السائل : يقول وإني أدخل على بعض المساجد في أوقات الصلاة وأصلي خلف الإمام مع الأخوة المسلمين وأجد أن الإمام يتحرك في بعض الأحيان بغير عذر وعندما أرى ذلك يضيق صدري ويجول التفكير في رأسي هل يجوز التحرك له في الصلاة أم التحرك غير شرعي أفيدوني جزاكم الله خيراً؟

الشيخ : الحركة في الصلاة تنقسم إلى خمسة أقسام: حركة واجبة، وهي التي يتوقف عليها فعل واجب في الصلاة.

السائل : نعم.

الشيخ : كما لو كان الإنسان يصلي إلى غير القبلة مثلاً فجاءه من أخبره بأن القبلة عن يمينه أو شماله، وجب عليه أن يتحرك إلى القبلة.

السائل : نعم.

الشيخ : ومن ذلك " ما فعله أهل مسجد قباء حين أتاهم ءات في صلاة الصبح فأخبرهم بأن القبلة قد حولت من بيت المقدس إلى الكعبة، فاستداروا إلى الكعبة وكانت وجوههم إلى الشام " هذه الحركة الواجبة.

السائل : نعم.

الشيخ : وحركة مستحبة وهي ما يتوقف عليها فعل مستحب في الصلاة، كما لو تحرك إلى سد فرجة في الصف.

السائل : نعم.

الشيخ : سواء كانت الفرجة أمامه أو عن يمينه أو عن يساره، فإنه يقرب من جاره، ويتقدم إلى الصف الذي أمامه لسد الفرجة، فهذه مستحبة.
والثالث المباحة، وهي الحركة اليسيرة إذا كانت للحاجة.

السائل : نعم.

الشيخ : مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى بأصحابه وهو يحمل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوها أبو العاصي بن الربيع فإنه كان عليه الصلاة والسلام يصلي وهو حامل هذه البنت، فإذا قام حملها، وإذا سجد أو ركع وضعها بالأرض، هذا مباح.

السائل : نعم.

الشيخ : ومنه أيضاً من القسم المباح إذا كثرت الحركة لكن للضرورة كما في قوله تعالى فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً يعني فصلوا ولو أنكم تمشون على أرجلكم أو راكبين.
القسم الرابع حركة محرمة، وهي الحركة الكثيرة التي تبطل بها الصلاة بدون ضرورة، فإذا تحرك الإنسان حركة كثيرة بحيث تنافي الصلاة لكثرتها وتواليها وبدون ضرورة فإن صلاته تبطل، فإنها محرمة وتبطل الصلاة.
الخامس الحركة المكروهة وهي الحركة اليسيرة لغير حاجة، وهذه توجد كثيراً في المصلين تجدهم يتحركون حركة كثيرة بدون حاجة، هذا يصلح ثوبه، وهذا ينظر إلى ساعته، وهذا يخرج قلمه، وهذا يعبث في أنفه أو لحيته، وما أشبه ذلك من الحركات التي تشاهد كثيرا فهذه مكروهة، وإذا كثرت وتوالت أبطلت الصلاة وصارت محرمة، فعلى المرء المسلم المصلي أن يستحضر بأنه واقف بين يدي الله عز وجل، فيكون في قلبه من الهيبة والخشوع ما يظهر على جوارحه.
وقد اشتهر بين الناس حديث لا أصل له، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يعبث في لحيته فقال لو خشع هذا لخشعت جوارحه وهذا الحديث لا أصل له، ويغني عنه الحديث الصحيح وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب .

السائل : نعم.

الشيخ : والخشوع من الصلاح، فإذا خشع القلب خشعت الجوارح لأنها تبع له. نعم.

السائل : من الجزائر وردتنا رسالة المستمع ح ب ت يقول فيها بعد التحية أرجو لكم دوام الصحة والعافية.