مباحث وقواعد حول الأسماء والصفات تحت هذا الباب
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وفي هذا الباب بحوث.
أولا : على أي شيء يدل الاسم؟ نقول : كل اسم من أسماء الله فإنه يدل على شيئين : على الذات المقدسة، وعلى الصفة التي اشتق منها. فكلمة الله تدل على الرب عز وجل وعلى الصفة التي اشتق منها وهي الألوهية.
الرحمن تدل على ذات الله عز وجل وعلى الصفة التي اشتق منها وهي الرحمة. هذه قاعدة كل اسم من أسماء الله يدل على شيئين أولا الذات والثاني الصفة وإن شئت الوصف الذي اشتق منه هذا الاسم وهل يدل على أكثر من ذلك ؟ الجواب : نعم. ربما يدل على أكثر من صفة باللزوم لا بالتضمن، مثال ذلك : قوله تبارك وتعالى : هو الله الخالق البارئ دلت الخالق على ذات الله ، وعلى وصفه بالخلق ودلت على علمه وعلى قدرته.
كيف دلت على علمه وقدرته، وهي ليس فيها علم ولا قدرة ؟ نقول : لأن من لازم الخلق العلم والقدرة إذ مع الجهل لا يكون أن يخلق، ومع العجز لا يمكن أن يخلق، فكل اسم من أسماء الله يتضمن شيئين : أولا الذات ،والثاني الوصف الذي اشتق منه ذلك الاسم ،ثم قد يدل على صفة أخرى ثانية وثالثة ورابعة عن طريق اللزوم.
ثانيا : كل أسماء الله حسنى ولهذا قال الله : فله الأسماء الحسنى ، والحسنى : اسم تفضيل يقابله في المذكر أحسن ، ويقال رجل أحسن وامرأة حسنى، وهنا قال : الحسنى ، فجعل الوصف وصف مؤنث ، لأن الأسماء جمع ، والجمع يوصف بالمؤنث، إلا جمع العاقل ، فيوصف بحسب ما يقتضيه المعنى، إذا كان للذكور جمع مذكر سالم، وإن كان إناثا جمع مؤنث سالم، أما غير العاقل فإنه يجمع وصفه على جمع المؤنث، إذن أسماء الله تعالى كلها حسنى، والحسنى : هي المشتملة على أكمل وجوه الحسن فهي حسنى ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، فيفهم من هذه القاعدة أنه لا يوجد في أسماء الله اسم يحتمل معنيين، معنى حسن ومعنى غير حسن، انتبهوا لهذا كل أسماء الله لا بد أن تكون حسنى ، أي بالغة الكمال في الحسن، فلا يمكن أن يوجد اسم يحتمل معنيين حسن ومعنى غير حسن، ولهذا لم يكن من أسماء الله المتكلم ولا من أسمائه المريد، مع أنه متكلم ومريد، قال العلماء: لأن المتكلم من قام به الكلام ، والكلام : قد يكون حسنا وقد يكون سيئا، وكذلك الارادة ، ولهذا لا يصح أن يسمى الله عز وجل بالمتكلم ، ولا يسمى الله بالمريد، لكن يوصف بأنه متكلم ، وأنه مريد ، لأن باب الاخبار أوسع من باب التسمية، لأن التسمية إنشاء ، تنشئ اسما للمسمى الذي تريد أن تسميه، لكن الإخبار مجرد خبر ليس بإنشاء ولذلك قالوا : الإخبار أوسع من الانشاء فقد يخبر عن الشيء والشيء لا يسمى به، مثل المتكلم، وحينئذ يمكن أن نقسم ما يضاف إلى الله عز وجل إلى أربعة أقسام:
ما تضمن كمال الحسن ، فهذا يكون من أسمائه وما كان حسنا من وجه دون وجه فهذا يخبر به عنه ولا يسمى به.
وما كان محمودا في حال دون حال ، فهذا يوصف به في الحال الذي يكون فيها محمودا، ولا يسمى به على الاطلاق مثل المكر ، والخداع ، والاستهزاء والكيد هذه أوصاف إن ذكرت في مقابل من يعامل بهذه الأوصاف صارت أوصافا محمودة ووصف الله بها وإلا فلا، فمثلا المكر : وصف الله نفسه بأنه يمكر لكن وصفا مقيدا بمن يمكر بهم، فقال : ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فلا يصح أن تقول : أن الله ماكر، وهذا فرق بين هذا وبين قولنا : إن الله متكلم لأنه يجوز أن تقول : أن الله متكلم على وجه الإطلاق، لكن لا يجوز أن تقول: إن الله ماكر إلا إذا قيدته بمن يمكر به، لأن المكر لا يكون مدحا ، إلا حيث كان مقابل مكر آخر ليتبين به أن قوة الله عز وجل أقوى من قوة هذا الماكر، وكذلك نقول في الخداع يخادعون الله وهو خادعهم فلا يصح أن نصف الله أنه خادع أو مخادع على وجه الإطلاق قل خادع من يخادعه، تخادعون الله وهو خادعهم، كذلك المستهزئ، لا يصح أن نقول على سبيل الاطلاق، بل نقول بمن يستهزئ به، وكذلك الكيد : نقول : إن الله لا يكيد على أحد إلا من كاد عليه إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا .
القسم الرابع : ما لا يصح أن ينسب لله اطلاقا وهو ما تضمن نقصا مطلقا فهذا لا يصح أن يضاف إلى الله إطلاقا ، مثل الخائن والعياذ بالله، هذا لا يمكن ان تصف الله به مطلقا، وقول العامة : خان الله من يخون، خطأ فادح وغلط، ولهذا لما ذكر الله خيانة أعدائه لم يذكر خيانته لهم فقال: ذلك بأنهم خانوا الله من قبل فأمكن منهم ولم يقل خانهم، لكن في الخداع قال : يخادعون الله وهو خادعهم .
فإذا قال قائل : ما الفرق بين الخيانة والخداع ؟ قلنا : الفرق بينهما ظاهر، الخيانة : أن تخون الأمانة فيمن ائتمنك والخداع : أن تخادع من خادعك وبينهما فرق يظهر بالمثال. يقال أن الحرب خدعة، والحرابة في مقابلة من يريد أن يخدعك ، فإذا خدعته كان هذا مدحا ، لكن الخيانة لا يمكن أن تخون من ائتمنك، إذا خنته فأنت أتيت ما يقدح فيك، لأن الذي ائتمنك لا يريد بك سوءا ، بخلاف المحارب، لهذا يحرم علينا إذا استأمننا أحد من المشركين، يحرم علينا أن نخون أمانته بل يجب علينا حمايته، يذكر أن علي ابن أبي طالب أراد أن يبارزه عمرو بن ود وتعرفون المبارزة، المبارزة : إذا التقى الصفان للحرب طلب الشجعان في هؤلاء وهؤلاء أن يبرز بعضهم لبعض ، وفائدة المبارزة : أنه إذا قتل أحدهما الآخر، صار في هذا قوة وتشجيع لأصحاب القاتل وانهزام لأصحاب المقتول، فلهذا كان يستعملون هذا في الحرب لما خرج عمرو بن ود إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه صاح به وقال: ما خرجت لأبارز رجلين، وهذا صحيح ولا غير صحيح ؟ ما خرج ليبارز رجلين فظن عمرو بن ود أنه لحقه رجل آخر يتبعه ، فالتفت فضربه علي حتى أبان رأسه عن جسده هذا خداع ، لكنه خداع جائز ولا غير جائز ، لأن عمرو بن ود خرج ليقتل عليا فخدعه ، فهذا الخداع يعتبر مدحا وثناء، فهؤلاء المنافقون الذين يخادعون الله ، خدعهم الله عز وجل، فيعتبر هذا الخداع مدحا، لكن الخيانة :ليست بمدح لأن الخيانة خديعة في محل الأمانة وهذا ذم فلا تجوز على الله عز وجل.
أولا : على أي شيء يدل الاسم؟ نقول : كل اسم من أسماء الله فإنه يدل على شيئين : على الذات المقدسة، وعلى الصفة التي اشتق منها. فكلمة الله تدل على الرب عز وجل وعلى الصفة التي اشتق منها وهي الألوهية.
الرحمن تدل على ذات الله عز وجل وعلى الصفة التي اشتق منها وهي الرحمة. هذه قاعدة كل اسم من أسماء الله يدل على شيئين أولا الذات والثاني الصفة وإن شئت الوصف الذي اشتق منه هذا الاسم وهل يدل على أكثر من ذلك ؟ الجواب : نعم. ربما يدل على أكثر من صفة باللزوم لا بالتضمن، مثال ذلك : قوله تبارك وتعالى : هو الله الخالق البارئ دلت الخالق على ذات الله ، وعلى وصفه بالخلق ودلت على علمه وعلى قدرته.
كيف دلت على علمه وقدرته، وهي ليس فيها علم ولا قدرة ؟ نقول : لأن من لازم الخلق العلم والقدرة إذ مع الجهل لا يكون أن يخلق، ومع العجز لا يمكن أن يخلق، فكل اسم من أسماء الله يتضمن شيئين : أولا الذات ،والثاني الوصف الذي اشتق منه ذلك الاسم ،ثم قد يدل على صفة أخرى ثانية وثالثة ورابعة عن طريق اللزوم.
ثانيا : كل أسماء الله حسنى ولهذا قال الله : فله الأسماء الحسنى ، والحسنى : اسم تفضيل يقابله في المذكر أحسن ، ويقال رجل أحسن وامرأة حسنى، وهنا قال : الحسنى ، فجعل الوصف وصف مؤنث ، لأن الأسماء جمع ، والجمع يوصف بالمؤنث، إلا جمع العاقل ، فيوصف بحسب ما يقتضيه المعنى، إذا كان للذكور جمع مذكر سالم، وإن كان إناثا جمع مؤنث سالم، أما غير العاقل فإنه يجمع وصفه على جمع المؤنث، إذن أسماء الله تعالى كلها حسنى، والحسنى : هي المشتملة على أكمل وجوه الحسن فهي حسنى ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، فيفهم من هذه القاعدة أنه لا يوجد في أسماء الله اسم يحتمل معنيين، معنى حسن ومعنى غير حسن، انتبهوا لهذا كل أسماء الله لا بد أن تكون حسنى ، أي بالغة الكمال في الحسن، فلا يمكن أن يوجد اسم يحتمل معنيين حسن ومعنى غير حسن، ولهذا لم يكن من أسماء الله المتكلم ولا من أسمائه المريد، مع أنه متكلم ومريد، قال العلماء: لأن المتكلم من قام به الكلام ، والكلام : قد يكون حسنا وقد يكون سيئا، وكذلك الارادة ، ولهذا لا يصح أن يسمى الله عز وجل بالمتكلم ، ولا يسمى الله بالمريد، لكن يوصف بأنه متكلم ، وأنه مريد ، لأن باب الاخبار أوسع من باب التسمية، لأن التسمية إنشاء ، تنشئ اسما للمسمى الذي تريد أن تسميه، لكن الإخبار مجرد خبر ليس بإنشاء ولذلك قالوا : الإخبار أوسع من الانشاء فقد يخبر عن الشيء والشيء لا يسمى به، مثل المتكلم، وحينئذ يمكن أن نقسم ما يضاف إلى الله عز وجل إلى أربعة أقسام:
ما تضمن كمال الحسن ، فهذا يكون من أسمائه وما كان حسنا من وجه دون وجه فهذا يخبر به عنه ولا يسمى به.
وما كان محمودا في حال دون حال ، فهذا يوصف به في الحال الذي يكون فيها محمودا، ولا يسمى به على الاطلاق مثل المكر ، والخداع ، والاستهزاء والكيد هذه أوصاف إن ذكرت في مقابل من يعامل بهذه الأوصاف صارت أوصافا محمودة ووصف الله بها وإلا فلا، فمثلا المكر : وصف الله نفسه بأنه يمكر لكن وصفا مقيدا بمن يمكر بهم، فقال : ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فلا يصح أن تقول : أن الله ماكر، وهذا فرق بين هذا وبين قولنا : إن الله متكلم لأنه يجوز أن تقول : أن الله متكلم على وجه الإطلاق، لكن لا يجوز أن تقول: إن الله ماكر إلا إذا قيدته بمن يمكر به، لأن المكر لا يكون مدحا ، إلا حيث كان مقابل مكر آخر ليتبين به أن قوة الله عز وجل أقوى من قوة هذا الماكر، وكذلك نقول في الخداع يخادعون الله وهو خادعهم فلا يصح أن نصف الله أنه خادع أو مخادع على وجه الإطلاق قل خادع من يخادعه، تخادعون الله وهو خادعهم، كذلك المستهزئ، لا يصح أن نقول على سبيل الاطلاق، بل نقول بمن يستهزئ به، وكذلك الكيد : نقول : إن الله لا يكيد على أحد إلا من كاد عليه إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا .
القسم الرابع : ما لا يصح أن ينسب لله اطلاقا وهو ما تضمن نقصا مطلقا فهذا لا يصح أن يضاف إلى الله إطلاقا ، مثل الخائن والعياذ بالله، هذا لا يمكن ان تصف الله به مطلقا، وقول العامة : خان الله من يخون، خطأ فادح وغلط، ولهذا لما ذكر الله خيانة أعدائه لم يذكر خيانته لهم فقال: ذلك بأنهم خانوا الله من قبل فأمكن منهم ولم يقل خانهم، لكن في الخداع قال : يخادعون الله وهو خادعهم .
فإذا قال قائل : ما الفرق بين الخيانة والخداع ؟ قلنا : الفرق بينهما ظاهر، الخيانة : أن تخون الأمانة فيمن ائتمنك والخداع : أن تخادع من خادعك وبينهما فرق يظهر بالمثال. يقال أن الحرب خدعة، والحرابة في مقابلة من يريد أن يخدعك ، فإذا خدعته كان هذا مدحا ، لكن الخيانة لا يمكن أن تخون من ائتمنك، إذا خنته فأنت أتيت ما يقدح فيك، لأن الذي ائتمنك لا يريد بك سوءا ، بخلاف المحارب، لهذا يحرم علينا إذا استأمننا أحد من المشركين، يحرم علينا أن نخون أمانته بل يجب علينا حمايته، يذكر أن علي ابن أبي طالب أراد أن يبارزه عمرو بن ود وتعرفون المبارزة، المبارزة : إذا التقى الصفان للحرب طلب الشجعان في هؤلاء وهؤلاء أن يبرز بعضهم لبعض ، وفائدة المبارزة : أنه إذا قتل أحدهما الآخر، صار في هذا قوة وتشجيع لأصحاب القاتل وانهزام لأصحاب المقتول، فلهذا كان يستعملون هذا في الحرب لما خرج عمرو بن ود إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه صاح به وقال: ما خرجت لأبارز رجلين، وهذا صحيح ولا غير صحيح ؟ ما خرج ليبارز رجلين فظن عمرو بن ود أنه لحقه رجل آخر يتبعه ، فالتفت فضربه علي حتى أبان رأسه عن جسده هذا خداع ، لكنه خداع جائز ولا غير جائز ، لأن عمرو بن ود خرج ليقتل عليا فخدعه ، فهذا الخداع يعتبر مدحا وثناء، فهؤلاء المنافقون الذين يخادعون الله ، خدعهم الله عز وجل، فيعتبر هذا الخداع مدحا، لكن الخيانة :ليست بمدح لأن الخيانة خديعة في محل الأمانة وهذا ذم فلا تجوز على الله عز وجل.
الفتاوى المشابهة
- ما الفَرْق بين الأسماء والصفات - الفوزان
- هل من أسماء الله ما يجمع اسمًا وصفة؟ - ابن باز
- أسماء الله الحسنى - ابن عثيمين
- قال المؤلف :"قواعد في أدلة الأسماء والصفات:... - ابن عثيمين
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأسمائه و... - ابن عثيمين
- قواعد في أسماء الله عز وجل - ابن عثيمين
- هل الصفات توقيفية كالأسماء، أو هي إجتهادية - ابن عثيمين
- شرح قو ل المصنف باب : قول الله تعالى : (( ول... - ابن عثيمين
- قواعد في أسماء الله تعالى - ابن عثيمين
- قواعد متعلقة بالأسماء والصفات - ابن عثيمين
- مباحث وقواعد حول الأسماء والصفات تحت هذا الباب - ابن عثيمين