تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( ... فإن الله لا يمل حتى تملوا... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال  إن الله لا يمل حتى تملوا  ، لما قال  عليكم من الأعمال بما تطيقون  خشي أن يظن أحد أن هذا يعني لاقتصار فضل الله عز وجل أو لقصور فضل الله و...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( ... فإن الله لا يمل حتى تملوا ... ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال إن الله لا يمل حتى تملوا ، لما قال عليكم من الأعمال بما تطيقون خشي أن يظن أحد أن هذا يعني لاقتصار فضل الله عز وجل أو لقصور فضل الله وأن الله سبحانه وتعالى يمل بكثرة الثواب، فبيّن أن الله لا يمل حتى يمل الإنسان، وليس هذا تشجيعا على كثرة العمل بل هو دفع للإيهام، لما قال عليكم من الأعمال بما تطيقون ربما يتوهم الإنسان ليش؟ هل لأن الله غير قادر أن يثيبنا؟ فأجاب أتى بهذه الكلمة أي بهذه الجملة لئلا يتوهم واحد ما لا يليق بالله عز وجل.
وقوله حتى تملوا قال بعض العلماء إن هذا مما يجب تأويله لأن الملل صفة نقص، وظاهر الحديث إثباته لله فلابد من التأويل لأن كل نص أوهم النقص في ذات الله أو صفاته فإنه يجب أن يؤوّل لقوله تعالى وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعلى وهذه الأية تقضي على كل ما يوهم النقص أن لله المثل الأعلى يعني الوصف الأعلى، فكل نص يوهم النقص فإنه يجب أن يؤوّل، وقالوا لا يمل حتى يملوا ، أي لا يحرم العامل الثواب حتى يمل العامل ويترك العمل، فإذا ترك العمل جوزي بعمله فقط، وقال بعض العلماء يجب أن يبقى على ظاهره ولكن الملل الثابت لله عز وجل ليس كالملل الثابت للمخلوق، الملل الثابت للمخلوق نقص وعدم تحمل للشيء وفتور وضعف في الهمة أو في البدن، لكن ملل الله عز وجل يليق به ولا يلحقه شيء من النواقص وهذا كالغضب، غضب الإنسان له أسباب وهو عدم التحمل مما جرى حتى يغضب أما الله عز وجل فغضبه لكماله وليس لعدم التحمل، وهذا القول أقرب إلى مذهب السلف، أن يُجرى الحديث على ظاهره وأن يقال إن ملل الله عز وجل ليس كملل المخلوق الذي يلحقه النقص.

Webiste