تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عاصم... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم الأحول عن أبي عثمان المهدي، عن أسامة بن زيد قال :  كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رس...
العالم
طريقة البحث
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمًى فمرها فلتصبر ولتحتسب فأعادت الرسول أنها قد أقسمت لتأتينها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد يا رسول الله ما هذا قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم الأحول عن أبي عثمان المهدي، عن أسامة بن زيد قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ارجع فأخبرها أن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب فأعادت الرسول أنها أقسمت ليأتينها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذه رحمة قد جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .

الشيخ : الله أكبر الشاهد من هذا الحديث قوله : وإنما يرحم الله يرحم وهذه صفة من صفات الله عز وجل من آثار الاسم الذي هو الرحمن طيب فإن قال قائل هل الرحمة صفة ذاتية لازمة لله أو صفة فعلية فالجواب أنها في أصلها ذاتية لأنها صفة كمال لكن في إفرادها وآحادها فعلية لأنه يرحم من يشاء وكل شيء يتعلق بالمشيئة فهو صفة فعلية، وفي هذا الحديث رحمة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه رفع إليه الصبي وهو في سياق الموت ونفسه تقعقع يعني لها صوت قعقعة كأنها في شن والشن هو القربة البالية التي فيها شيء يتحرك تسمع لها قعقعة وهذه حشرجة النفس في صدر هذا الصبي ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة به فقال سعد : ما هذا يا رسول الله كأنه استغرب أن يبكي النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الصبي فقال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، وفي هذه الكلمات النيرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر تعزية إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى سبحان الله كلمات النبوة لها نور إيجاز مع عظم المعنى وسعته إذا كان الشيء لله فله ما أخذ وله ما أعطى فما موقفنا نحن مما أخذ الله من بين أيدينا التسليم لأن الأمر لله له ما أخذ وله ما أعطى سبحانه وتعالى كل شيء عنده بأجل مسمى الشيء المقدر لا يمكن أن يتقدم أو يتأخر لأنه بأجل مسمى أي معين في تلك الساعة يكون هذا الشيء لا يمكن أن يتقدم ولا يتأخر كل شيء بأجل مسمى وفي القرآن الكريم : وكل شيء عنده بمقدار فهذا الحديث عائد للمدة وذاك عائد للكم كل شيء بمقدار ويمكن أن نجعل كل شيء بمقدار عائدا حتى على الزمن وهذا دليل كمال عناية الرب عز وجل بخلقه وأنه سبحانه وتعالى يقدر كل شيء بأجل لا يتعداه ولا يقصر عنه. طيب إذن من أسماء الله الرحمن يدل على وصف الرحمة وعلى فعل الرحمة، طيب في البسملة بسم الله الرحمن الرحيم هل هما مترادفان أو متباينان، باعتبار دلالتهما على الذات وباعتبار معناهما قولكم باعتبارهما متباينان كيف يكونان متباينين وهما من الرحمة، الرحمن من الرحمة والرحيم من الرحمة ؟ أجاب العلماء عن ذلك بما يقتضي أن يكون جوابين الجواب الأول : أن الرحمن صفة عامة والرحيم صفة خاصة فالرحمن عامة كل أحد والرحيم خاصة بالمؤمنين كما قال تعالى : وكان بالمؤمنين رحيما والمعنى الثاني أن الرحمن باعتبار الوصف.

Webiste