلاد كافرة أو بلاد منهمكة في المعاصي نقول: إنه لا يجوز لماذا؟ لأمور متعددة: الأمر الأول: أن فيه إضاعةً للمال التذاكر، وأجور الفنادق أو أجور الشقق هناك أو غير ذلك، ففيه إضاعة مال إضاعة مال كثير، هذا المال الذي تضيعه في هذه التنزهات اجعله نافعاً لك إلى يوم القيامة في بناء مسجد، اجعله في إعانة إخوانك من المجاهدين في البوسنة، من المجاهدين في الصومال، من المجاهدين في كشمير، في الجمهوريات الإسلامية التي تحررت من الشيوعية، في غير ذلك إذا كان المال قد ضيق عليك.
ثانياً: أن فيه إضاعة وقت، لأن غالب الذين يذهبون لهذه النزهات ليسوا يذهبون إلى الدعوة إلى الخير، وإلى تعليم الناس الجاهلين، بل إلى الذهاب يمينًا وشمالًا، وربما يذهبون لأشياء محرمة لا إشكال في تحريمها، فيكون في ذلك إضاعة للوقت كما أن فيه إضاعة للمال.
ثالثاً: أنه يخشى على المرء على عقيدته، وعلى أخلاقه، وعلى عباداته، وعلى أهله إن كانوا معه.
يخشى عليه في عقيدته أن يقول: كيف أنعم الله على هؤلاء بهذا الترف وهذا النعيم وهم كفار وهو مؤمن؟ وقد قدر عليه رزقه، فيشك هل الإيمان خير أو الكفر خير؟ ولم يعلم المسكين أن هؤلاء عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا وهو أي هذا الترف بالنسبة لهم جنة، لأنهم ينتقلون بعده إلى عذاب وجحيم -والعياذ بالله- والفقر بالنسبة إليه إذا كان من المؤمنين هو يعتبر ابتلاء من الله عز وجل يؤجر عليه ويثاب عليه و إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ .
وأما كونه خطراً على عبادته: فإنه قد يصحب أناساً هناك لا يهتمون بالصلاة، ولا بالأذكار، ولا بالتقرب إلى الله، فيكتسب منهم.
وأما كونه خطرا على أخلاقه فظاهر: لأن الناس هناك تجد المرأة المتبرجة غاية التبرج، وعلى جمال فاضح، وربما تكون متطيبة متبرجة فتفتن من لا ينفتن.
وأما كونه خطر على أهله فكذلك أيضاً: لأن الصغار إذا ارتسم في أفكارهم شيء من الصغر لا يتحول ولو كبروا، فيحصل بهذا أن هؤلاء الصغار يتذكرون دائماً هذه الحال الفظيعة التي كان عليها أهل هذه البلدة التي سافر إليها. بلغ
أما بالنسبة لشبابنا الذين عندنا فإني أحثهم على أن يلتحقوا بواحد من أمور ثلاثة: أولاً: حِلَقْ تحفيظ القرآن، فهي والحمد لله متوفرة في المدن الكبيرة والقرى.
ثانياً: الالتحاق بالمساجد في حلق العلماء الذين يدرسون العلم كما يوجد والحمد لله منذ سنتين أو نحوها يوجد دورات في المدن دورات يسمونها دورات مكثفة، يتكلم فيها علماء موثوقون ينتفع بهم الشباب.
ثالثاً: المراكز الصيفية، المراكز الصيفية متنوعة فيها علوم شرعية، وعلوم عربية، وفيها -أيضاً- فنون مباحة، كتعلم نجارة أو كتابة وما أشبه ذلك، وهي تكف الإنسان عن ضياع وقته، والقائمون عليها من الذين نعلم أن فيهم خيرًا من نعلم منهم، ومن نجهل فأمره إلى الله، لكن في كل خير إن شاء الله تعالى.
فنحثهم بألا تضيع أوقاتهم وتتبلد أفكارهم أو يقعون في مهاوي الشهوات والفساد، وفي المثل السائر الذي قيل في النظم:
" إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسده "

Webiste