وفيه أيضاً: أنه يُسَنّ تغميض الميّت، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، ولأن ذلك أحفَظ لعينيه من دخول الماء فيهما عند التغسيل، أو التراب عند الدفن، أو ما أشبه ذلك.
ومن فوائده: أنه لا يُنكر على أهل الميت إذا ضجوا عند موته صاحوا، ولكن يُرشدون إلى الدعاء بالخير، لأن هذه الحال حالٌ فيها رقّة النفس، وضعفها، ولجوؤها إلى الله عز وجل، فالدعاء حريٌّ بالإجابة.
وفيه أي من فوائد الحديث: أن الملائكة تؤمّن على دعاء أهل الميت في هذا الحال، ودعاءٌ تؤمّن عليه الملائكة حريٌّ بالإجابة، ومنها هذا الدعاء العظيم لأبي سلمة، رضي الله عنه، خمس جُمَل دعاء، قلها يا أخي ، نعم أنت، أين ذهبت؟ سَرَحت؟ المراعي حول البلد أو بعيدة عن البلد؟ نعم؟ انتبه بارك الله فيك.
طيب، الجملة الأولى سؤال المغفرة لأبي سلمة، والمغفرة: هي ستر الذّنب والعفو عنه.
والثاني: وارفع درجته في المهديّين: وهذا في الجنّة، سأل الله أن يرفع درجاته في جملة المهديّين، الذين هداهم الله عز وجل، والثالثة: اخلفْه في عقِبه، أي صِر خليفته في أهله، وقد وقع ذلك، كيف ذلك يا أخي؟ الطالب: أنها كانت تحت الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان أولاد أبي سلمة تحته أيضاً.
وافسح له في قبره: أي وسّع له فيه، ونوّر له فيه: لأن القبر كما تعلمون ظُلْمة، ليسس فيه نور، ولكن الله تعالى إذا كان الميت ممن رضي الله عنهم يُفْسَح له في قبره وينوَّر له فيه.