تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة القراءة من الشرح مع التعليق. - ابن عثيمينالقارئ : " قوله :  ثم لم يكن غيره  وكذا قال فيما بعده ولم يكن غيره هكذا هو في جميع النسخ ، غيره بالغين المعجمة والياء ، قال القاضي عياض : كذا هو في جميع...
العالم
طريقة البحث
تتمة القراءة من الشرح مع التعليق.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : " قوله : ثم لم يكن غيره وكذا قال فيما بعده ولم يكن غيره هكذا هو في جميع النسخ ، غيره بالغين المعجمة والياء ، قال القاضي عياض : كذا هو في جميع النسخ ، قال : وهو تصحيف ، وصوابه : ثم لم تكن عمرة بضم العين المهملة وبالميم وكان السائل لعروة إنما سأله عن نسخ الحج إلى العمرة على مذهب من رأى ذلك واحتج بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك في حجة الوداع فأعلمه عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بنفسه ولا من جاء بعده ، هذا كلام القاضي.
قلت : هذا الذي قاله من أن قول غيره تصحيف ليس كما قال ، بل هو صحيح في الرواية وصحيح في المعنى ، لأن قوله : غيره يتناول العمرة وغيرها ، ويكون تقدير الكلام : ثم حج أبو بكر فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ، ثم لم يكن غيره أي : لم يغير الحج ولم ينقله وينسخه إلى غيره ، لا عمرة ولا قران ، والله أعلم "
.

الشيخ : قوله : ثم حججت مع أبي
عندي يقول القاضي عياض قال بتصحيف العبارة وصوابها ثم لم تكن عمرة كما هو لفظ البخاري ، وهو أوضح من ثم لم يكن غيره لكن غيره لها وجه كما أشار إليه النووي رحمه الله.
القارئ : " قوله : ثم حججت مع أبي الزبير بن العوام أي : مع والده الزبير ، وقوله : الزبير بدل من أبي ، وقوله : مع أحد ممن مضى كانوا يبدءون شيئا حين يضعون أقدامهم أول من الطواف بالبيت ثم لا يحلون فيه أن المحرم بالحج إذا قدم مكة ينبغي له أن يبدأ بطواف القدوم ، ولا يفعل شيئا قبله ، ولا يصلي تحية المسجد ، بل أول شيء يصنعه الطواف ، وهذا كله متفق عليه عندنا.
وقوله : يضعون أقدامهم يعني : يصلون مكة. وقوله : ثم لا يحلون فيه التصريح بأنه لا يجوز التحلل بمجرد طواف القدوم كما سبق ، وقوله : وقد أخبرتني أمي أنها أقبلت هي وأختها والزبير وفلان وفلان بعمرة قط فلما مسحوا الركن حلوا فقوله : مسحوا المراد بالماسحين من سوى عائشة ، وإلا فعائشة فلم تمسح الركن قط قبل الوقوف بعرفات في حجة الوداع ، بل كانت قارنة ومنعها الحيض من الطواف قبل يوم النحر.
وهكذا قول أسماء : بعد هذا اعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان وفلان فلما مسحنا البيت أحللنا ثم أهللنا بالحج المراد به أيضا من سوى عائشة ، وهكذا تأوله القاضي عياض ، والمراد الإخبار بحجتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع على الصفة التي ذكرت في أول الحديث ، وكان المذكورون سوى عائشة محرمين بالعمرة ، وهي عمرة الفسخ التي فسخوا الحج إليها وإنما لم تستثنى عائشة لشهرة قصتها. قال القاضي عياض : وقيل : يحتمل أن أسماء أشارت إلى عمرة عائشة التي فعلتها بعد الحج مع أخيها عبد الرحمن من التنعيم قال القاضي : وأما قول من قال يحتمل أنها أرادت في غير حجة الوداع فخطأ، لأن في الحديث التصريح بأن ذلك كان في حجة الوداع هذا كلام القاضي.
وذكر مسلم بعد هذه الرواية رواية إسحاق بن إبراهيم وفيها أن أسماء قالت : خرجنا محرمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان معه هدي فليقم على إحرامه ومن لم يكن معه هدي فليحلل ، فلم يكن معي هدي فحللت ، وكان مع الزبير هدي فلم يحل ، فهذا تصريح بأن الزبير لم يتحلل في حجة الوداع قبل يوم النحر ، فيجب استثناؤه مع عائشة ، أو يكون إحرامه بالعمرة وتحلله منها في غير حجة الوداع ، والله أعلم.
وقولها : فلما مسحوا الركن حلوا هذا متأول عن ظاهره ، لأن الركن هو الحجر الأسود ، ومسحه يكون في أول الطواف ، ولا يحصل التحلل بمجرد مسحه بإجماع المسلمين ، وتقديره : فلما مسحوا الركن وأتموا طوافهم وسعيهم وحلقوا أو قصروا أحلوا ، ولا بد من تقدير هذا المقدور ، وإنما حذفته للعلم به وقد أجمعوا على أنه لا يتحلل قبل إتمام الطواف ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه لا بد أيضا من السعي بعده ، ثم الحلق أو التقصير ، وشذ بعض السلف فقال : السعي ليس بواجب ولا حجة لهذا القائل في هذا الحديث ، لأن ظاهره غير مراد بالإجماع ، فيتعين تأويله كما ذكرنا ليكون موافقا لباقي الأحاديث والله أعلم "
.

الشيخ : الذي يظهر لنا أن قوله : وقد رأيت أمي وخالتي حين تقدمان لا تبدءان بشيء أول من البيت هذا في غير حجة الوداع ، وذلك لأن عروة بن الزبير لا يمكن أن يكون رأى أمه في حجة الوداع ، لأنه تابعي ، لأنه صغير ، ولا أظنه يراهما.
ثم إن قوله : رأيت أمي وخالتي حين تقدمان يدل على أن لهما شأنا في هذا القدوم ، وهما مع الرسول صلى الله عليه وسلم ليس لهما شأن ، فالظاهر لي القول الثاني الذي خطأه أن هذا في غير حجة الوداع ، وأنهما إذا قدمتا بعمرة ومسحتا على الركن حلتا ، لكن المراد بـ مسحتا على الركن مع السعي، لأنه لا يمكن أن يحل المعتمر قبل السعي بالإجماع كما سبق.

Webiste